الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سعد الله ونوس.. مقاومة المرض بالكتابة

 سعد الله ونوس
سعد الله ونوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر المسرحي السوري سعدالله ونوس رائدًا من رواد كتابة المسرح العربي، الضمير العربي المعلن والقادر على الجهر، عاش مؤمنًا بأهمية المسرح في إحداث التغييرات السياسية والاجتماعية في العالم العربي، ظل يقاوم مرض السرطان لمدة خمس سنوات وأثناء ذلك حافظ على رفقة القلم والورق حتى آخر يوم له بالمستشفى.
ونوس، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، فقد ولد سعد الله ونوس سنة 1941 بقرية حصين البحر بالقرب من مدينة طرطوس، من أسرة فقيرة عاشت ضائقة مالية وصفها ونوس بأنها "سنوات بؤس وجوع وحرمان" ولما التحق بالمدرسة الابتدائية أظهر ضعفًا في مادة التعبير ما جعله يُكثِر من المطالعة عملًا بنصيحة مدرس اللغة العربية، وكان أول كتاب اقتناه هو "دمعة وابتسامة" لجبران خليل جبران وكان عمره اثنتي عشرة سنة، ثم قرأ طه حسين، ميخائيل نعيمة، نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، وغيرهم، وهكذا بعد انتهاء العام الدراسي قضى شهور الصيف يقرأ كل ما يقع تحت يديه، حتى عشق القراءة، وازداد ولعه بها إلى درجة أنه كان يشتري كتبه بالدَّيْن.
واصل ونوس دراسته في ثانوية طرطوس حتى حصل على الثانوية العامة، وحصل على منحة دراسية للحصول على ليسانس الصحافة كلية الآداب جامعة القاهرة، استطاع أن يطلّ على الأدب المسرحي من خلال محاضرات المرحوم الدكتور محمد مندور.
وفي عام 1964 نشر ثلاث مسرحيات قصيرة وهي مسرحية "فصد الدم" و"جثة على الرصيف" و"مأساة بائع الدبس الفقير" بالإضافة إلى العديد من المقالات والمراجعات النقدية.
وفي عام 1965 صدرت أول مجموعة له من المسرحيات القصيرة عن وزارة الثقافة تحت عنوان "حكايا جوقة التماثيل" وقد ضمت المجموعة ست مسرحيات منها "لعبة الدبابيس" و"جثة على الرصيف" و"الجراد" و"المقهى الزجاجية" و"الرسول المجهول في مأتم انتيجونا".
وفي عام 1966 حصل ونوس على إجازة دراسية من وزارة الثقافة وسافر إلى باريس ليطلع على الحياة الثقافية هناك ويدرس المسرح الأوروبي.
وقد كانت نكسة 1967 بمثابة الطعنة المسددة لشخص سعد الله ونوس عن قصد، اصابته بحزن شديد خاصة وانه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس فكتب مسرحيته الشهيرة "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران" ثم مسرحية "عندما يلعب الرجال" وتم نشرهم في المعرفة.. 
وفي 1972 كتب مسرحية "سهرة مع أبي خليل القباني" وعام 1976 ترجم كتاب "حول التقاليد المسرحية" لجان فيلار وأعد "توراندوه" عن مسرحية لبريخت تحمل نفس العنوان وترجم وأعد "يوميات مجنون" لجوجول.. بعدها حصل على منصب مدير المسرح التجريبي في مسرح القباني حيث كان عليه أن يؤسس هذا المسرح ويضع برنامجه. 
كما نشر في العام 1977 دراسة "لماذا وقفت الرجعية ضد أبي خليل القباني" في نفس الملحق وعرضت "يوميات مجنون" في المسرح التجريبي من إخراج فواز الساجر، وأسس ورأس تحرير مجلة "الحياة المسرحية" وفي عام 1978 قدم مسرحية "رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" وهي إعادة تأليف لمسرحية بيترفايس، ثم ترجم مسرحية "العائلة توت".
وبعد اصابة ونوس بمرض السرطان في أوائل التسعينيات لم يستسلم له وعاد إلى الكتابة بعد فترة توقف طويلة شملت معظم الثمانينيات فقدم أعظم أعماله ومنها "منمنمات تاريخية" و"الليالي المخمورة" و"طقوس الإشارات والتحولات" وقد تم عرض "طقوس الإشارات والتحولات" في لبنان ومصر بعد وفاته من إخراج المخرجة اللبنانية نضال الأشقر والمخرج المصري حسن الوزير" كذلك مراد منير "الليالي المخمورة" على مسرح الهناجر بالقاهرة.
وتوفي سعدالله ونوس في 15 مايو من العام 1997 عن عمر ناهز 56 عامًا.