الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بـ "الدفوف والالوان المزركشة".. التنورة تحيي ليالي رمضان بروح التراث

التنورة
التنورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"التنورة" طقسا من طقوس الاحتفال، اعتاد المصريون على متابعتها في المحافل المختلفة، ينتظرها الكثير في شهر رمضان؛ وتفتح وكالة الغوري ابوابها لاستقبال حفلاتها؛ وجذب الجميع من مختلف الجنسيات إلى جمال فنونها؛ تلك التي تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي، يقصدها السياح من كافة بلاد العالم؛ تقديرا لهذا الفن والتمتع بما يقدم من عروض استعراضية بايقاعات سريعة، اشتهرت بها مصر منذ القرن الثالث عشر، بعدما قدمت التنورة لأول مرة على يد الصوفي جلال الدين الرومي، في هيئة رقصة الدراويش، واشتقت منها رقصة التنورة، لم تقتصر فقط على عرضها في المناطق التاريخية، بل امتدت إلى الحفلات، واعتمد عليها منظمي قاعات الافراح، في الوقت التي أضيفت لها الدفوف والفانوس والألوان المزركشة، لتنشأ فن استعراضي جديد يقدم في حركات دائرية.
وقبل ايام من شهر رمضان؛ اتجه العديد من هاوي تلك الرقصة، إلى المراكز التدريبية؛ لمعرفة اساسيتها وتطبيقها على أرض الواقع؛ لبث السعادة في نفوس المواطنين؛ لينشأ مولد أحمد عبدالعظيم، أحد ابناء الدقهلية الذي نال لقب سندباد التنورة، لما قدمه من ابداعات فنية، وبعده احمد عبد النبي الذي تعلمها تدريجيا حتي اصبح من مبدعي هذا الفن، ويطلب بالاسم، لم تتوقف عندهما، بل ابدع غيرهم، ومن التعلم الذاتي إلى الفرق الجامعية وتكونت فرقة خاصة بمقر قصر الغورى للتراث وهو متخصص بهدف إحياء الأشكال التراثية الفنية التى اندثرت، وقدمت عروضها في الدول الاوربية.
وتشهد وكالة الغوري الزحام الشديد على قاعاتها في ليالي رمضان؛ لتقديمها اجمل حفلات التنورة ؛ التي يسعد بها الجميع؛ لما تقدمه من فن تراثي اصيل.
ويقول سندباد التنورة؛ احد الاشخاص الذين تعلموا تلك الرقصة؛ إنه يميل إلى العزف الموسيقي والفن الاستعراضي، فبدأ حياته كعازف لآلة الدرامز، وراقص فنون شعبية فى فرقة المنصورة، وحبا في رقصة التنورة التي ظل يتابعها عبر الحفلات ومقاطع اليوتيوب على الانترنت، سعى إلى تعليم نفسه بنفسه، حتى اتقن المهنة.
ويتابع: «شهر رمضان من اكثر الشهور انتعاشا لنا لهذا الفن الاستعراضي؛ ولكن فن التنورة في مصر، مهدور حقه، على عكس الدول العربية والأوروبية، إحنا عندنا كنز تراثي ولكن مفيش تقدير لي، وناس كتير من الاجانب نفسها تتعلموا، عشان كدة متوقع انقارضها في المستقبل، غير ان مفيش دعم معنوي ولا مادثي من الجهات المعنية ".
أما الفرق التراثية، تعتمد غالبيتها في تقديم العروض على مصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية الربابه-السلاميه-المزمار-الصاجات-المزمار-الطبلة، ويقوم بالغناء بمصاحبة الرقص منشد شعبى يعتمد على التلقائية والإنشاد الدينى، على مسارح المناطق الاثرية والتاريخية، لاحياء التراث العريق.
ويرى باسل محمد، أحد منظمي الحفلات: أن رقصة التنورة اعطت روح في القاعات، فهي لم تكن توجد في المحافل الدولية وشهر رمضان فقط بل يطلبها الكثير من العرسان في تقديمها في الزفة،معتبرين ذلك فنا شعبيا اصيلا لابد منه، خاصة انهم يقدمون عرضا استعراضيا يبث الفرحة في وجوه المعازيم، بقوله: " إحنا بنحاول نحيي الفن ده والتراث العظيم في كل الاماكن حتى في الافراح والفنادق.. مصر مليئة بالمبدعين، ولكن يخشى من اندثارها على المدى البعيد".