الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"دولة الملالي" تحتفل بـ"الثورة".. والشعب الإيراني يعاني من القمع والفقر (ملف)

علي خامئني
علي خامئني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الموت لخامنئى» شعار المظاهرات الغاضبة.. ومجاهدو خلق: 5762 احتجاجا خلال عام بمعدل 16 فى اليوم
على فتح الله نجاد: معظم المتظاهرين من الشباب والطبقة المتوسطة والفقيرة

فى مثل هذه الأيام قبل ٣٩ عاما، تم إسقاط النظام البهلوى فى إيران، وإعلان الجمهورية الإسلامية، بعد قيام «الثورة الإسلامية» فى عامى ١٩٧٨-١٩٧٧.
ومرت نحو أربعة عقود من التضييق على الشعب الإيراني، وارتكاب الجرائم باسم الدين، بينما يعيش غالبية الشعب الإيرانى فى فقر وبطالة وقمع حريات، بينما أموالهم تذهب إلى رجال الدين الموالين للمرشد على خامئني، والجماعات والميليشيات المسلحة التى تؤمن نفوذ «آيات الله» فى المنطقة.
وشهدت إيران خلال نهاية ديسمبر الماضي، تظاهرات واسعة شملت نحو ١٤٢ مدينة إيرانية هى الأكبر ضد نظام خامنئى منذ الثورة الخضراء فى ٢٠٠٩.
ووفقا لتقرير منظمة «مجاهدى خلق» المعارضة الإيرانية، شهدت إيران خلال العام الإيرانى الأخير (من ٢١ مارس ٢٠١٧ إلى ٢١ مارس ٢٠١٨) نحو ٥٧٦٢ من الاحتجاجات، مما يعنى أنه فى المتوسط كان هناك ٤٨٠ حركة احتجاجية فى الشهر و١٦ حركة احتجاجية فى اليوم.
وأوضح التقرير، أن تظاهر ١٤٢ مدينة إيرانية فى ديسمبر الماضي، يعد أبرز التظاهرات فى العام الإيرانى المنتهي، وكذلك على مستوى الأعوام العشرة الأخيرة.
وبدأت شرارة هذه الانتفاضة يوم ٢٨ ديسمبر فى مدينة مشهد، احتجاجا على غلاء أسعار البيض، وجاءت المظاهرات تحت شعار «الموت لخامنئي».
ودارت تظاهرات ديسمبر، حول أمور عديدة، فى مقدمتها العدالة الاجتماعية، وانتقاد المؤسسة الحاكمة، والربط بين التدخل الإقليمى الإيرانى وقصوره فى الداخل.
ويشير على فتح الله نجاد، الزميل الزائر لدى مركز بروكينغز، والخبير فى الشئون الإيرانية لدى المجلس الألمانى للعلاقات الخارجية، لبلوغ تلك الاحتجاجات بعدًا جغرافيًا لا سابق له، حيث خرج عشرات الآلاف، ومعظمهم من الشباب، ومن الطبقة المتوسطة الفقيرة المحرومة، الذين لهم آمالهم ولديهم مؤهلاتهم. 
وحسب «نجاد»، فإنه رغم التغطية الصحفية الواسعة الإقليمية والدولية، التى حظيت بها تلك الاحتجاجات، إلا أنها فقدت وهجها عندما توقفت خلال أسبوع، وحينها انصرفت عنها وسائل الإعلام، وأخذت فى التركيز على تظاهرات موالية للنظام الإيراني، ولكن، وبسبب أشكال القمع، وعدم مشاركة طبقة أخرى من المجتمع، فإن ذلك الغضب الشعبى لم يتلاش، بل أصبح فى حالة كمون، وبات فى حالة غليان من تحت السطح.

مأساة اجتماعية واقتصادية
وتشير أرقام رسمية إلى معاناة نصف الإيرانيين من مأساة اجتماعية اقتصادية، حيث يعيش ٤٠٪ تحت خط الفقر، ونسبة البطالة بين الشباب أكثر من ٣٠٪، فيما قد يكون الرقم الحقيقى أعلى.
كما يعيش ١٠ ملايين إيرانى (من أصل ٨٠ مليونا) فى أحياء فقيرة، خاصة فى ضواحى طهران، وحيث يفتقر نفس العدد للخدمات الرئيسية.
ويرى الدكتور وحيد محمودى، عضو الهيئة العلمية العليا لجامعة طهران، فى حديث صحفى أجراه مع صحيفة شرق الإيرانية، أن هناك نوعين للفقر فى إيران، وهو الفقر النسبي، والفقر الحقيقي، والأول أن يقل متوسط دخل الأسرة الإيرانية الواحدة عن ٢٠٠ دولار فى العام، فى حين يكون الفقر الحقيقى أن يقل متوسط دخل الأسرة الواحدة فى إيران عن ١٠٠ دولار فى العام الواحد.
وأوضح أن معدل الفقر النسبى فى إيران يزيد على ٤٠٪، والفقر الحقيقى أو معدل الفقر العالمى فى إيران يزيد على ٦٠ ٪، نتيجة مجموعة كبيرة من العوامل منها البطالة وقلة المعروض من فرص العمل، ما يخلف وراءه جيوشا من العاطلين بين صفوف الشباب والفتيات فى إيران، بالإضافة إلى تسريح مجموعة كبيرة من العمال الإيرانيين فى المصانع والشركات بسبب الضغط المتزايد من الخارج على الجهاز المصرفى الإيراني.
واعترف سعيد نمكي، مساعد الإدارة والتخطيط للنظام الإيراني، بأن ٤٢٪ من العاطلين عن العمل إما يحملون شهادة البكالوريوس أو حتى أعلى من ذلك.
كما أظهرت أحدث إحصائيات صندوق النقد الدولى أن معدل البطالة فى إيران وصل إلى ١١.٨٪ فى العام٢٠١٧، لتحتل المرتبة الـ١٧ من حيث البطالة فى العالم.
وكشفت تقارير إيرانية، عن مأساة الطفولة تحت نظام خامنئي، حيث هناك نحو سبعة ملايين يعملون فى الشوارع، بالإضافة لوجود ثلاثة ملايين و٢٠٠ ألف طفل متسربين من التعليم.
وأوضحت التقارير أن ظاهرة عمالة الأطفال فى العاصمة ومدن إيران الكبرى هو مظهر آخر من مظاهر نهب وفساد النظام الديني، الأمر الذى أصبح لسنوات عديدة ظاهرة وأزمة لا يمكن إنكارها.
كما ترى المنظمات الحقوقية فى إيران ومنظمات المدنى العاملة فى إيران، أن النفقات الخاصة بالأسرة الإيرانية زادت مقارنة بالدخل بنسبة كبيرة فى السنوات الخمس الماضية، نتيجة مجموعة من العوامل، منها العقوبات الاقتصادية الغربية التى كانت مفروضة على النظام الإيرانى بسبب برنامجه النووي، والتى أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر فى إيران إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، لا سيما فى ظل إجراءات التقشف التى اتبعها النظام الإيرانى من أجل السيطرة على معدل التضخم، الذى وصل إلى معدلات قياسية أيضًا.

العطش يهدد إيران
وعلى صعيد فشل نظام خامنئى فى مواجهة نقص المياه بالمدن الإيرانية، وارتفاع ظاهرة التصحر، أعلن رضا أردكاني، وزير الطاقة الإيراني، أن ٣٣٤ مدينة يبلغ عدد سكانها ٣٥ مليون نسمة معرضة للجفاف، مؤكدا أن أزمة المياه تجتاح إيران.
وقال «أردكاني»: بناء على ما تم رصده، فإن ١٦٥ مدينة يبلغ عدد سكانها ١٠ ملايين ونصف المليون نسمة فى الوضع الأصفر، و٦٢ مدينة يبلغ عدد سكانها ٦ ملايين و٨٠٠ ألف فى وضع برتقالي، و١٠٧ مدن يبلغ عدد سكانها ١٧ مليونا و٢٠٠ ألف فى وضع أحمر ومجموعة ٣٣٤ مدينة تتعرض فى لوضع مائى حرج.
كما اعترف محافظ أصفهان محسن مهر عليزاده، فى ١٣ أبريل الماضى بنقص المياه فى المحافظة، قائلا: إن شح المياه فى أصفهان مُشلّ وتوفير مياه الشرب لـ ٥ ملايين و٢٠٠ ألف من سكان المحافظة قد وصل إلى وضع مقلق فى موسم الحَر.

قمع الحريات
وعلى صعيد انتهاك حقوق الإنسان فى إيران من قبل نظام المرشد على خامنئي، فإن هناك آلاف المعتقلين فى السجون الإيرانية، حيث تعتقل إيران مختلف أطياف الشعب الإيراني، إضافة إلى قمع حريات المرأة.
وهناك نحو ٨ آلاف معتقل فى سجون إيران، طبقا لتصريحات عضو لجنة الشئون الخارجية بالمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية.
وتعتقد منظمة العفو الدولية، أن المعتقلين لدى السلطات الإيرانية، يواجهون شتى أنواع التعذيب؛ حتى أن بعضهم حرم من الاتصال بعائلاته أو محاميه، وكشفت تحقيقات وكالة «أنباء نشطاء حقوق الإنسان»، أن أكثر من ٤٠٠ معتقل يقبعون فى سجن «إيفين» بطهران فى قسم الحجر الصحى المكتظ بالنزلاء، قبل نقل بعضهم إلى أقسام أخرى يُديرها الحرس الثورى ووزارة الاستخبارات الإيرانية. 
وتعد الجمهورية الإسلامية فى إيران، أكثر الدول إعداما على مستوى العالم، حيث أعدمت السلطات الإيرانية نحو ٣٩٠ شخصًا خلال ٢٠١٧، لإدانتهم بجرائم مختلفة خلال العام الأخير، وفقا لتقرير صادر عن (مركز توثيق حقوق الإنسان الإيراني).
وأدانت الأمم المتحدة السجل الإيرانى الأسود فى مجال حقوق الإنسان، ودعت السلطات فى طهران إلى السماح للمقرر الخاص المعنى بالأوضاع فى إيران بدخول البلاد. 
ودعت رئيسة لجنة الإجراءات الخاصة فى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خلال مناقشة الملف الإيراني، طهران لاحترام حقوق الإنسان، وعدم القيام بأعمال انتقامية ضد مواطنيها الذين يتعاونون مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان. 
وشهد اجتماع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان توافقًا بشأن إدانة ممارسات النظام الإيرانى خاصة فى مجال حقوق الأقليات.
كما سلط التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية عن حالة حقوق الإنسان فى دول العالم، الضوء على انتهاكات إيران لحقوق الإنسان، واصفا إياها بإحدى القوى المزعزعة للاستقرار بفعل تلك الممارسات.