السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سوريا بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدثنا الأسبوع الماضى، حول سوريا وتداعيات الضربات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل على أراضيها وكيف أن الدولة السورية قد تم تقسيمها فعليا على الأرض بين عدد من القوى الدولية والإقليمية، وقد سردنا عددا منها وصولا إلى المحور الثاني- الولايات المتحدة وحلفاؤها من قوى المعارضة، ويتضمن الوجود الأمريكي في سوريا، أربع مناطق أساسية، وهي: المنطقة الأولى في شرق الفرات، أما المنطقة الثانية، فهي محافظة دير الزور التي تحتوي على أكبر الحقول النفطية في سوريا، كما تمتلك شركة كونوكو الأمريكية خطين لإنتاج الغاز من حقلي كونوكو والعمر، وتدر هذه الحقول يوميًا 145 مليون قدم لمحطة جندر للكهرباء لإنتاج 400 ميجاواط، أي ما يعادل 40% من الكهرباء المنتجة من الشبكة السورية.
وتقع المنطقة الثالثة شرقي حلب في الشمال السوري، حيث أكدت واشنطن التزامها مع حلفائها – قوات سوريا الديمقراطية- بإرسال مسئولين عسكريين إلى منبج شمال شرقي حلب، في إشارة منها لمنع تقدم للجيش التركي، وسط استمرار المفاوضات بين أنقرة وواشنطن للوصول إلى ترتيبات حول منبج التي تضم دوريات عسكرية أمريكية تفصل المقاتلين الأكراد عن حلفاء تركيا، كما تضم مركزًا عسكريًا روسيًا في ريفها يفصل الأكراد عن قوات الحكومة السورية.
وتتركز المنطقة الرابعة في جنوب سوريا، والتي تخضع لاعتبارات أخرى، أهمها اتفاق هامبورج بين الرئيسين بوتين وترامب الذي أكد عدم وجود قوات غير سورية في مناطق هدنة الجنوب في درعا والقنيطرة والسويداء، مما يعني استبعاد التنظيمات التي تدعمها إيران، خاصة حزب الله عن حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل، كما تضمن الاتفاق تأسيس مركز رقابة في عمان لتنفيذ الاتفاق واحتفاظ المعارضة بسلاحها الثقيل والخفيف، وتحديد خطوط القتال، وبدء تبادل تجاري مع مناطق النظام السوري، وتشكيل مجلس محلي معارض، فضلا عن احتمال عودة اللاجئين من الأردن أو نازحين قرب الحدود.
ووافق الطرفان على الاتفاق الذي أدى، بالنسبة للولايات المتحدة، إلى القضاء النهائي على وجود القوات والمقاتلين الأجانب من المنطقة لضمان سلام أكثر استدامة. أما بالنسبة إلى روسيا، فمثل هذا الاتفاق يقضي نهائيًا على وجود جبهة النصرة وجيش خالد التابع لتنظيم "داعش" جنوب سوريا.
وقد لا يعني كثيرا ما يحدث في دوما للولايات المتحدة، حيث تبعد عن المناطق التى لديها مصالح مباشرة فيها، وهى الشرق السوري، أي ما يطلق عليه "سوريا المفيدة"، حيث مناطق البترول وأنابيب الغاز، والجنوب السوري لحسابات أمنية خاصة بحلفائهم (إسرائيل والأردن).
يأتي تهديد الولايات المتحدة بالرد على قصف قوات الجيش السوري، بالتزامن مع الحديث حول حشد للجيش السوري باتجاه الجنوب تحديدا مدينة "درعا"، وبالتالي فإن أي ضربة أمريكية حاليا للجيش السوري لن يكون هدفها إنقاذ دوما، بقدر ما تستهدف إعاقة تقدم الجيش السوري باتجاه الجنوب ودرعا تحديدًا.
نستكمل الأسبوع القادم بإذن الله.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.