الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جحا والأوغاد ومحاربة الفساد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما برحت خطابات القراء والمريدين تتوالى عن طريق البريد والفيسبوك على مقر جحا في رمضان، وهو ذلك المقهى الكائن في حي الملك الصالح بمصر القديمة الذي شهد مثاقفاته ومحاوراته حول ما كان وما يحدث الآن، وبالفعل جلس جحا على كرسيه في اليوم الموعود، محافظًا على سنته ووافيًا بالعهود والوعود. 
وبعد التحية والسلام سأل جالسيه عن أهم القضايا التي ينبغي عليه أن يخصها بالكلام؟ فردّ جمهور الحاضرين: "حدِّثنا عن اليأس والهم اللي أصبح في حياتنا دستور متين".
وصاح محسن الحداد: حدثنا يا جحا عن الأوغاد، صناع الفساد، اللي نهبونا وضيعونا وقلبوا حياتنا سواد في سواد.
فردّ عليه الشيخ عبدالمغيث: الفساد سنة كونية، زي الشيطان والنفس الذكية، والفول والطعمية، والفتة والتقلية، أما السؤال إزاي نتخلص منه؟ ونكتف إيديه ونبعد عنه. 
وقال جرجس السماك: هذا كلام صريح، ولا يحتاج إلى توضيح، فلولا الشر والخطايا ما جاء الرسل ويهوذا والمسيح.
واستوى جحا على كرسيه، كاشفًا عما انتهى إليه ذهنه وخلص إليه ضميره ويرضيه، قائلا: الأوغاد هم الحمقى وأراذل الناس وتصحبهم الدناءة، وعلى ألسنتهم تجري البذاءة، والفساد هو ديدنهم، ودربهم ومسلكهم، وللفساد أشكال ودروب يبدأ بتولية الوغد الجاهل المتعالم، وينتهي بفعل المتآمر الناقم. أما أسبابه المفضوحة، فهي لا تحتاج لبحث ولا تقديم أطروحة، فالعلة في عطب المعايير والعجلة وعدم الروية والتفكير، فأهل الثقة الجهلاء فاسدون حتى لو كانت أيديهم نظيفة، وأرباب الخبرة فسَدة أيضًا لو كانوا حلنجية وفي السرقة حريفة.
وصرخ في غضب أبو النور النجار: العيب يرجع على اللي بينقّي ويختار، اللي بيحكّم الظالم ويدي للفار مفتاح القرار، وعلى منابر الفكر والعلم ينصب حمار.
وردّ عليه الدكتور مدكور: هي الشماعة ديت مش هتنكسر ولا تغور، العيب مش في اللي بيختار هو انتو فاكرينه عارف الكل وكاشف المستور، دي لجان وتحريات، ومعلومات وبيانات، وكل شلة ليها ملة، وكل هوا وراه علة، الفساد فينا ماتغلطوش، ودواه جوانا ماتدوروش، هو حد فينا للواسطى والرشوة بيقول لأ؟ ولما بيتسأل في الشهادة بيقول الحق؟
جحا: الفساد مش هينتهي بقوة الرقابة، ولا بحبس الحرامية وكشف العصابة، ولا بالخطب في المساجد والكنايس ولا بوعظ المواويل والغنا على الربابة. علاج الفساد يا إخوانا في أمرين، والاتنين بيبدءوا بحرف العين: أولهم عدالة لا تعرف شلة ولا محسوبية، ولا حبايب النظام ولا المعارضة الغبية، ولا نانسي وموريس ولا طه وفاطمة النبوية، عدالة ماتخودش اللقمة من اللي عايزها، ولا تكبش وتدي للي يغازلها، عدالة ماتجورش على المحروم، ولا اللي مش لاقي يكفي اللقمة قبل الدوا والهدوم، عدالة ماتقولش هات، إلا لأصحاب اليخوت والطيارات، من البهوات والبشوات. والأمر التاني علم وبناء أكاديمية، يتعلم فيها القادة والوزرا وكل واحد يحمل مسئولية.
وميعادنا الجلسة الجاية.