الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جبهة "مصر بلدي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحية وإجلال لمؤسسي جبهة مصر بلدي، وعلى رأسهم فضيلة الدكتور علي جمعة المفتي السابق لجمهورية مصر العربية، وسيادة اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، الذي استقبلته الجماهير بالتصفيق الحاد والهتافات لأنه رمز للوطنية، وكذلك الكبير دائما المتميز دائما الأستاذ مصطفى بكري، وأخيه محمود بكري، وكذلك روح الوطنية المصرية بولس عوض، الذي أشعل قاعة المؤتمر بالهتافات الوطنية والوحدة والتلاحم بين نسيجي الأمة المصرية، وعندما عانق القمص بولس عوض باحتضان فضيلة المفتي على جمعة هتفت الجماهير: مسلم ومسيحي إيد واحدة، وهتفت شعب وجيش وشرطة إيد واحدة.
أبهرني الحضور الجماهيري الطاغي، وهذا نذير بثورة جديدة ترشح قيادات وطنية مخلصة لهذا البلد وعلى قدر طموحات أبنائه الذين أبهروا العالم بأعظم ثورتين شعبيتين في تاريخ البشر: ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، وحتى الآن لم يحصد هذا الشعب العظيم والمسكين أيّة محصلة من محصلات ثورتيه ولم تتحقق له طموحاته، فالثورة الأولى - 25 يناير - تم إحباطها بتسلط أمريكي، عندما دعمت وصول الإخوان إلى الحكم فأفشل الإخوان ثورة 25 يناير وأصابوا المصريين بالإحباط، وأسرع الإخوان بغبائهم المعهود عبر استعداء كل قوى الشعب، ودخلوا في معارك كاذبة، واخترعوها من عند أنفسهم، وأوهموا السذج من أبناء هذا الشعب المسكين - وهم كثر - بأنهم يريدون أن يطهروا القضاء والنيابة العامة، فلا محسوبية في التعيين في هذه الوظائف، وأن التعيين سوف يعتمد على الكفاءات وليس المحسوبيات، كذبا وبهتانا، وانطلى هذا الرجل على المساكين من أبناء هذا الشعب، فقد قام الإخوان بعزل 26 وكيل نيابة من أمن الدولة، وذهبوا جميعا إلى النيابات العامة، وقاموا هم بتعين 26 وكيل نيابة بأمن الدولة، تابعين لجماعة الإخوان فما الفرق إذا هؤلاء يأتون بأبنائهم الذين تتوفر فيهم شروط القبول، وهؤلاء يأتون بأتباعهم الذين بايعوا جماعة الإخوان، إذن ادّعاء العدل والشفافية مفقود وهو ادّعاء كاذب من جماعة الإخوان، وإن أول قرار اتخذه المستشار عبد المجيد محمود - النائب العام الأسبق - بعد عودته منتصرا على جماعة الإخوان، هو إعادة الأمور إلى نصابها، فأطاح بوكلاء النيابة التابعين إلى الإخوان، وردّهم إلى أماكنهم التي جاءوا منها، وأعاد وكلاء النيابة الذين ظلمهم الإخوان إلى مراكزهم، وبعد هذا القرار - والقرار بحبس مرسي - اعتذر المستشار عبد المجيد محمود عن الاستمرار في منصب النائب العام، وقد سألته أنا شخصيا عن سبب اعتذاره عن المنصب، فقال: "الإخوان جعلوني خصما لهم، وبالتالي لا يصح أن أكون أنا النائب العام الذي يوجّه إليهم التهم"، هكذا بمنتهى الاحترام ترك لهم هذا المنصب حتى يأتي شخص محايد لتكون خصومته مع الإخوان - كممثل عن الشعب - لا غبار عليها، ولمزيد من الشفافية المكذوبة عند جماعة الإخوان، كشف الدكتور يونس مخيون عن أنه قد كشف للرئيس المعزول محمد مرسي حصول الإخوان على 12 ألف وظيفة إدارية، وأنه تم إعداد 600 فرد من الحاصلين على ليسانس الحقوق لإلحاقهم بالنيابة العامة، وللمزيد من الشفافية المكذوبة تم تعين 400 شاب وفتاة في رئاسة الجمهورية بمرتبات تصل إلى 5 آلاف جنيه للواحد منهم دون الحاجة الفعلية إليهم في ديوان رئاسة الجمهورية، وغير ذلك الكثير، ولكننا لسنا بصدد ذلك الأن.
هذا المؤتمر - سالف الذكر - هو تجمع وطني قوي يدلّك على القوة المكانية لهذا الشعب، القوة المكانية التي افقدتها الأحزاب الورقية التي لا وجود لها في الشارع المصري، وهما حزبا النور والوفد وفيما عدا ذلك هي أحزاب "سبوبة" يرتزق منها رؤساء الأحزاب قليلة الأهمية، والتي ما هي إلا فقاقيع صابون منفصلة عن واقع المجتمع، وإنني أظن أن هذا المؤتمر لم يكن لتأييد التصويت بـ "نعم" على الدستور الجديد بقدر ما كان دعما للفريق أول عبد الفتاح السيسي ليكون رئيسا مقبلاً لمصر، وحضّ الناس من جميع محافظات مصر على التصويت على الاستفتاء، خصوصاً وأن الناس قد حضروا إلى المؤتمر بكثافة أذهلت كل الحاضرين، وهذا الأمر أسعدني لأنني ممن يؤيدون ترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر في الفترة الحرجة المقبلة،  لأننا نعلم جميعا أن مصر مستهدفة كدولة - جغرافيّاً - ومستهدفة كقوى بشرية لا يراد لها الانطلاق والتقدم لتتخذ مصر مكانتها اللائقة بين جميع دول العالم. 
وعلى قدر ما أسعدنا ذلك إلا أن أموراً أخرى قد أحزنتنا، منها الظهور المكثف لكل قيادات الحزب الوطني المنحل، والذي أحزنني هو غباء الإخوان، إذ أنني فوجئت بالكم المهول من الكراهية التي يحملها كل الناس للإخوان بسبب غدرهم وبغيهم، حتى أن حليفهم السابق يونس مخيون - رئيس حزب النور السلفي - قال إن حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان يسير على خط ونهج الحزب الوطني في السيطرة على كل شىء، فهذا البغض الشديد لجماعة الإخوان جاء من خلال سنة واحدة في الحكم، بينما تتحرك قيادات الحزب الوطني وسط الجماهير التي ترحب بوجودها، أو على الأقل لا تظهر لها أي عداء، فهل قيادات الحزب الوطني أذكى من جماعة الإخوان - الأفراد والكيانات - من خلال ما شهدته فعلا قيادات الحزب الوطني أذكى من قيادات الإخوان، وكانوا يتحركون وسط الناس بمنتهى الحرية والاحترام المتبادل، بينما تنهال اللعنات والهتافات العدائية على رؤس قيادات الإخوان، وإننا لا نعادي مواطنا مصرياً لانتماءاته السياسية، ولكننا نعاديه في حال استعدائه للوطن ولأهله.

وملاحظة أخرى في هذا المؤتمر الجماهيري الحاشد، كل الناس ترفض الدكتور حازم الببلاوي وتتمنّى رحيله من موقع رئاسة الوزراء، وتصفه بالفاشل، وآخرون يصفونه بـ "المتآمر" لأنه يريد أن يفرض على الناس واقع الإخوان عبر إطلاق مبادرات الصلح المشبوهة مع جماعة الخراب، فإن الدعوى إلى المصالحة الآن أصبحت جريمة في حق الشعب المصري، بعدما قتل الإخوان أعدادا غير قليلة من المصريين الطيبين الفقراء في ربوع مصر كلها، وأثاروا الفزع والفوضى في قلوب المصريين، ويريدون بكل جهدهم إفشال العام الدراسي في مصر لو لمدة شهر واحد، في الأزهر والقاهرة وغيرها من المحافظات والجامعات، وإصابة المرور بالشلل، وغير هذه الكثير من الممارسات الإجرامية والعدائية، ولكن هل هذه الزوابع التي يثيرونها ستعيدهم إلى حكم مصر وهم على عداء تام مع الجيش والشرطة والشعب بأكمله، أم أن الحماقة التي لم يتخلّ عنها الإخوان في يوم من الأيام طوال تاريخهم السياسي؟، أين ذهب عقلاء هذه الجماعة.. إن وجِدوا؟!. 

ومن الأحلام التي ينبغي أن "يتغطّى" الإخوان أثناء نومهم، وقبل روايتها، القول بإصابة الفريق أول عبد الفتاح السيسي في كتفه، والرجل كل يوم في وسائل الإعلام لافتتاح مستشفى أو لزيارة الجبهة الغربية ومتابعة المشاورات واستعدادات الجيش المصري، كل هذا الكم من الكذب والخداع الذي تمارسة جماعة الإخوان، ولا يزال هناك من يقتنعون بهم وبمبادئهم الخادعة، أما آن للمخلصين أن ينفضّوا من حول جماعة الخراب التي تقتل مخالفيها بدم بارد كما فعلوا مع سائق المنصورة المسكين؟!، فإذا كانت المحصلة أن هتفت الآلاف في تشييع جنازة الشهيد السائق: "يا حنّان يا منّان.. خلص مصر بلدنا من وباء الإخوان"، ويبدو أن نبؤة المرحوم الأستاذ عمر التلمساني - المرشد العام الثالث للجماعة - سوف تتحقق، عندما قال إن نهاية جماعة الإخوان ستكون على أيدي مجموعة التكفير، وهي: محمود عزت – محمد بديع – خيرت الشاطر – وعائلة الحداد، وقد وصلوا إلى قمة الهرم داخل الجماعة، ولكن يبدو فعليا أنه كما كانت مصر هي مهد جماعة الإخوان، فستكون هي أيضا اللحد الذي سوف تتوارى فيه إلى الأبد.
جماعة الإخوان تلقى حتفها بفضل الممارسات الخاطئة والقرارات المهلكة التي تتخدها قيادات هذه الجماعة، حتى إن هناك أحاديث سرية جانبية تدور الأىن من قبل التنظيم الدولي للإخوان بشأن عقد محاكمات لقيادات الإخوان في مصر، والهدف من هذه المحاكمات هو سحب زعامة مصر لجماعة الإخوان، على أن تكون مصر تابعة وليست متبوعة كما كان عليه الحال طوال الـ 85 سنة من عمر جماعة الإخوان، لقد وعى فضيلة المفتي اسلابق الدكتور علي جمعة إلى ضرورة الخروج بكثافة للاستفتاء على الدستور الجديد حتى نهزم جماعة الخراب التي تحمل الدمار لمصر، وقال سيادة اللواء أحمد جمال - في كلمته في المؤتمر - إن ما تشهده مصر حاليا من مظاهرات واحتجاجات وأعمال عنف، هو مخطط لمعاقبة الشعب المصري الذي أوقف بإرادته الحرة المخطط الإجرامي لتقسيم وإعادة تشكيل المنطقة، إذا كان هذا هو تقييم رجل الأمن الأول في مصر في ظل حكومة الإخوان، فعلينا جميعا أن نعي خطورة هذا المخطط، لأنه يستهدف حاضرنا ومستقبلنا، كما أن القوى التي تدعم هذا المخطط لا قبل لنا بها إلا بالوحدة والالتفاف واختيار الشخصية الوطنية الواعية القادرة على إفشال هذا المخطط الرهيب، ونحن نقول للفريق أول عبد الفتاح السيسي: تقدم لكي تتولّى المسؤولية الوطنية، فمعك أقوى سلاح وهو الإيمان بالله والتفاف الشعب المصري حولك، فماذا تنتظر؟!، تقدّم أيها القائد، فلست أقل شأنا من "مهاتير محمد باعث النهضة في ماليزيا، ولست أقل قدرا من "لولا دي سيلفا" قائد نهضة البرازيل، وغيرهما.