المياه الجوفية.. أحد أهم مصادر الموارد المائية المُتاحة بمصر، خاصة أنها بحسب دراسات زراعية، قُدرت بنحو ١٠٠ مليار م٣، ما يستوجب العمل على حمايتها وتنميتها بكافة السبل. وتنتشر المياه الجوفية فى ٤ أماكن رئيسية هى: «وادى النيل والدلتا- الصحراء الغربية- الصحراء الشرقية- شبه جزيرة سيناء»، وبسبب مرور نهر النيل بالقرب من الصحارى المصرية عمل على تخفيف حدة ملوحة المياه الجوفية، حيث تتراوح ملوحة المياه بين ٣٠٠-٨٠٠ جزء فى المليون فى مناطق جنوب الدلتا، ولا يُسمح باستنزاف مياه تلك الخزانات، إلا عند حدوث جفاف لفترة زمنية طويلة، لأنها ذات قيمة استراتيجية هامة.
وبحسب دراسة أعدتها لجنة ألمانية عن المحزون الجوفى فى مصر، فإن أبرز هذه الخزانات هو خزان الحجر الرملى النوبي، والذى يُعد من أكبر الخزانات الجوفية فى العالم، فى امتداده الأفقى والرأسي، ويبدأ من منطقة العوينات وحتى واحة الفرافرة، إضافة إلى أن المياه الجوفية المُتاحة فى هذا الخزان ذات نوعية جيدة، تتباين نسبة الأملاح بها بين ٢٠٠ -١٠٠٠ جزء فى المليون.
وتُضيف الدراسة، أن الخزان الثانى هو المهرة الذى يمتد من غرب النيل، وترتفع نسبة ملوحته بين ٢٠٠٠ – ١٠٠٠٠ جزء فى المليون، لذا يوصى دائمًا باستغلاله فى أنشطة الاستزراع السمكى أو زراعة المحاصيل والأشجار التى تتحمل الملوحة العالية. أما الخزان الثالث، فهو خزان «الحجر الجيرى المتشقق» وهو غير متجانس، حيث تتواجد المياه فيه بمنطقة معينة وينعدم وجودها بمنطقة أخرى تقع على مسافة صغيرة، والسبب فى ذلك يرجع إلى تواجد المياه داخل التشققات، وهذه التشققات غير متجانسة، لذلك لا يتم الاعتماد عليه إلا فى المناطق التى تزيد فيها كثافة هذه التشققات، مثل مناطق واحة سيوة وغرب المنيا، وبعض المناطق بمحافظة أسيوط، فيما عدا ذلك فمازال هذا الخزان تحت الدراسة والاستكشاف، بحسب الدراسة الألمانية. ثم الخزان الممتد على الشريط الساحلى للبحر المتوسط، والذى يمتد من مدينة القنطرة وحتى مدينة رفح شرقًا، وهو خزان محدود فى الامتداد الأفقى، وتتم تغذيته من خلال الأمطار التى تسقط على الشريط الساحلى لتلك المناطق، وخاصة العريش ورفح.
