السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا فرحة ما تمت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مصر أغنية لإعلان شهير عن ماركة لأسمنت البناء، خلال الموسيقى والإيقاع نشاهد حفلة زفاف وأم العروس تقوم بإطلاق البخور ورفع أصابع يدها الخمسة لدرء الحسد، طبقا للعرف السائد فى بلدنا حتى لا يصيب العروسين أى مكروه، وفجأة تنهار القاعة المقام فيها الفرح ويسقط العروسان والعازفون والمطربون.
الهدف طبعا أن أى أسمنت لا بد وأن يكون من الماركة التى يروج لها الإعلان، وإلاّ سينتهى عمره فى دقائق مثلما حدث للمحتفلين بالزفاف فى القاعة التى تم تشييدها بأسمنت غير مطابق للمواصفات.
العام الماضى سرت شائعات عن النية لإجراء تعديل وزارى فى مصر يشمل عشر حقائب وزارية، دارت التكهنات، طرحت أسماء المرشحين، أجرت الصحف حوارات معهم باعتبارهم المرشحين للوزارة.
فى الوقت ذاته، دافع الوزراء الذين ترددت أنباء عن إقالتهم من مناصبهم بتكثيف الجولات الميدانية والزيارات التفقدية للتأكيد على أنهم مستمرون، غير أن ما حدث فى منازل وعائلات المرشحين شيء يدعو إلى الضحك والسخرية. فقد بدأت زوجات وأبناء المرشحين فى تلقى التهانى الهاتفية على أن «الباشا» أصبح اسمه مطروحا، والترشيح يعنى عندنا فى مصر أن عليه «العين»، وأصبح من المقربين، وحتى إذا لم يحدث هذه المرة، فالمؤكد أن الدور سيصيبه طالما أن المسئولين فكروا فيه.
المهم أن الزوجات رغم سعادتهن بالتهانى وفرحهن بأن أزواجهن صاروا حديث الإعلام، فإّنهن كن مثل أم العروسة فى إعلان الأسمنت فى بداية المقال، بدأن يبخرن المنازل ويرفعن من أصوات أجهزة الراديو والاستريوهات لتنطلق منها آيات القرآن الكريم جلبا للبركة وطردا للحسد والغيرة، عسى أن تتحقق الأمانى وتحمل الزوجات لقب الهانم زوجة الوزير، ويصبح الباشا معالى الوزير، وحتى إذا رحل سيكون وزيرا سابقا.
البعض الآخر تمادى، وبدأ فى اختيار أماكن أكشاك الحراسات أمام البنايات التى يقطنها السادة الوزراء المرشحون، أما من كانت الشائعات حولهم قوية جدا، فقد بادروا بشراء بدلات «سينييه» فاخرة على عجل وأربطة عنق إيطالية تمهيدا لأداء اليمين أمام الرئيس السيسي.
ثم ظهر التشكيــل الوزارى الجديد دون أيّ اسم من الأسماء التى رشحتهــا الصحافة والإعلام، انهارت الأحلام والآمــال، تماما مثلما حــدث مع إعلان الأسمنــت فــى أول المقال، عندما انهارت قاعة الأفراح بالجميع رغم الأغنية الشهيــرة المصاحبة للإعلان، والتى تكتسح المبيعات حاليا، وهى «بخرى وخمسي»، ودائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن!!!