الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

طرائف من التراث.. "كرم الضيافة" "2-28"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء"، للأديب الكبير "الجاحظ"، ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم، وعرافهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، وخاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وقد صور من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيًا وحسيًا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القاريء إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه.
وفي قصة "كرم الضيافة" يحكى الجاحظ أن أحدهم نزل ضيفًا على صديق له من البخلاء
وما إن وصل الضيف حتى نادى البخيل إبنه
وقال له: يا ولدي لدينا ضيف عزيز على قلبي
فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أجود أنواع اللحم
ذهب الولد وبعد برهة عاد ولم يشتر شيئًا
فسأله أبوه: أين اللحم؟!
فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له أعطنا أجود ما عندك من لحم
فقال الجزار: سأعطيك لحمًا كأنه زبد
قلت لنفسي إذا كان الأمر كذلك فلما لا أشتري الزبد بدلًا من اللحم
فذهبت إلى البقال
وقلت له: أعطنا أجود ما عندك من الزبد
فقال: أعطيك زبدًا كأنه الدبس
فقلت: إذا كان الأمر كذلك فالأفضل إذًا أن أشتري الدبس
فذهبت من فوري إلى بائع الدبس
وقلت: أعطنا أفضل ما عندك من الدبس
فقال الرجل: أعطيك دبسًا كأنه الماء الصافي
فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك فعندنا ماء صاف في البيت
وهكذا عدت إلى المنزل دون أن أشتري شيئًا
قال الأب: يالك من صبي شاطر ولكن فاتك شيء
لقد استهلكت حذاءك بالجري والذهاب من دكان إلى دكان
فأجاب الإبن لا يا أبي أنا لبست حذاء الضيف