الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

موسم حصاد المشمش.. "العمار".. تنتج 40% من محصول مصر.. "البوابة" تعيش تجربة جنى الثمار مع الفلاحات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تختلف شكلًا ومضمونًا عن قريناتها من القري، فى محافظات مصر، فحين تُقبل على دخولها، تشعر للوهلة الأولى أنك فى حقبة زمنية مختلفة عما تعرفه أو ما تشاهده، أو حتى ما سمعت عنه عبر شاشات التليفزيون، وقصص وحكايات الأجداد، فنسائم هوائها العليل الذى يلمس قلبك، وصفاء شمسها التى تُنعش جسدك من كد الحياة وأعبائها، كافية بأن تُنسيك مشقة ساعتين كاملتين من السفر والإرهاق الذهنى والبدني، بعد استقلال ٥ مواصلات كانت آخرهن «الكبود».. إنها «قرية العمار» التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية.
فى العاشرة من صباح الأمس، توجهت «البوابة» إلى قرية العمار، حيث استقبلتنا مزارع المشمش التى تسود أراضى القرية، لتزيح هموم مشقة السفر، لم نكن ضيوفًا لحقول المشمش فقط، ولكن لأهل القرية الكرام، الذين استقبلونا بالترحاب فى بيوتهم، وقدموا المبادرات لاصطحابنا إلى حقول مشمش العمار.
«عمار يا مصر، عمار يا بلد المشمش» هكذا بدأ أحد المزارعين بوصف قريته، فى طريقنا إلى الأراضى الخاصة به، مضيفًا: «المشمش عندنا ماركة مسجلة»، بينما تحتل الخضرة المشهد على الجانبين ممتزجة برائحة ريفية أصيلة. 
تطل نساء «العمار» بملامحهن الضاحكة من داخل الحقول، يرتدين جلاليبهن الفضفاضة من الوسط، والتى تميزها ألوان عديدة وطبقة مموجة من الأسفل حتى لا تبرز ملامح أجسادهن، وعلى الرغم من «الطابع الفلاحي» للنساء هناك، والتزامهن بارتداء «جلابية العمار» داخل القرية، فإن نسبة تعليم الفتيات أكثر من الرجال، فبين كل خمس فتيات تجد أربعًا منهن متعلمات يقابلهن ولد واحد متعلم. 
بعد وصولنا إلى حقل المشمش، حيث تخيم ظلال الأشجار وسط أصوات الرياح المتلاطمة بالشجر الكثيف، فى تناغم يُشعرك بأنك قد انتقلت إلى عالم موازٍ، بدأ أحد الفلاحين بتسلق «الصيبة» التى تميزها ثلاث قواعد خشبية لجنى الثمار بطريقة آمنة، وبينما تجلس الفتيات لفرز الثمار فى «مشنات» قام أحد الصبيان بإشعال نيران على «كنكة شاي» ليقدمه ترحيبًا بـ«البوابة».
ارتديت «جلابية العمار» التى قد قدمتها إحدى الفتيات كهدية لي، واشتركت مع النساء فى جنى الثمار، وتبادلت أطراف الحديث مع أصحاب الأراضى وسألتهم عن تاريخ زراعة المشمش فى العمار، وعدد الحقول وكمية الإنتاج، وسؤال النساء عن سر «جلابية العمار»، وهل موسم الزواج مرتبط بموسم الحصاد؟ تقع «قرية العمار» على بعد ٣٥ كم شمال القاهرة، وبها حوالى ١٠٥ آلاف نسمة، وتنتج ٤٠٪ من إنتاج مصر من المشمش، حيث يزرع على مساحة نحو ثلاثة آلاف فدان، ونحو ٩٠٪ من أهل العمار يمتلكون حقولًا لزراعة المشمش.
ورغم أننا نردد كثيرًا فى مصر عبارة «فى المشمش» كإشارة إلى استحالة التنفيذ أو الوفاء بالعهد، لكنها تشير فى «العمار» إلى العكس، وتأكيد تحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج وسداد الديون بعد موسم حصاد فاكهة المشمش.