السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

تدشين السفارة الأمريكية بالقدس تستأثر على اهتمامات كبار كتاب الصحف

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استأثر حدث تدشين الولايات المتحدة سفارتها في القدس المحتلة وما اكتنفها من مشاهد دموية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، تزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة التي تم خلالها اغتصاب فلسطين في الخامس عشر من مايو 1948، على اهتمامات مقالات كبار كتب الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء.
ففي عاموده المعنون بـ"بدون تردد" كتب محمد بركات، في صحيفة (الأخبار) عن (ذكرى النكبة الفلسطينية) استهله بالقول "وسط هبة وانتفاضة شعبية فلسطينية غاضبة وعنف إسرائيلي غاشم ورفض واستنكار عربي وترقب دولي، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، في ذات الوقت الذي كانت فيه الدولة الصهيونية تستعد للاحتفال بالعيد السبعين لذكرى قيامها، على جثة الوطن الفلسطيني السليب، الذي تم اغتصابه رسميًا في الخامس عشر من مايو ١٩٤٨، ليصبح هذا اليوم تاريخًا للنكبة الفلسطينية".
وأضاف الكاتب أن انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، جاء تنفيذًا للقرار الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب‬، الذي فاجأ الجميع به، خاصة الدول العربية، التي كانت تعلق عليه آمالا في غير موضعها، حيث ثبت باليقين تأييده وانحيازه المطلق والكامل للدولة الصهيونية.
ورأى الكاتب أن ثورة الغضب التي اشتعلت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوابعها التي امتدت إلى بعض المدن العربية، في مواجهة الإجراء الأمريكي المرفوض بنقل السفارة إلى القدس، ليست كافية وحدها للتصدي للتعدي الأمريكي الوقح على الحقوق الفلسطينية، وما يتضمنه من تحد صارخ للمشاعر العربية وتجاهل مقصود للحقوق العربية والإسلامية والمسيحية المؤكدة في القدس العربية.
وقال إن الواجب والضرورة القومية والوطنية تحتم وتتطلب موقفا عربيا قويا في مواجهة الإجراء الأمريكي، وأن يكون هذا الموقف موحدًا ومعبرًا عن صحوة وإرادة عربية مساندة للحق الفلسطيني المشروع، واشترط الكاتب أن يكون هذا الموقف "مصحوبا بل ومسبوقا بموقف فلسطيني موحد وقوي في مواجهة الاحتلال، وأن تنتهي وللأبد كل مظاهر الخلاف والانقسام الفلسطيني، حتى لا يضيع الحق الفلسطيني ولا يهدر دم الشهداء الفلسطينيين بلا فائدة".
وتحت مناجاة (القدس يا عرب) كتب الشاعر والمثقف فاروق جويدة فى عموده (هوامش حرة) بصحيفة (الأهرام)، قائلا "إن أكثر من 33 دولة شاركت أمس في احتفالية انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس مع وجود وفد أمريكي رفيع المستوى بدعم كامل من الرئيس ترامب الذي قدم القدس هدية للكيان الصهيوني في أكبر صفقة حصلت عليها إسرائيل منذ قيامها".
ورأى الكاتب أن هذه الاحتفالية الدولية التي تؤكد مشاركة هذا العدد من الدول في هذه الجريمة بينما العالم العربي يعيش أسوأ أيامه ما بين الحروب والانقسامات الدينية والسياسية أعطى الرئيس ترامب نفسه الحق في توزيع الأوطان وجاء عبر آلاف الأميال لكي يدمر أمة بكل تاريخها وأديانها وشعوبها.
وتابع أن الرئيس المقاول الذي أعطى إسرائيل الحق في مدينة القدس كاملة وهي واحدة من مقدسات الأديان والتاريخ هذا المقاول لا يدرك ما تعني القدس في ضمير العالم.. إن الشيء المؤكد أن للتاريخ دورات وأن أمريكا لن تبقى الدولة العظمى، هناك إمبراطوريات سبقت وضاعت في سراديب التاريخ وانتهى زمانها وسقطت هيبتها وهذا هو المصير الذي سينتظر القوة العظمي ولن يكون ببعيد.. إن مواجهة عسكرية واحدة مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية يمكن أن تدمر هذا الجبروت وتعود بلاد العم سام كما بدأت في يوم من الأيام ودمرتها الحروب.
واعتبر الكاتب "أن الشيء المؤلم - الآن - أن العالم يقف أمام الحق العربي في فلسطين بلا ضمير حتى لو كان الثمن وطنا كاملا يسلم لإحدى العصابات التي تحمل اسم دولة.. وسط هذا يقف العالم العربي بدوله وشعوبه وقدراته التي ضاعت وإمكاناته التي استباحتها أزمنة القهر والطغيان والتخلف".
وفي جريدة الجمهورية كتب ناجي قمحة عموده (غدا.. أفضل) تحت عنوان (غاب التضامن.. وحضرت السفارة!)، قائلا "فعلها ترامب ونقل سفارته إلى القدس مخالفا 3 رؤساء أمريكيين سابقين هم جورج بوش وكلينتون وأوباما حسبوا أن نقل السفارة يكلف الولايات المتحدة الأمريكية كثيرًا سياسيًا واقتصاديا ويعرض مصالحها الواسعة في العالمين العربي والإسلامي لأضرار غير محدودة".
واعتبر الكاتب أن "ترامب حسبها - بطريقة أخرى في زمن آخر - ضامنا الفوز بالغنيمة دون أضرار تذكر دخل البيت الأبيض في وقت كان فيه قطاع كبير من العالم العربي يرتدي الثوب الأسود حدادًا على مئات الألوف من القتلى والجرحى وملايين المشردين الذين جرى تدمير بيوتهم ومدنهم بل ودولهم في حروب استعمارية وأهلية وصراعات مسلحة اشتعلت بتخطيط أمريكي غربي وتنفيذ بعض القوى العربية التي تطابقت مصالحها مع القوى الاستعمارية ولم تجد لديها مانعا من سفك الدماء العربية بالأصالة عن نفسها أو نيابة عن عددها وكسر التضامن العربي السلاح الوحيد القادر على هزيمة المخططات الاستعمارية والاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأراضي المحتلة وإنقاذ القدس من أيدي ترامب".