الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تفاصيل اجتماع وزراء الشباب العرب.. أبو الغيط: حروب بين الأجيال بسبب غياب الحوار بالمنطقة.. "عبدالعزيز": تأصيل القيم وغرس المفاهيم الصحيحة هدفنا.. ومسئول ليبي: السيسي يملك رؤية حكيمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن موجة الاضطراب العاتية التي ضربت الكثير من بلادنا العربية منذ 2011 تعبر، عن حالة من الاغتراب غير المسبوق بين جيل الشباب، وتعكس وضعًا هو أقرب إلى الحرب بين الأجيال، مشيرًا إلى أن الشباب الذي كان وقودًا للحركات الاحتجاجية، ثم الصراعات المروعة والدامية التي مزقت بعض الدول العربية، يغمره شعور بالغضب الشديد والرفض الكامل لكل ما يمثله الجيل الأكبر من قيم وأفكار ورؤى، إذ يشعر أبناء الجيل الجديد بأنهم محرومون من الفرص، ومجبرون على مواجهة أوضاع اقتصادية صعبة، ربما لم تواجهها الأجيال السابقة، وفي المقابل يشعر الجيل الأكبر بأن الشباب منعزلون عن مجتمعهم، رافضون لكثير من قيمه، عازفون عن الإسهام الحقيقي فيه، إذ يتطلعون إلى مكاسب ذاتية وسريعة من دون تعب كافٍ أو تضحيات حقيقية لصالح المجتمع.

جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح الدورة (41) لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الذي عقد برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، بمقر الجامعة العربية.
وأكد أبو الغيط أن الحاجة تشتد في بلادنا العربية إلى مد جسور التفاهم والمصالحة بين الأجيال المختلفة، وذلك عبر حوار حقيقي بين ممثلي هذه الأجيال، شريطة أن يقوم هذا الحوار على أسس سليمة ومبادئ صحيحة من إدراك كل جيل لهواجس الأجيال الأخرى وشواغلها، وقيمها ومفاهيمها، فمن دون ذلك الإدراك يصير الحوار نوعًا من التلقين من الجيل الأكبر إلى الجيل الأصغر، أو يصير حالة من الاتهام المستمر من الجيل الأصغر للأكبر، وهو ما لن يجدي نفعًا في تقريب الرؤى والوصول إلى اللغة المشتركة المنشودة.
وقال إن تقاعسنا وتباطؤنا في تحقيق مثل هذا الحوار بين الأجيال سوف يُنتج مزيدًا من الاغتراب والتباعد بينها، وسوف يكون من شأنه توسيع الفجوة الجيلية بكل ما لهذا الأمر من تبعات خطيرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وتابع أنه لا يُمكن أن يتقدم مجتمع من المجتمعات أو تنهض أمة من الأمم من دون حدٍ أدنى من العلاقة الصحية بين الأجيال المختلفة،مشيرا الي ان هذه العلاقة وحدها هي التي تضمن أن يُزاوج المتجمع بين ما لدى الشباب من روح جديدة وأفكار إبداعية من ناحية، وما يحمله الجيل الأكبر من خبرة متراكمة من جانب آخر.

وأوضح أننا أمام ظاهرة عالمية طاغية تتمثل في اتساع الفجوة وتعاظم الهوة بين الأجيال المختلفة داخل البلد الواحد وهي ظاهرة تشترك فيها المجتمعات المتقدمة والنامية بدرجات متفاوتة قائلا "لقد أدى التسارع المُذهل في وسائل الاتصال عبر الوسائط الرقمية المختلفة إلى بزوغ ما يُمكن تسميته باللغة العالمية المُشتركة بين جيل الشباب، خاصة ذلك الجيل الذي يُعرف بجيل الألفية، ويضم من تفتح وعيهم وتشكل وجدانهم مع بداية الألفية الثالثة، مؤكدا إن هذه اللغة المشتركة قد جعلت الشباب في أحيان كثيرة أقرب إلى بعضهم البعض – في الآمال والطموحات- عبر بلدان العالم، منهم إلى الجيل الأكبر من أبناء البلد الواحد.
ونوه بالانقسامات التي تظهر في الثقافة كما في الاقتصاد والسياسة إذ يشعر أبناء الجيل الجديد أنهم ظلموا بالمقارنة بجيل الآباء والأجداد الذي توفرت له فرص عمل أفضل، وشبكات ضمان اجتماعي أكثر استقرارًا،في حين يُعاني أبناء جيل الألفية من البطالة وانعدام الاستقرار الوظيفي وانخفاض الأجور.
وقال إن الكثير من المجتمعات المتقدمة يشكو من ارتفاع معدلات الإعالة في ظل اتجاه هياكلها السكانية إلى الشيخوخة وضعف مستويات الإنجاب، وهو ما يخلق أعباء أكبر على الشباب ويضعهم في ما يشبه المواجهة مع الجيل الأكبر من المسنين الذي يعيشون على الضمان الاجتماعي والمعاشات، ولا شك أن هذه الأوضاع الاقتصادية سوف تفرز نوعًا من التناقض بين الأجيال، ربما ينعكس في صورة توترات اجتماعية وسياسية.

وأشار "أبو الغيط" إلى أن المنطقة العربية لا تُعاني من هذه المشكلة، ذلك أن هياكلها السكانية وأوضاعها الديموغرافية تعكس اتساع قاعدة الشباب بصورة واضحة، موضحا أن ثلثي سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن ثلاثين عامًا وهو ما يجعل مجتمعاتنا الأكثر شبابًا على مستوى العالم ومن شك في أن هذا الهرم السكاني النابض بالشباب والحيوية يولد فرصًا بلا حدود، ويطرح أمام بلادنا إمكانيات كبيرة يتعين استغلالها وتوظيفها خلال السنوات الحالية، وقبل أن تُغلق هذه "النافذة الديموغرافية" النادرة.
واضاف أن هناك أكثر من 100 مليون شاب عربي تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، وهو سن التعليم والعمل والانتاج والإسهام في المجتمع، مؤكدا إن هؤلاء هم رهاننا الحقيقي، وفرصتنا الكبرى للحاق بالمستقبل
وشدد علي إن الحكومات العربية ليست مطالبة فقط بتوفير الفرصة للشباب، تعليمًا وتدريبًا واعدادًا لسوق العمل وإنما هي مطالبة كذلك بأن تُمكن الشباب من أن يكون مُشاركًا حقيقيًا في صناعة هذا المستقبل، وفاعلًا أصيلًا في وضع أولوياته والمفاضلة بين خياراته.
وتابع أن تجاوز الفجوة بين الأجيال، في الثقافة والقيم والنظرة إلى العالم، هو واحد من أخطر التحديات التي تواجه منطقتنا العربية.

من جانبه أكد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، حرص مصر على تسخير كل إمكاناتها لأي عمل أو جهد يكون نتاجه تقدم وتطور وحماية الشباب في الوطن العربي بشكل عام.
وقال: "لقد تشرفنا بلقائنا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو يؤكد ثقة مصر في أهمية دوركم البناء في إثراء الحركة الشبابية والرياضية في الوطن العربي حيث أنكم تحملون مسئولية وأمانة الشباب وتنمية مهاراته وصقل مواهبه وخبراته وبناء وجدانه".
وأكد وزير الشباب والرياضة أن الأنشطة والبرامج التي تنفذ تحت مظلة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ساهمت في تبادل الخبرات والثقافات بالإضافة إلي التأكيد علي تأصيل القيم والمفاهيم الصحيحة البناءة لدى الشباب لخدمة أوطانهم، وتوضيح ما تبذله الحكومات العربية من جهود لبناء مستقبل آمن للشباب، مشيرا إلى أننا علي ثقة في قدرة شبابنا العربى الذي يمتلك ضميرا وطنيا سوف يساعده على اجتياز هذه المرحلة الصعبة
وقدم الوزير الشكر والتقدير للدول العربية التي قامت بتنفيذ الأنشطة وحرص الدول العربية على مشاركة وفودها في هذه الأنشطة مما ساهم في أن تظل الصورة المنشودة لوحدة الوطن العربي أمام أجيال المستقبل من شبابنا العربي المتميز


وشدد على أهمية التكاتف لاستكمال الرسالة النبيلة التي التزمنا بها بتوحيد جهودنا وإمكانياتنا وتكثيف الأنشطة العربية والتنوع في البرامج الهادفة وضرورة احتضان الشباب والاستماع إلى أفكارهم ومطالبهم وخلق ملكات الإبداع لديهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
من جانبه أشاد زياد قريرة رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة في ليبيا رئيس الدورة 40 لمجلس لوزراء الشباب والرياضة العرب، بحفاوة استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزراء الشباب والرياضة العرب.
وقال في كلمته خلال أعمال الاجتماع، "أننا نشكر الرئيس السيسي على حفاوة استقبالنا قبيل بدء الاجتماع الوزاري، مشيرًا إلى أنه لديه رؤية حكيمة لمسقبل الشباب والرياضة في المنطقة العربية".
وأكد أهمية الاجتماع في ظل الظروف والتحديات بالغة الدقة التي تمر بها المنطقة، مؤكدًا أن الشباب العربي له دور محوري في تحقيق الاستقرار والنهوض بمجتمعاتنا.
ودعا إلى تعزيز التعاون بين وزارات الشباب والرياضة العرب لمواجهة أخطر أمراض العصر التي تواجه الشباب العربي وهي التطرف والإرهاب، داعيا مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب إلى دعم بلاده لتنفيذ خططها الوطنية لحماية الشباب.
وأكد أهمية تضافر الجهود لخدمة تطلعات وطموح الشباب العربي بالشراكة والتعاون وتطوير الآليات المشتركة، مشددا على أهمية إقامة منصات للحوار مع الشباب العربي.
وأعرب عن ثقته في نجاح مصر في تنظيم فعاليات القاهرة عاصمة الشباب العربي لعام 2018، معربا عن استعداد ليبيا وتطلعها لتكون عاصمة الشباب العربي لعام 2020واستعدادها لتقديم الأنشطة الشبابية ذات الصلة.