يعتبر شهر رمضان واحدًا في جوهرة الديني، بالنسبة لمختلف الشعوب الإسلامية في أصقاع الأرض، فجذوره التاريخية بالنسبة لهم واحدة، كما أن مقاصده الدينية واحدة، غير أن طقوس الاحتفال به تختلف تبعًا لثقافة كل شعب وطريقة حياته، واستنادًا إلى تاريخه القومي الخاص.
تبدأ في المغرب الاستعدادت من أواخر شهر شعبان بتجهيز أنواع معينة من الحلويات، وبعد ثبوت الرؤية، يمضي المغاربة في تبادل التهاني بقولهم "عواشِر مبروكة"، في إشارة منهم إلى تقسيمهم رمضان إلى ثلاث عشرات، الأولى عشرة الرحمة، والثانية عشرة المغفرة، والثالثة عشرة العتقٌ من النار.
تختلف التقاليد والعادات الرمضانية في البادية المغربية قليلًا عن الحضر، ففي البادية يجتمع الرجال بعد العصر للحديث عن آثار وسير الأسلاف العظماء وصحابة النبي، أما وقت الإفطار فدومًا ما تجتمع فيه أسرتان أو أكثر، الرجال إلى سفرة، والنساء إلى أخرى، والأطفال إلى ثالثة بعد صلاة القيام، قبل أن يعود الرجال للسهر وشُرب الشاي المغربي، الذي يُعدّ المشروب الأساسي في السهرات العائلية الممتدة حتى السحور.
من أبرز الأكلات المغربية في رمضان شوربة الحريرة، وحلوى السلو، وحلوى الشباكية، والطاجين، والكسكسي، ولا يزال تقليد المسحراتي قائمًا حتى اليوم، ويسمى "الطبَّال".