الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"سايفاي أفريقيا": دبي الأولى عربيًا بالمدن الذكية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا خبراء ومشاركون في مؤتمر "سايفاي أفريقيا 2018" بطنجة المغربية إلى الاسراع في تبني استراتيجية أفريقية شاملة لمكافحة التطرف العنيف على الانترنت حيث لعبت التكنولوجيا دوراً بارزاً في صعود التطرف في أفريقيا وآسيا، خاصة مع الهواتف النقالة التي تدعم التشفير حيث يسهل على الإرهابيين تجنب كشفهم، كما أنهم يستعينون بها لتنسيق أنشطتهم بالإضافة إلى وسائط التواصل الاجتماعي التي تعتبر أرضية خصبة للمتعصبين.
وطالب المشاركون بتبني حلول لرصد أنشطة الارهاب الالكتروني الرقمي الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي وفضاء الانترنت في تدمير المجتمعات وخرابها عبر حزمة من الخطوات أبرزها: رصد وتحليل استراتيجيات الارهابيين على شبكة الانترنت مع تبني استراتيجية توعوية من مخاطر الارهاب الالكتروني بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني واقرار تشريعات تحظر الانشطة الالكترونية الارهابية وتعتمد على ملاحقة هذه المواقع الالكترونية بالاضافة إلى ضرورة تعزيز التعاون المشترك في هذا المضمار.
وبين المشاركون أن الفضاء الرقمي في أفريقيا وآسيا بات مرتعاً للنشاط الإجرامي، ففي كينيا تفقد الأعمال التجارية عبر الإنترنت ما يصل إلى 146 مليون دولار أمريكي سنوياً بسبب الجريمة الرقمية. وفي بومباي عاصمة الهند، تحدث جريمة رقمية واحدة كل عشر دقائق.
وأضافوا، أن بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن بالتعاون مع شركة "مكافي" لبرامج الأمن المعلوماتي تشير إلى أن الاقتصاد العالمي يتكلف سنوياً نحو 600 مليار دولار من جراء عمليات القرصنة الالكترونية، خصوصاً أن الهجمات الالكترونية لا تقتصر على الحسابات البنكية الشخصية هدفاً لعمليات القرصنة؛ وإنما امتدّت إلى البورصات العالمية.
وطالبوا بوضع ضوابط ومعايير للحد من تنامي ظاهرة القرصنة الالكترونية على المستوى قارة أفريقيا مع تعزيز مستويات استخدام الحوسبة السحابية التي تلعب دوراً كبيراً في مواجهة التهديدات والقرصنة الالكترونية.
وقال خبراء ومشاركون في الجلسات المنعقدة لمؤتمر التكنولوجيا والابتكار والمجتمع "سايفاي أفريقيا 2018" أن القارة الأفريقية هي الأسرع نمواً على مستوى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث شهدت القارة السمراء نمواً قياسياً هو الأعلى عالمياً بواقع 809.9% خلال الفترة من (2010 وحتى 2017) في أعداد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي وصلت إلى 160.2 مليون مستخدم على مستوى القارة.
وأوضح المشاركون، أن هناك نحو 4 مليارات مستخدم للانترنت على مستوى العالم من أصل عدد سكان العالم البالغ 7.59 مليار نسمة، فيما سجلت أفريقيا أعلى معدل نمو في عدد مستخدمي الانترنت على مستوى العالم بواقع 20% خلال العام الماضى ليبلغ عدد مستخدمي الانترنت بأفريقيا مستوى 435 مليون مستخدم من أصل عدد سكان قارة أفريقيا البالغ 1.27 مليار حيث زاد عدد مستخدمي الإنترنت في مالي بما يقرب من ستة أضعاف وأكثر من الضعف في بنين وسيراليون والنيجر وموزامبيق.
ولفت المشاركون إلى أن الدول الأفريقية حققت نمواً بنسبة 12% في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي يبلغ متوسط عدد مستخدميها 191 مليون مستخدم وفقاً لبيانات العام 2017 وقد تصدر تطبيق "الواتساب" WhatsApp قائمة أكثر التطبيقات شعبية في القارة الأفريقية متصدراً جميع التطبيقات باستثناء بعض دول شمال أفريقيا وأريتريا والصومال حيث يتصدر تطبيق "فيسبوك ماسنجر" قائمة أكثر التطبيقات شعبية ورواجاً في أفريقيا وفقاً لبيانات العام الماضى.
وعلى المستوى العربي رصد المشاركون نمواً قياسياً في شهية الاقبال على منصات التجارة الالكترونية حيث زادت نسبة الاقبال على التجارة الالكترونية في السوق المصري بمتوسط مرجح يبلغ 8.8% فيما بلغ حجم سوق التجارة الالكترونية في مصر مستوى 6.1 مليارات دولار أميركي وفي المقابل رجح المشاركون بالمؤتمر بلوغ حجم سوق التجارة الالكترونية في المغرب 1.4 مليار درهم نتيجة ارتفاع عدد مستخدمي بطاقات الائتمان إلى مستوى 9.6 مليون مستخدم في المملكة المغربية، مشيرين إلى أن دبي تتصدر الدول العربية في استخدام تقنيات المدن الذكية فيما تحتل الكويت المرتبة الأولى عربياً في عدد مرات استخدام البطاقات الائتمانية في الدفع الالكتروني بنقاط البيع على أساس سنوى وفقاً لبيانات العام 2017.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن "مؤتمر سايفاي أفريقيا" سجل نجاحاً قياسياً نتيجة تنوع المحاور التي بحثها حيث ناقش التدفق الأفقي للابتكار من أفريقيا إلى البلدان النامية الأخرى، ولأن ثورة الهاتف المحمول في العالم النامي كشفت أن التكنولوجيا هي عامل وحافز للإدماج المالي والاجتماعي فقد استعرض المؤتمر بعض قصص النجاح من جميع أنحاء آسيا وأفريقيا، والحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون اعتماد التكنولوجيا، وكيفية المضي قدما في إنشاء مجتمع رقمي للجميع، وكيف ستستفيد هذه القارات من هذا الدمج الرقمي لنص قواعد جديدة للفضاء الإلكتروني.
وناقش المؤتمر أسس تعزيز نمو الاقتصاد الإبداعي الأفريقي فالواقع يؤكد أنه على الرغم من ثروة المواهب الفنية في أفريقيا، فإن هذه القارة تتخلف حاليا بكثير عن بقية العالم من حيث إنتاجها الثقافي وخاصة منها الموجه نحو التصدير إلى الخارج، حيث تمت مناقشة كيف يمكن للبلدان الأفريقية أن تعزز الإبداع محلياً وأن تعمل على أن تصبح عنصراً لا يتجزأ في السلسلة القيمة العالمية للمشاريع الفنية.
واستحوذت الجلسة المتعلقة بتأمين أنظمة الدفع بواسطة الهاتف في أفريقيا على اقبال كبير حيث ناقشت الجلسة أفق تحسين قنوات الدفع الالكتروني حيث تناول المؤتمر التحديات والآفاق المتعلقة بتأمين سوق الدفع بواسطة الهاتف النقال في أفريقيا وتعزيز التشغيل البيني لتسهيل الوصول إلى المستهلك، وكذا الخلاصات التي يمكن الخروج بها وتمريرها لباقي دول العالم فيما يخص اعتماد الدفع عبر الهاتف المحمول.
وبحث المؤتمر أيضاً دور الجهات الفاعلة العامة والخاصة في عزل العملية الانتخابية عن التأثير الغير مرغوب فيه، ولاسيما في الاقتصادات الأفريقية والآسيوية، حيث تشكل قاعدة المعلومات حواجز كبيرة، كما استعرض المؤتمر اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي (TTIP) من أجل ضمان وجود علاقة تجارية رقمية شاملة خصوصاً أنه وفي ظل معاهدة عمومية أفريقية بشأن التجارة الرقمية، ستحكم القواعد الموضوعة في اتفاقية التجارة الدولية (TTIP) البتات "Bits" التجارية والبايتات "Bytes" (أوامر إلكترونية) في جميع أنحاء القارة، ومن ثم، لا بد من أن تكون الأحكام الواردة في الاتفاق متماثلة، بحيث تعزز مصالح جميع الأطراف المعنية.
وفي هذا السياق يناقش المؤتمر التحديات والفرص التي يتيحها هذا الاتفاق المتساوي والدور الرئيسي الذي سيؤديه الاتحاد الأفريقي في تحقيقه.
وتناول المؤتمر الثورة النسائية الصناعية الرابعة داعياً إلى ضرورة المساواة بين الجنسين في مستقبل الشغل حيث إن ظهور الثورة الصناعية الرابعة تقدم وعوداً وتطرح أمامها مخاطر كذلك للمرأة كقوة عاملة فمن ناحية، أصبحت طبيعة العمل أكثر مرونة، مما يفتح فرص عمل للنساء اللواتي لا يستطعن العمل في النموذج التقليدي للعمل من 9 صباحاً إلى 5 مساء بسبب القيود الشخصية.
ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن يؤدي ارتفاع استعمال الآلة والذكاء الاصطناعي إلى القضاء على التشكيلات الوظيفية التي تفضلها المرأة حالياً والمؤتمر هنا ناقش كذلك سبل اغتنام الفرص ومواجهة التحديات التي تطرحها الثورة الصناعية الرابعة للمرأة كقوة عاملة.
ونجح المؤتمر في وضع استراتيجية افريقية آسيوية لمكافحة التطرف العنيف على الانترنت وذلك في أعقاب الصعود الكبير للتطرف في أفريقيا وآسيا، خاصة مع الهواتف النقالة التي تدعم التشفير حيث يسهل على الإرهابيين تجنب كشفهم، كما أنهم يستعينون بها لتنسيق أنشطتهم بالإضافة إلى وسائط التواصل الاجتماعي التي تعتبر أرضية خصبة للمتعصبين.
وبحث المؤتمر العصابات وارتفاع الجرائم الرقمية حيث أصبح الفضاء الرقمي في أفريقيا وآسيا مرتعاً للنشاط الإجرامي، ففي كينيا، تفقد الأعمال التجارية عبر الإنترنت ما يصل إلى 146 مليون دولار أمريكي سنويا بسبب الجريمة الرقمية. وفي بومباي عاصمة الهند، تحدث جريمة رقمية واحدة كل عشر دقائق.
وناقش المؤتمر أسباب ارتفاع هذه الآفة في جميع أنحاء المنطقة واستكشاف السبل التي يمكن من خلالها التخفيف من حدتها.
ولما كان الانترنت جزء لا يتجزأ من تنمية البلدان في أفريقيا وآسيا، فالقدرة الإلكترونية القوية ضرورية لإحراز التقدم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومع أخذ هذا السياق في الاعتبار، ناقش المؤتمر سبل بناء القدرات في المجالين العام والخاص بطرق تساعد على تحقيق أهداف إنمائية على أوسع نطاق.
وبدء من تمويل المشاريع الصغيرة بالهاتف المحمول إلى تتتبع العنف الناجم عن النزاعات الأهلية، يجيد المبتكرون من أفريقيا باستمرار إنشاء استخدامات أحدث وأكثر شمولا للتكنولوجيا، وبما أن أسس الثورة الرقمية العظمى في طور التكوين، فقد اجاب المؤتمر على سؤال يتمثل في : ما الذي يجب على المستثمرين، المحليين منهم والدوليين على حد سواء، القيام به للحفاظ على هذا التحول الزخم والمضي قدما فيه؟ و ما هي التحديات التي سيواجهها الابتكار الأفريقي في السنوات القادمة؟
واستعرض المؤتمر أيضاً تجربة الهند الرقمية حيث يوجد حوالي 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى الهوية القانونية، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون إثبات هويتهم، ويؤدي العجز في الوصول إلى تحديد الهوية إلى تقييد الوصول إلى الخدمات العامة وإيجاد عوائق كبيرة أمام التمكين الاقتصادي خاصة النساء والشرائح السكانية المهمشة الأخرى.
وعلى الرغم من أن العديد من الدول قد أطلقت مبادرات الهوية الرقمية لمعالجة هذه الآفة، فإن أي منها لم تلق نجاحا كالذي حققه برنامج الهوية الهندي - آدهار، وقد خاص المؤتمر خلال أشغاله في أدق تفاصيل نجاح هذا البرنامج الهندي وكيف يمكن أن تحاكيه الدول في جميع أنحاء العالم النامي.
ولم يغفل المؤتمر مناقشة إقرار اتفاقية الاتحاد الأفريقي "AUCC"، والتي جرى التحضير لها بدون أن يصادق عليها أي بلد، وعلى الرغم من التقييدات المعتمدة، فإن إنشاء الاتفاقية يشير إلى إمكانية التوصل إلى توافق بشأن إيجاد إطار رقمي معياري للقارة.
وقد ناقش المؤتمر مسيرة الإتفاقية المذكورة، ولماذا فشلت في الحصول على الدعم، وكيف يمكن أن تمهد الطريق نحو وضع إطار معياري لأفريقيا الرقمية.
ولفت المؤتمر إلى أن أفريقيا هي موطن لكثير من القصص الفريدة والملهمة للتغيير الرقمي، حيث يتجاهل الابتكار التكنولوجي ندرة الموارد، وكذا صعوبة الوصول إلى الإنترنت من أجل التعبير عن الحقوق في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت المؤتمر إلى أنه من تنزانيا إلى تونس، فان الإنترنت خلق لرواد الاتصال الخلوي، والتعبير والدفاع حقوق الإنسان،وقد كشف المؤتمر تجارب أفريقيا في مجال التكنولوجيا سواء من حيث حسن أو إساءة الإستخدام، ثم التوصيات التي يمكن الخروج بها من أجل بقية دول العالم.
وقد بحث المؤتمر آليات استثمار الشباب الرقمي من حيث النجاحات والفرص والتحديات حيث إن أهمية الاستثمار في القطاع الرقمي يؤمن فرص عمل واستثمارات مثمرة.
ومن المرجح أن يكون الشباب من التنمية وتطوير أعمالهم الخاصة سيكون محركاً أساسياً للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، في ظل هذا الاقتصاد الرقمي الجديد، يتعين على صانعي القرارات أن يكفلوا التكوين والتوجيه والدعم لرواد الأعمال الشباب الناشئين، وقد ناقش المؤتمر الفرص والتحديات التي يواجهها الشباب في الاقتصادي الرقمي الجديد، وكيفية تعزيز وتحفيز استثمار الشباب في الفضاء الرقمي، وتحسين السياسات لتسهيل التجارة والاستثمار والابتكار في المنطقة الأفريقية.