الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أنور وجدي.. أمير الانتقام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان من نجوم السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات، كتب وأنتج وأخرج العديد من أفلامه التي كان نجمها وبطلها الأول مثل ليلى بنت الفقراء وطلاق سعاد هانم وأربع بنات وضابط، وأمير الانتقام.
إنه النجم الراحل الفنان أنور وجدى الذى نحتفل، اليوم، بذكرى وفاته الثالثة والستين، بعد رحيله عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 14 مايو 1955. 
اسمه الحقيقي هو "أنور يحيى الفتال"، واختار لقب وجدي لكى يقترب من قاسم وجدي المسئول على الممثلين الكومبارس، حينما كان يعمل بالمسرح.
فتى الشاشة الأول، كان من مواليد 11 أكتوبر عام 1904، وكانت أسرة والد الفنان أنور وجدى بسيطة الحال، وكان والده في منتصف القرن التاسع عشر يعمل في تجارة الأقمشة بحلب في سوريا، وانتقل وأسرته إلى مصر بعد أن بارت تجارته مما جعل أسرته تتعرض للإفلاس وتعاني الفقر والحرمان الشديد.
دخل أنور المدرسة الفرنسية "الفرير" والتي تعلم فيها المخرج حسن الإمام والفنان فريد الأطرش والمطربة أسمهان والفنان نجيب الريحاني، وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، غير أنه لم يستمر طالبا فقد ترك الدراسة بعد أن أخذ قسطًا معقولًا من التعليم لكي يتفرغ للفن وأيضًا لأن ظروف أسرته لم تكن تساعد على الاستمرار في الدراسة.
عمل في العديد من المهن ولم يكن منتظمًا في العمل بسبب عمله كهاوٍ في العديد من الفرق الفنية الصغيرة، لكن عينه دائما كانت على هوليوود.
ظل حلم السفر لأميركا يراوده، حتى إنه أغرى زميلين له بمحاولة الهروب معه لأميركا ليعملوا في السينما، لكن محاولتهم باءت بالفشل، فبعد أن تسللوا إلى باخرة في بورسعيد، تم ضبطهم. وطرده أبيه من المنزل عندما علم أنه يريد أن يكون ممثلًا.
بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح وعمل لفترة بفرقة رمسيس المسرحية، ثم اتجه للسينما. 
أول فيلم عمل فيه أنور وجدي كان بعنوان "جناية نص الليل" للمخرج محمد صبري، إنتاج عام 1930، قدَّم بعد ذلك فيلم أولاد الذوات (1932)، والدفاع (1935)، بياعة التفاح (1939)، وانتصار الشباب (1941)، وليلى بنت الريف (1941)، واشتهر في تلك الفترة بدور الشاب الثري المستهتر. 
تعامل أنور وجدي مع مجموعة من أهم مخرجي تلك الفترة، منهم أحمد جلال وأحمد سالم وتوجو مزراحي وأحمد بدرخان.
أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة للإنتاج والتوزيع السنيمائي عام 1945 وقدم من خلالها حوالي 20 فيلمًا، أشهرها سلسلة الأفلام التي قام ببطولتها مع ليلى مراد "قلبي دليلي (1947)، عنبر (1948)، غزل البنات (1949).. وأفلام أخرى، وقدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز في ثلاثة أفلام من إنتاجه (ياسمين (1950)، فيروز هانم (1951)، دهب (1953)). وكان فيلم أربع بنات وضابط (1954) آخر الأفلام التي أنتجها.
اشترك أنور وجدي في 6 أفلام من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي: العزيمة (1932)، غزل البنات (1949)، ريا وسكينة (1953)، أمير الانتقام (1950)، الوحش (1954)، غرام وانتقام (1944)، كان بطلا في 4 أفلام منها.
زوجاته 
تزوَّج أنور وجدي 3 مرات من "إلهام حسين، ليلى مراد، ليلى فوزي" ولم ينجب أولادا. 
جنازة أنور وجدي
كان أنور وجدي مصابا بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، وهو مرض الكلية متعددة الكيسات، وكان في بداية الخمسينيات من عمره عندما بدأ يشعر بأعراض المرض، لكنه كان يتناساها لكن مع تعرضه لأزمة صحية نصحه الأطباء بضرورة السفر إلى فرنسا وعرض نفسه على الأطباء، لكن المرض لم يكن له علاج في ذلك الوقت.
كان أنور قد حقق في مسيرته السينمائية ثروة ضخمة، لكنه كان ممنوعًا بأوامر الأطباء من تناول العديد من الأطعمة وكان يصاب بالحزن بسبب هذا المنع فعندما كان فقيرًا لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أي شيء، وعندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه، لم تمض فترة طويلة على عودته للقاهرة فبعد أشهر قليلة سرعان ما عاودته آلام المرض وأصيب بأزمة صحية شديدة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء.
ساءت صحته بشدة فنصحه الأطباء بالسفر إلى السويد، فهناك طبيب اخترع جهازًا جديدًا لغسيل الكلى، وكان الأول من نوعه، وبالفعل سافر أنور إلى هناك، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته، وتأكد الأطباء أن لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية وفقَد بصره في أواخر أيامه، كما عاني فقدان الذاكرة المؤقت.
قدم الفنان أنور وجدى أهم الأفلام التي سجلت في انطلاقة السينما بمصر وحفر اسمه واحدًا من أهم الفنانين ومن أهم رواد السينما العربية. وقد نال منه المرض، بعد معاناة كبيرة معه حيث لفَظ أنفاسه الأخيرة وهو لم يكمل الواحد والخمسين عامًا في 14 مايو 1955 في ستوكهولم، وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها وخسارة للفن والفنانين فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير.