الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف ليوم الجمعة 18مايو 2018

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة الرسائل المهمة التي تضمنتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب الذي عقد أمس الأول، كما شغلت تطورات الأوضاع في القدس على خلفية الخطوة الأمريكية بتدشين سفارتها في المدينة المحتلة اهتمام الكتاب. 
وكتب رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) - في مقال بعنوان (الخيارات الصعبة) - أن كلمات الرئيس السيسي، خلال مؤتمر الشباب أمس الأول، تطرقت إلى عدد من القضايا والمفاهيم الجوهرية، تنبع من تشخيص دقيق لمواطن الضعف وكيفية التغلب عليها، ورؤية شاملة للإصلاح على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأضاف الكاتب الصحفي أن الرئيس تناول مفهوم العلاقة بين المواطن والدولة، وتصدى للفكرة السطحية الشائعة والمغلوطة عن هذه العلاقة، فالبعض يدعو إلى أن تواصل الدولة تحمل الأعباء، بدعوى رفع المعاناة عن كاهل الطبقات الوسطى والفقيرة، وهذه النظرة القصيرة المدى تداعب المشاعر، لكنها خطيرة على كيان الدولة، ويمكن أن تؤدى إلى انهيار أعمدتها، تحت وطأة أحمال ثقيلة ظلت الحكومات المتعاقبة تلقى عليها بالمشكلات حتى أصابها الوهن والهزال، ولم تعد قادرة على العطاء. 
وأردف أن الدولة تعتمد على مجموع إنتاج مواطنيها، وعندما تتدنى الإنتاجية لا يمكن تحميل الدولة هذا الدور طويلا، لأنها تضطر إلى الاستدانة، وتراكم الديون يجعلها تنوء بالأحمال، وتظل الدولة توسع إعالتها لقطاعات أوسع فأوسع، وتدعم الكثير من العاملين والموظفين بطرق مختلفة، وتحت ضغط كسب الرضا الشعبى تم إلقاء كل هذا العبء على كاهل الدولة، وأصبحت تحتاج إلى من ينقذها بدلا من أن تواصل دورها فى تنمية قدرات مواطنيها وزيادة معدلات النمو، وسد الثغرات فى العملية الإنتاجية والخدمية التى لا يقبل القطاع الخاص الدخول فيها، إما بسبب تدنى الأرباح فيها أو الحاجة إلى رؤوس أموال كبيرة لا تدر عائدا إلا بعد فترات طويلة، أو لأنها لا تدر أى نوع من الأرباح وتعرض المستثمر لخطر فقدان أمواله.
ورأى الكاتب أن "هذا الدور الضرورى للدولة هو ما يسعى إليه الرئيس، ويركز على ضرورة أن يتجاوز حجم إنتاجنا ما نستهلكه، لكى يكون لدينا فائض يمكن أن نستثمره في تطوير جميع القطاعات وتلبية الاحتياجات المتزايدة.. أما عندما يفوق الاستهلاك ما ننتجه، فإننا نلجأ إلى مد أيدينا للاقتراض، وليتنا نقترض لكي نرفع من قدراتنا على الإنتاج، بل كنا نقترض من أجل أن نسد الثغرة بين ما ننتجه وما نستهلكه، وبالتالي تتراكم الديون وتزيد أعباؤها، وهو ما حدث طوال العقود الخمسة الماضية".
ونوه الكاتب بما أشار إليه الرئيس، حيث أوضح الفرق بين مفهوم الدولة الراعية، التى تستهدف توجيه الطاقات، وتحسين القدرات، ومفهوم الدولة المعيلة، التى تتحمل أعباء متزايدة ترسخ مفهوم الاتكالية.
وأردف الكاتب أن الرئيس قدم نموذجا واضحا لمثل هذه الخيارات، عندما تطرق إلى قرار رفع سعر تذاكر مترو الأنفاق، وقال إن وزير النقل طلب 30 مليارا لصيانة خط (حلوان – المرج)، وإذا أجلنا القرار فسيتوقف المترو عن العمل، فهل نستدين لإصلاحه، أم نتحمل كلفة الإصلاح.
وتابع: لا يتوقف الإصلاح الذى ينشده الرئيس على الجانب الاقتصادى فقط، فقد تناول الإصلاح السياسى، وتوسيع المشاركة السياسية بخطوات جادة ومتأنية، من خلال أحزاب تعرف كيف تفيد بلدها وشعبها، بعيدا عن المزايدات الرخيصة التى لا يمكن أن نجنى من ورائها إلا التخبط والفوضى، وفى هذا المجال قال الرئيس "الحياة السياسية تهدف إلى وجود كيانات قادرة على الدفع بالدولة للأمام، هدفها أن تكون الدولة كبيرة وقوية، أنا شايف هناك أحزاب حاليا فى البرلمان»، ثم أشار إلى أهمية مواجهة الفساد وتجهيز كوادر قادرة على قيادة الدولة ومواجهة التحديات الخطيرة والكثيرة المحيطة بنا. هذا هو تشخيص الرئيس لجوهر الأزمات التى نعيشها وكيفية مواجهتها".
وفي هذا السياق أيضا، كتب يوسف القعيد عموده (يحدث في مصر الآن) في صحيفة (الأخبار) "منذ أن بدأت مؤتمرات الشباب.. وفيها لقاء مطوَّل تحت عنوان: اسأل الرئيس.. يتم الإعداد له قبل المؤتمر بأيام.. هذا العام كان هناك 252 ألفا و720 سؤالا واستفسارا من المصريين جميعًا.. كانت الأسئلة الكثيرة من القاهرة، الإسكندرية، الجيزة، الدقهلية، أصحاب الدخول المحدودة كانوا من أكثر المشاركين في المحور الاقتصادي. يليهم أصحاب المؤهلات العليا.. وأدوات تواصلهم مع ما يجري في مصر كانت عبر التليفزيون والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي".
ورأى الكاتب أن أكثر موضوع نال الاهتمام كان ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، والسؤال الجوهري كان: لماذا لم تتم مراعاة الدور الاجتماعي في القرارات الاقتصادية الأخيرة؟ وكانت هناك خشية أن يضحي الرئيس بسبب هذه القرارات بشعبيته، ولماذا لم يتم التفكير في تأجيل الإصلاحات لمن سيأتون بعده؟.
وأوضح أن الرئيس رأى أن الإصلاحات كانت حتمية، ولو لم نقدم عليها كان بلدنا سيكون في وضع أسوأ، وأن البلد كانت ستعاني أكثر، وتساءل: هل كان عندنا اختيار أفضل من هذه الإجراءات ولم نفعله؟ لم نكن نملك سوي هذا الاختيار، ولذلك كان لابد من الإقدام علي الدواء المر، ولو لم نفعل صورتنا في العالم لن تكون حسنة والمشاكل ستتفاقم؛ لذلك كان لابد من الإقدام مهما كانت الصعوبات.
ولفت الكاتب إلى ما قاله الرئيس بأن الشعب هو الأمل، مشيرا إلى تساؤل الرئيس: "شعبية إيه التي يمكن أن نتوقف أمامها طويلًا؟ هل سيهتم بالشعبية لدي مائة مليون مصري أن يشعر بالمسئولية تجاه مائة مليون؟"، وقال الرئيس إن الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة هو الذي سيسألنا عما فعلناه وعما لم نفعله.
ونوه الكاتب بما حكاه رئيس هيئة الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان، العائد من رحلة إلي الخارج، بعد طلب منه الرئيس أن يحكي للحاضرين ما استمع إليه من المسئولين في البنك الدولي والأمم المتحدة عن أصداء ما تقوم به الدولة في مصر، حيث قال اللواء عرفان إنه لمس خلال رحلته تقديرا ضخما لما يتم في مصر من إصلاح اقتصادي.
واختتم الكاتب قائلا: "عندما جاءت أسئلة المواطنين للرئيس حول هموم الخارج: سد النهضة، القضية الفلسطينية، مشكلة إيران والسلاح النووي. قال الرئيس إنه يتمنى أن تُحل هذه المشاكل بالحوار وليس بالصدام. وأن معظم القضايا يمكن أن تحل سلميًا. لأن المنطقة لن تحتمل حروبًا ولا صراعات أخري. وأن اللجوء للحرب سيكون أكثر إيلامًا.. وأن سلاحنا النووي الأساسي هو الشعب المصري".
وفي شأن القدس، كتب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة مقالا في صحيفة (الجمهورية) بعنوان (القدس لنا)، استهله بالقول "القدس في قلوبنا.. القدس جزء من عقيدتنا وهويتنا فيها المسجد الأقصي، أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين ومَسري النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - ومعراجه إلى السماوات العلا ولا تشد الرِّحال بعد المسجدين إلا إليه حيث يقول النَّبِيّ - صلي الله عليه وسلم - "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا" وصلاة فيه خير من خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجدين المسجد الحرام والمسجد النبوي وهو الذي بارك الله حوله فقال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وأضاف الوزير "لقد ربط القرآن الكريم بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة يأتي في مقدمتها حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي كان منه معراج نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات العلا، ومنها حادثة تحويل القبلة حيث صلي نبينا -صلى الله عليه وسلم- تجاه بيت المقدس نحو ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا قبل أن تتحول القبلة إلى بيت الله الحرام ليظل المسجد الأقصى حاضرًا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية". 
وأردف بالقول: لا ينبغي أن نيأس أو نُحبط مهما حاول الصهاينة طمس الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس. فطال الزمن أو قصُر "القدس لنا"، وهي عربية إسلامية وبفضل الله -عز وجل -سيعود الحق لأهله، ثم بفضل الصامدين الصابرين المرابطين عند بيت المقدس.