السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. "البوابة نيوز" تكشف كواليس جريمة الليل وأخره.. نجل مستشار سابق يعتدي على شاب ويصيبه بطعنات في مصر الجديدة.. والمجني عليه: "قال لي يابن البواب"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان يتخيل محمد جمال، ذلك الشاب العشريني، أن عصر الإقطاع والطبقة المتسلطة ولى وانتهى للأبد، وأده جمال عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي، ولم يصدق في يوم أن تنتهي حياته على يد شاب من الطبقة الأرستقراطية، جمح بجنونه ليقتل ويبطش متسلحا بسطوة ونفوذ والده الذي شغل منصبًا هامًا بالدولة.

صدم ذلك الشباب، المتعلم والمتفهم لقواعد العدالة الاجتماعية المؤمن بقضاء ونزاهة رجال العدل والشرطة فى بلاده، بواقع مرير أعاد إلى ذهنه زمن «الوسية» الذى قرأ نهايته فى كتب التاريخ.

محمد جمال أحمد، ابن لعامل بسيط يدرس بمعهد الألسن قسم نظم ومعلومات بالقاهرة، ويعمل بجانب دراسته فى أحد المطاعم بمنطقة مصر الجديدة بالقرب من محل سكنه، للوفاء بمتطلباته اليومية، نظرا لظروف مرض والده، إلا أن يوم الخميس الماضى فاجأه القدر بنهاية مأساوية، فبعد انصرافه مبكرا من عمله لمراجعة دروسه استعدادا لأداء الامتحان فى اليوم التالى، وجد فى انتظاره شيطانا بشريا تفوح من فمه رائحة الخمر وفى حالة سكر تام، ليستوقفه ويطلب منه ركن السيارة داخل الجراج، ظنًا منه أنه نجل حارس العمارة، وعندما أخبره أنه أحد قاطنى العقار، استهزأ به قائلًا «انت ابن البواب»، وحينها حاول نصحه، ولكنه تفاجأ بنزوله من السيارة ممسكًا بيده سلاحا أبيض وقام بالاعتداء عليه، مسددًا له عدة طعنات متفرقة بالجسد كادت أن تودى بحياته.


«محمد جمال» جليس مستشفى قصر العينى روى لـ«البوابة» كواليس الجريمة التى نفذها نجل رجل مهم بالدولة بطمأنينة كافية، لأنه يدرك أن الفقر لا يحمى صاحبة، وسيقبل بالذل والهوان فى النهاية.

فعلى سريره المغطى بملاءة بيضاء داخل الجناح «ب» بالطابق الخامس بـ«مستشفى قصر العينى»، قال الضحية: «كانت الساعة حوالى الـ٣ صباحا فجر الخميس الماضى، وأثناء عودتى من عملى، وخلال دخولى إلى العمارة التى أقيم بها وصل شخص يدعى «حازم. إ، ع. أ»، يعمل محاميا فى حالة سكر تام وفاقدا للوعى، ووالده مستشار سابق، يقيمون معى فى نفس العمارة بمنطقة مصر الجديدة».

التقط الشاب أنفاسه مستكملا: «نجل المستشار استدعاني قائلا (تعالي يا ابن البواب اركن لى العربية فى الجراج»، فأجبته: «أنا مش ابن البواب أنا محمد جمال، ساكن هنا معاك في العمارة»، ليرد عليا قائلا: «يعنى أنت بنت ولا ولد»، وعندما قمت بالرد عليه قائلا: «انت سكران وأنا مش هرد عليك، نزل مسرعا من السيارة وطعنني بسلاح أبيض (مطواة) كان بحوزته، ولكن محاولاتى بالدفاع عن نفسى باءت بالفشل، ليتمكن بعدها من تسديد عدة طعنات لى فى أنحاء متفرقة من جسدى، وتسبب فى إحداث إعاقة لى فى وجهى بقطع عمقه ١٠ غرز».

وأضاف الضحية، أن والد الجانى استغل نفوذه وأحضر سيارة إسعاف ونقل نجله للمستشفى بعد إحداث عدة إصابات سطحية به حتى يتمكن من تحرير محضر كيدى ضدى، وهو ما حدث بالفعل، واتهمنى فيه بأننى حاولت سرقته بمساعدة أشخاص آخرين.


وتابع: «عندما وصلنا لقسم شرطة مصر الجديدة، وقمنا بتحرير المحضر رقم ٦٩٩ لسنة ٢٠١٨ اكتشفنا ذلك».

شقيق المجنى عليه أكد أن والد المتهم يمتلك شبكة علاقات ومعارف واسعة، نظرا لطبيعة عمله «مستشارا سابقا»، وأن أحد موظفى النيابة طالبهم بالتنازل عن القضية، وقبول المصالحة حتى لا يتم تحريك محضر السرقة ضد شقيقه، كما أنهم تلقوا تهديدات من بعض الأشخاص لقبول الصلح.

وأضاف قائلا: «إن الجميع يعرف عن المتهم أنه شخص سيئ السمعة، ودائم الشجار مع سكان المنطقة».

وتابع: «عاوزين حق أخويا من الناس دى»، واتهم عددا من رجال المباحث بالتواطؤ مع المتهم وعدم توجيه تهم للجانى حتى الآن، رغم حبس شقيقهم.

وقال إن والد المتهم دفع رشوة لبعض العاملين داخل مستشفى «هليوبوليس» بمصر الجديدة لطرد شقيقى منه، كما قام بـ«تظبيط» تقرير طبى لابنه حتى يتم الضغط علينا للتصالح.