السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سري السقطي.. إمام البغداديين

سري السقطي
سري السقطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في اليوم الثاني من شهر رمضان، تحل ذكرى واحد من أعلام التصوف الإسلامي، والمعروف بـ" طبيب الغذاء وتصفية القلوب"، أبو الحسن سري بن المغلس السقطي، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري، وكان أول من تكلم في بغداد في التوحيد وحقائق الأحوال، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي إنه «إمام البغداديين وشيخهم في وقته"، كان تلميذًا لمعروف الكرخي وخالًا للجنيد، حَدثَ عن الفضيل بن عياض، ورَوَى عنه "الجنيد بن محمد، والنوري أبو الحسين، وأبو العباس بن مسروق".
من أقواله، "ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلي الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له"، "الناس في الأعمال يتقاربون، وإنما قارب من قارب، بحسن الأدب بين يدي الله تعالى"، "الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه"، "من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة "، و"الأدب ترجمان العقل".
قيل عنه: كان يومًا في دكانه، فجاء معروف ومعه صبي يتيم، فقال لي:« اكسه!. » قال سري: « فكسوته»، ففرح به معروف، فقال: « بغض الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه! ». قال: « فقمت من الدكان وليس شيء أبغض إلي من الدنيا وما فيها، وكل ما أنا فيه من بركاته».
مكث سري عشرين سنة، يطوف بالساحل، يطلب صادقًا، فدخل يومًا إلى مغارة، إذا بها قعود وعميان ومجذمين، قال: « فقلت: "ما تصنعون ها هنا!" قالوا: "ننتظر شخصًا يخرج الينا فنتعافى!". فقلت: "إن كان صادقًا فاليوم!". فقعدت فخرج كهل عليه درعة من شعر، فسلم وجلس، ثم مر يده علي عمي هذا فأبصر، وأمر يده علي مانة هذا فصح، وأمر يده علي جذام هذا فبرئ. ثم قام موليًا، فضربت بيدي اليه، فقال لي: سري!. خل عني، فانه غيور. لا يطلع علي سرك فيراك وقد سكنت إلي غيره، فتسقط من عينه". » وقال الجنيد: « ما رأيت أعبد من خالي!. أني عليه ثمان وسبعون سنة ما رؤى مضطجعًا إلا في علة الموت". دخلت عليه، وهو في الترع، فجلست عند رأسه، ووضعت خدي علي خده، فدمعت عيناي، فوقع دمعي علي خده، ففتح عينيه، وقال لي: "من أنت" قلت: "خادمك الجنيد!" فقال: "مرحبًا". فقلت: "أوصني بوصية أنتفع بها بعدك!" قال: "إياك مصاحبة الأشرار، وأن تنقطع عن الله بصحبة الأخيار".
توفي سري السقطي سنة 251 هـ، ودفن بالشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد، وسميت فيما بعد باسم مقبرة الشيخ معروف.