رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

متاحف عبر العصور.. متحف الشمع ذكريات الصبا وذاكرة الوطن بين الأطلال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الرحلة المدرسية لمتحف الشمع ضمن الخريطة الأساسية للمدارس فى فترة الثمانينيات والتسعينيات وربما أوائل القرن ٢١، والتى لم تكن مجرد رحلة عادية لأحد المتاحف الأثرية، وبها أثارنا القديمة مثل الفرعونية والإسلامية وحتى القبطية، بل رحلة تجوب بك فى ذاكرة الوطن، تمر بك عبر الزمن لتجد نفسك أمام تلك الشخصيات التى صنعت بحرفية عالية وإتقان ليس له مثيل لدرجة أنه صنف ضمن أهم أربعة متاحف للشمع فى العالم بل صنف كثانى أشهر متحف شمع فى العالم، هذا المكان الذى أغلق منذ عام ٢٠٠٩ بعد حريق مجلس الشورى، أصبحت تسكنه الأشباح وتعيش به القطط والإهمال أصبح بطل المشهد. 
نظرة تاريخية 
تأسس المتحف فى عام ١٩٣٤، وهو من أقدم المتاحف المصرية والذى أسسه الفنان المصرى العالمى جورج عبدالملك، وأنشى فى ميدان التحرير قبل انتقاله لمنطقة جاردن سيتى، ومن ثم إلى منطقة عين حلوان، والتى كانت تتمتع فى ذلك الوقت بهوائها النقى وكانت منطقة للاستشفاء من الأمراض.
ويضم المتحف ١١٦ تمثالًا و٢٦ مشهدًا يحكى تاريخ مصر، بدءًا من الأسرة ١٨ الفرعونية، حتى ثورة ٢٣ يوليو، والتى جسدها الفنان العالمى جورج عبدالملك وهو يُعد من أمهر الفنانين المصريين فى عصره، وبرع فى تجسيد العديد من القصص والروايات، التى تسرد تاريخ فجر الحضارة الفرعونية، مرورًا بالحضارات اليونانية والقبطية والإسلامية، ووصولًا إلى عصر الثورة فى يوليو ١٩٥٢ فى العديد من التماثيل الشمعية التى تعد من أبرز مقتنيات المتحف. ويعتمد تقسيم المتحف على تخصيص عدد من القاعات لكل فترة زمنية معينة، يحيط بكل قاعة حديقة مورقة أعطت المتحف بريقًا خاصًا، ويمكن المرور من مشاهد عصر إلى عصر آخر عبر الغرف المتصلة بعضها البعض بشكل متوالٍ، يسرد الحقب التاريخية فى ترابط تاريخى، وتنتهى هذه القاعات بممرات مؤدية إلى صالات أخرى تعرض بها مقتنيات المتحف. 
ويبدأ الزائر رحلته بقسم العصر الفرعونى الذى يحاكى تاريخ الأسرة الثانية عشرة والتى حكمت مصر لمائتين وخمسين عامًا متواصلة، وقد أبدع الفنان فى تجسيد ملوك هذه الأسرة ابتداءً من أمنحتب الرابع، وهو أول المنادين بتوحيد العبادة، وفى جانب من هذا المشهد يظهر القائد حور محب بجانب زوجته، وأحد النمور المتوحشة التى كانت تصاحب الجيوش فى معاركها عندما كان حور محب قائدًا لجيوش مصر القديمة.
ولم ينس المبدع جورج عبدالملك فى أن يجسد رمضان ولياليه فى قاهرة المعز حيث خصص مشهدًا دينيًا يعبر عن انتشال موسى من النيل، وتظهر فى خلفية المشهد المعابد الفرعونية ونهر النيل وعرش آسيا، وبنهاية الممر نجد صالة بها مشاهد تروى قصصًا وروايات عن عهد الإسلام والخلفاء الراشدين ومعظم القادة المسلمين، حيث يظهر فى أحد المشاهد تمثال لأشهر قارئ للقرآن فى عهد الرسول وهو عبدالله بن مسعود، وكذلك مشهد لكسوة الكعبة التى كانت تخرج من مصر بداية من فترة حكم شجرة الدر حتى قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، بالإضافة إلى مشهد لليالى رمضان وارتباطها بالشارع المصرى خاصة استخدام الفوانيس، بالإضافة إلى مشهد نموذجى للفن الشعبى والأراجو.
بالإضافة إلى العديد والعديد من المشاهد والتى حُرم منها الطلاب والسائحون ربما عن عمد أو عن إهمال فمتحف الشمع كان يضيف بعدًا آخر لهذا التاريخ ويعمل على تشكيل صورة فى الوعى تربط الماضى بالحاضر. ويقع متحف الشمع على بُعد خطوات من محطة مترو عين حلوان لتجد لافتة اختفت أحرفها «هنا متحف الشمع» سابقًا.