الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

متاحف عبر العصور.. "النسيج المصري" الأول من نوعه بالشرق الأوسط

شارع المعز
شارع المعز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على بُعد خطوات من دخولك شارع المعز بقلب القاهرة تجد نفسك أمام أحد أجمل عناصر العمارة الإسلامية «سبيل محمد على» بالنحاسين والذى يُعد من أدق النماذج الفنية البالغة فى الجمال، كما أنه يمثل فترة تاريخية هامة من تطور عمارة الأسبلة، وعنصرًا من أهم من عناصر التشكيل العمرانى الإسلامى، وبداخل السبيل أنشئ «متحف النسيج المصرى»، والذى يعتبر المتحف الأول من نوعه فى الشرق الأوسط، بل إنه يأخذ الترتيب الرابع على المستوى العالمى، وذلك عقب تجديد شارع المُعز «ليحكى لنا التاريخ على قطع من القماش الذى ناضل عبر العصور وسجل مهارة الفنان المصرى». 
فعلى مرّ العصور أفرزت الحضارات المتعاقبة على مصر مجموعة نادرة من الأقمشة والمنسوجات النادرة والتى وجدت عبر الاكتشافات الأثرية، وكانت تلك المقتنيات الفريدة والنادرة موزعة بين عدد من المتاحف، ومع البدء فى تطوير وتحديث وترميم شارع المعز استقر الرأى على «سبيل محمد على» ليتحول من منبر للأعمال الخيرية والتعليمية التى كانت تخدم المجتمع المصرى فى فترة حكم محمد على باشا الكبير، والذى أنشاه سنة ١٨٢٩ على روح ولده إسماعيل باشا بعد وفاته فى السودان ١٨٢٢. 
المتحف تم تخطيطه بطريقة بسيطة حيث تضم كل غرفة معلومات على الحوائط عن فترة المنسوجات التى بداخلها من حيث استخدامها الأصلى، وتاريخ صنعها، ومكانها الأصلى، ويتكون من طابقين وعدد قاعاته ١١ قاعة، ويُعتبر القسم الفرعونى هو أكبر قسم ويتكون من ثلاث قاعات وهم «قاعة الحياة اليومية، قاعة التسبيل، والقاعة الجنائزية»، ويضم تماثيل خشبية تم تلبيسها أنسجة قديمة، كما تم تجهيز عدد من اللوحات التى توضح ملامح صناعة النسيج والطرق التى كان ينظف بها المصرى القديم ملابسه، حيث تجد بعض المنسوجات الكتانية والقطنية التى توضح مهارة المصرى القديم ودقته وبراعته فى غزل ونسج وصباغة ألياف الكتان بالإضافة إلى براعتهم فى تطريز منسوجاتهم، ومن أهم القطع الموجودة بالقسم الفرعونى هى «مئزر يرجع لعصر الملك توت عنخ آمون وهى قطعة من الكتاب طولها ٩٠ سم، وعرضها ١٠٠ سم ووجدت بمقبرة توت عنخ آمون فى وادى الملوك بالأقصر، كما يضم القسم الفرعونى جزءًا من مومياء وعليها قطع الكتاب التى كانت تستخدم فى لف المومياء بعد تحنيطها، والتى تميزت بوضع بعض النقوش والزخارف. 
كما يحتوى المتحف على قاعة العصر الرومانى الذى يوضح مصانع النسيج الملكية بمدينة الإسكندرية وقتها، وتحتوى على تماثيل وعينات من منسوجات قبطية مصرية تمثل القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، وبعدها قاعة للعصر الإسلامى التى تتنوع بقطع من أنسجة كتبت بالخط الكوفى وتحتوى على بعض الآيات القرآنية، وقد تميزت هذه القاعة بوجود تماثيل من الشمع لتوضح صورًا من مراحل إعداد النسيج، وقد تميز هذا المتحف بعرض أندر القطع النسيجية بعد اختيارها بعناية شديدة من المتاحف المصرية والمواقع الأثرية كالمتحف المصرى، ومتحف الفن الإسلامى ومنطقة القرنة بمدينة الأقصر. 
وتعتبر من أهم القطع الأثرية بمتحف النسيج التحفة النسيجية «كسوة الكعبة» والتى كانت تصنع فى دار الكسوة بالخرنفش، وهى آخر قطعة مصرية ذهبت إلى الكعبة والتى تم صنعها فى عهد الملك فاروق الأول، كما تُعد «ستارة باب التوبة» هى درة تاج المتحف وهى قطعة من القماش مستطيلة الشكل، عليها زخارف نباتية، وكتابات قرآنية مطرزة بخيوط فضية بأسلوب «السيرما».
ويضم المتحف حوالى ٢٥٠ قطعة نسيجًا و١٥ سجادة وتمثل كل ما يتعلق بصناعة النسيج ابتداءً من العصر الفرعونى مرورًا بالعصر الرومانى واليونانى والقبطى، بالإضافة إلى صناعة النسيج فى العصور الإسلامية ابتداءً من العصر الأموى ثم العباسى مرورًا بالطولونى والفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى، ثم عصر الدولة الحديثة متمثلة فى دولة محمد على ومنها سجادة صلاة للتعليق على الحائط صنعت من الحرير الأحمر المطرز بالفضة المموهة بالذهب بأشكال نباتية، وكان محمد على قد أهداها لابنته زينب هانم يوم زفافها.
ويتم عرض المقتنيات بترتيب تاريخى كما يوجد ديوراما صناعة النسيج وأيضًا توجد بالمتحف شاشات «touch screen» لمساعدة الزائر على إضافة أى معلومة عن أى قطعة من المتحف وشرحها باللغتين العربية والإنجليزية، ويتم عرض جولة بانورامية بالمتحف عن صناعة النسيج وطرقه وصباغته والأماكن المشهورة بصناعة الغزل والنسيج، مع عرض أفلام عن المتحف قبل وبعد التطوير.