الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"سنة أولى صيام".. كيف تعلم أطفالك صيام رمضان.. خبراء: التمهيد نفسيًا لاستقبال الشهر الكريم.. زرع الصفات الحميدة وتعزيز الثقة بالنفس.. شراء الفوانيس وربط الصوم بالأشياء المبهجة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيام قليلة ونستقبل شهر القرآن والمغفرة والرحمة، وبحلول شهر رمضان يحرص الآباء على تعليم أبنائهم الصغار الأسس والقيم الدينية وخاصة الصيام، فقد يواجه الآباء بعضا من الأزمات في تعليم أطفالهم الذين يصومون لأول مرة، ويحتار الكثيرون في كيفية تعلم الأبناء الصيام، والطرق الصحيحة لإرشاد الطفل بالصبر وتحمل الصيام بجانب الأسس الدينية التي يتربى عليها الأطفال في نشأتهم.

وأوضح الموقع الرسمي لدار الافتاء المصرية أن تكاليف الشريعة الإسلامية لا ترد إلا على البالغ العاقل، وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)، وأن صيام الطفل في نهار رمضان ليس على وجه التكليف والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحبابا من سن السابعة، ويتدرب على التزام الشريعة بالتدريج، حتى إذا ما كبر وبلغ وجد في نفسه الطواعية الكاملة للتقرب إلى الله سبحانه، وابتغاء الأجر والثواب.
وعلى الوالدين التوسط في صوم أولادهم، فلا يكلفونهم ما لا يطيقون حتى يشق عليهم الصوم مشقة بالغة، فيصوم الصبي خوفا من تعنيف الوالد أو السخرية منه إن أفطر، فتخور قواه حتى يلحقه العنت من ذلك، ووفقا الى موقع الافتاء، لا ينبغي إهمال الأمر وفسح أنواع الطعام والشراب لهم في نهار رمضان، بل يراعي الوالدان مقصد الصيام، ويلاحظان أيضا بنية طفلهما وعمره وقدرته على تحمل الصوم، وبناء عليه يأمرانه إما بإتمام الصوم أو بالفطر درأ للضرر.
والمهم ألا يؤدي الصوم بالطفل إلى الشدة، ويكون الفهم الخاطئ لحديث (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)، سببا للعسر والعنت، فقياس الصوم على الصلاة في هذا الحديث مقيد بإطاقة الطفل وتحمل بنيته.

الدكتور وليد هندي، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، أوضح أن كثيرا من الآباء يجهلون الوقت الصحيح لتعليم الأطفال صيام رمضان وما هو السن المناسب لتحمل الطفل للصيام وفقا للشرع أيضا، ويجب معرفة قدرات الطفل الصحية والجسدية بمدى تحمله للصيام، ويجب التعامل مع الطفل طبيا أولا قبل النفسي، حتى لو يؤدى الى التهلكة.
وأضاف هندي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الطفل اذا كان سليما صحيا ولديه القدرة على الصيام، فيكون التدريب وتعلم الصيام بشكل صحي، خاصة أن الطفل في مرحلة عمرية يحتاج إلى عناصر غذائية مهمة لابد أن يتم تعويضها في وجبة الفطار، حتى لا تؤثر على فسيولوجية الجسم للطفل.
وأشار إلى أن صيام الأطفال يجب أن يكون مرتبط بتأثير مفرح ومبهج نفسيا، حتى لا يؤثر بتكوين صورة ذهنية سيئة عند الكبر ومستقبل الطفل، موضحًا أن الآباء يجب أن يمهدون صيام رمضان للأطفال قبل أسبوع أو أكثر من استقباله حتى يتفهموا معنى الصيام وثوابه دينيا، والتعاون بين الأفراد بالتكافل الاجتماعي، وفعل الخير بين الأفراد والتسامح وهكذا باندماج الطفل داخل الأجواء الخاصة بشهر رمضان وتجمع العائلة وشراء الطعام حتى يشعر الطفل بالبهجة الحقيقية للشهر الكريم فيتحمل الصيام باقتناع.
وأوضح أن الطفل يهتم بالقدوة في المنزل سواء الأب أو الأم ويقوم بتقليدهم في تنفيذ الفروض الدينية والصيام بالشكل الصحيح، وسيكتسب السعادة من أفراد المنزل، وعند بدء الصيام يجب تحديد وقت للصيام وفقا لقدرته الصحية، وتعلمه فلسفة الصيام لأن الكثيرين يظهرون مشاعر الغضب أمام الأبناء احتجاجا بالصيام، وبالتالي سيتخذون أفعال أبائهم نهجا ويكتسبون تلك الأفعال السيئة.
ولفت هندي إلى أنه يجب تأهيل الطفل نفسيا على أن الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل عن كل الأفعال والصفات السيئة والتي تحض على العنف والكراهية والغضب والصفات المتدنية أخلاقيا بشكل عام، حتى تتركز في ذاكرة وأسس الطفل منذ الصغر، موضحا أن الطفل عندما يبدأ في الصيام يكتسب الصفات الحميدة، والثقة بالنفس، ويشعر بإشباع نفسي بمفهومه نحو ذاته.
وينصح هندي، الآباء بمكافأة الأطفال على الصيام حتى لو كانت المدة ساعة فقط، وبتحديد جدول لأيام الشهر المبارك ينظم به طريقة المكافأة لتشجيع وتحفيز الطفل للاستمرار في الصيام، وفى نهاية الشهر يكرم الطفل من والديه وبين أسرته.

وقالت هبة حسن، استشاري علاقات أسرية وأطفال، إن الطفل يجب أن يتم تهيئته نفسيا بشكل صحيح، وألا يمتنع عن الطعام والشراب بشكل سريع وقهرا، والعمل على تقليل ساعات الصيام، حتى إذا اقتصرت على ساعة في اليوم يبدأ في التعود تدريجيا.
وتنصح الأمهات بتجنب الأطفال الوقوف معهن أثناء طهو الطعام، حتى لا يتم إغواؤه وانجذابه للطعام، وتحرص الأم على إشباع الطفل ببث القيم الدينية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها بالشهر المبارك، تمهيدا بأن يلتزم بها فيما بعد، لافتة إلى شراء الزينة والفوانيس للأطفال ومشاركتهم بها حتى يندمجوا بالأجواء الاحتفالية أيضا وليس الصيام والامتناع عن الطعام والشراب فقط.