قليلون هم من يعرفون أن "عملية إيلات"
كانت ثلاث عمليات في الواقع، ضمن حرب الاستنزاف، في أعقاب حرب 1967 حيث تم تنفيذها
بواسطة ضفادع بشرية من البحرية المصرية، بالتعاون مع المخابرات العامة، لتدمير السفينة
بيت شيفع، وناقلة الجنود بات يام، والرصيف الحربي لميناء إيلات.
وكان لا بد من إيجاد وسيلة لتعطيل "بيت شيفع"
عن الإبحار، وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء إيلات، ولو لليلة واحدة، حتى يمكن مهاجمتها
وإغراقها.
وكانت الفكرة هي وضع لغمين كبيرين، يحتوي كل منهما على مائة وخمسين كيلوجراما من مادة شديدة الانفجار بالقاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء.
وتم وضع اللغمين منتصف الليل وضبط جهاز التفجير ليعمل بعد 12 ساعة، نحو الساعة الثانية عشرة ظهرا، ففي هذا الوقت لا بد وأن تكون "بيت شيفع" راسية بجوار الرصيف الملغوم، وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية الأسبوعية) 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية.
وبالفعل تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في الأماكن السابق تحديدها، ولكن لعطل فني لدى الإسرائيليين، تأخر وصول الناقلة "بيت شيفع" حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق، أي أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بنحو ست ساعات، أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 مايو، وأدى إلى تدمير الرصيف الحربي لميناء إيلات.
الصور للأبطال الحقيقيين الذين نفذوا العملية.