الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"شد الحزام".. شعار وزارة الزراعة.. حددت 53 صنفًا من المحاصيل الـشرهة للمياه.. وقررت التركيز على الأصناف الموفرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف عدد من الأرقام والإحصائيات الرسمية عن استخدام ما بين ٧ إلى ١٠ مليارات متر مكعب من المياه سنويًا ما بين الشرب والاستحمام، يهدر منها قبل الاستخدام فى شبكة المياه المتهالكة ٤٠٪ على أقل تقدير، كما تهدر من ٧-١٢ ٪ من تلك النسبة داخل البيوت بسبب تسريب الأدوات الصحية.


وبالنظر للخريطة الزراعية المصرية، فإن المساحة المنزرعة فى مصر تبلغ نحو ٥.٥ مليون فدان أرض قديمة، و٢.٨ مليون فدان أرض زراعية تم استصلاحها منذ عام ١٩٥٢، ومنها مليون فدان مستصلحة بين أعوام ١٩٥٢ حتى عام ١٩٧٠ وهى ما بات يعرف باسم الأراضى القديمة الجديدة يتم إهدارها بشكل متوالٍ بسبب التجريف والبناء، وقد بلغ حجم هذا الإهدار نحو ١.٥ فدان حتى عام ٢٠١٥.
كما يتم إهدار جزء كبير من حصة مصر من المياه التى يستغل منها نحو ٤٥ مليارًا فى الزراعة، ويعاد استخدام ١٢،٩ مليار من مياه الصرف الزراعى و٤.٨ مليار من المخزون الجوفى وما يقرب من المليار من مياه الأمطار، أى أن إجمالى ما تستخدمه الزراعة نحو ٦٢.٧ مليار متر، ما يشير إلى عجز وشح مائى يصل لـ ٢٠ مليارا، ما يسبب استيراد بعض الأطعمة من الخارج. وزارة الزراعة من جانبها قررت المواجهة عبر مجموعة من القرارات الاحترازية ترشيدًا لاستهلاك المياه، حيث تم إصدار القرار الوزارى رقم ٧٩ لسنة ٢٠١٨، فحوى القرار هى تحديد ٥٣ صنفًا من المحاصيل الشرهة للمياه والتركيز على بعض الأصناف الأخرى الاستراتيجية الموفرة للمياه، والتى تتأقلم مع الظروف البيئية والمناخية المتباينة، بحيث يتم التركيز على إكثارها خلال الفترة المقبلة.


الأصناف المحظورة تتمثل فى؛ الأزر و١١ نوعا من الذرة البيضاء و١٢ من الذرة الصفراء و١٥ نوعا من القمح و٨ أنواع من الفول البلدي، وذلك ترشيدًا لاستهلاك المياه المستخدمة فى الري.
نادر نور الدين، الخبير الزراعي، علق قائلا: إجراءات ضرورية ولكنها ليست كافية حتى تستطيع مصر المرور من الأزمة التى من المحتمل أن تمر بها البلاد إذا أصر الجانب الإثيوبى عل العناد والمكابرة وملء السد دون النظر إلى الأضرار المترتبة على مصر.
وأضاف نور الدين، أن ما أعلنته الوزارة فى قرارها يوفر ٤ مليارات متر مكعب، خاصة أن فدان الأرز يستهلك ٦ آلاف متر مكعب سنويًا، و١٦ ألف متر مكعب لفدان الموز، و١٦ ألف متر أخرى لمحصول قصب السكر، أما القمح فلا يستهلك أكثر من ألفى متر مكعب، فيما لا يزيد فدان البرسيم عن ٤ آلاف متر مكعب مياه.

وطالب «نور الدين» بالتوسع فى زراعة المحاصيل الموفرة للمياه مثل القمح وبعض الأصناف فى الأرز والذرة، ناهيك عن ضرورة توعية الفلاح لكيفية زراعة تلك الأصناف، ولابد من تكملة دورة البحوث والمعاملات الزراعية لأن هذا القرار، لابد من العمل به عن طريق الإرشاد الزراعي. وطالب الخبير الزراعي، بضرورة دراسة آلية تطبيق مثل هذا القرار على الأرض وطريقة تعليم الفلاحين وعودة الإرشاد الزراعى الذى افتقدته وزارة الزراعة، لأنه دون دراسة القرار جيدًا سيتحول إلى حبر على ورق، مع ضرورة إكثار الأصناف الموفرة للمياه وإتاحتها للمزارع فى الوزارة والمديريات، وإفادة الفلاح بكيفية زراعة تلك المحاصيل عن طريق الإرشاد الزراعي. وقال الخبير الاقتصادي، عادل عامر، إن هناك خللًا بين الواردات والصادرات الزراعية ما يسبب مزيدا من إنتاج الأزمات وارتفاع الأسعار خاصة بالنسبة لمحاصيل القمح، الذرة، السكر الخام، الفول، العدس، البطاطس، الحمص، والشحوم والزيوت، ومنتجات اللحوم والأسماك وخلافه، والمنتجات الغذائية الأخرى.


وأضاف عامر، أن السياسات والممارسات الزراعية أدت إلى تخلف طرق الزراعة وإهدار قدر كبير من إنتاجنا الزراعى بداية من عمليات إعداد الأرض للزراعة، حتى عمليات الحصاد، وهذه الممارسات البدائية تفقدنا أكثر من ٤٠٪ من إنتاجنا الزراعي، كما أن أسلوب الرى منخفض الكفاءة يتسبب فى إهدار أجزاء كبيرة من المياه والأرض والإنتاج المحصولي، إجمالى الصادرات الزراعية بلغ عام ٢٠١٢ نحو ٢٧ مليار جنيه، بينما بلغت الواردات نحو ٥٨ مليار جنيه