الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل الحرب بديل الاتفاق؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السكوت عن الاتفاق النووى مع إيران، كما هو، كان الخيار الأسوأ مثل بلع الموس. وإلغاؤه الخيار الأقل إيلامًا، وهذا لن يعنى انفراجًا وسلامًا سريعًا، بل تحجيم النظام الذى سيحاول التمرد وتهديد دول المنطقة وتخويفها، بنشر المزيد من الفوضى والحروب. علينا أن ندرك أن الآتى لن يمر سهلًا وسريعًا. 
إذن... ما المكسب من وراء الإلغاء إن كانت له تداعيات تفتح المزيد من أبواب جهنم؟ 
إلغاء الاتفاق وإحياء العقوبات الاقتصادية يهدف إلى إعادة الجنى الشرير إلى قارورته وحبسه فيها، وحتى نلمس تغييرًا فى سلوكه فسيتطلب الأمر وقتًا وجهدًا. وعلى رائحة الخطر وقبل أن تبدأ العقوبات خسر التومان ثلث قيمته، وانسحبت شركة توتال من تطوير الحقول النفطية الإيرانية، وتتحدث إيرباص الأوروبية عن إلغاء صفقات الطائرات التى فرحت بها وسوقتها حكومة روحانى على أنها انتصار فى وجه خصومها. 
لا تستهينوا بالأزمة التى تواجه حكومة طهران ومخاوف النظام كله. قد تنتكس الأزمة داخليًا وتتسبب فى صراع داخلى بين قوى النظام نفسه، وقد تشجع الشعب الإيرانى على المزيد من التظاهر، وقد تكون النتيجة فى النهاية سقوط النظام بشكل ما! 
دول المنطقة تحتاج إلى سياسة فى مواجهة النظام المجروح، الذى سيحاول تصدير أزمته إلى الخارج ويشغل المزيد من الحروب. دول المنطقة لم تسع إلى نقل الحرب إلى داخله، ولَم تمول فتح جبهات خارجية ضده، وليس لها يد فى الاحتجاجات الشعبية المستمرة كل أسبوع فى كثير من المدن. إنما من حقها أن تدافع عن أمنها وأمن الإقليم بمواجهته فى سوريا واليمن، وإفشال مشروعه فى العراق ولبنان. 
ونتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى لبنان تؤكد أن طهران تسير بسرعة من أجل الإطباق على المنطقة بكل السبل. تحرير لبنان وسوريا وكذلك العراق من الهيمنة الإيرانية وإخراج النظام من اليمن مرتبطة بمحاصرته اقتصاديا والتضييق عليه. 
مواجهة النظام تدور على جبهات، إفشاله فى مناطق الحروب، ورفع الثمن عليه غاليا، والوقوف إلى جانب الشعب الإيرانى ودعمه معنويا، وهو الذى يخوض حربا سلمية. والضغط على الدول الأوروبية التى تريد الاتفاق ولا تبالى بالثمن الذى تدفعه دول المنطقة، عليها أن تتخذ موقفا معنا أو مع إيران. لأن ما تفعله يستهدف أنظمة المنطقة واستقرارها. والهدف من مواجهة أوروبا إرسال رسالة واضحة إلى طهران، والمزيد من الضغط على النظام بأن عليه أن يتوقف إن كان يريد البقاء، وأن إرسال صواريخه إلى الرياض وتدمير المدن الحدودية وقتل ستمائة ألف سوري، والتحريض ضد السلطة الفلسطينية، إعلان حرب تستوجب مواجهتها. 
هل من أمل فى سلام بعد هذا التصعيد الخطير مع إيران؟ الهدف من التصعيد والضغط والمقاطعة هو تعديل سلوك النظام، أما تغييره فأمر متروك للشعب الإيرانى الأقدر على الحكم عليه ومواجهته إن أراد ذلك. لا نريد أن ننتقد النظام الإيرانى على أفعاله ونحذو حذوه بزرع الفوضى وتغيير الأنظمة. 
نقلا عن «الشرق الأوسط»