الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حكايات من دفتر "الغلابة".. البنك الشعبي.. الحاجة زينب ملكة الجمعيات و"تسليك" الزنقات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حكايات 
من دفتر «الغلابة».. البنك الشعبي.. الحاجة زينب ملكة الجمعيات و«تسليك» الزنقات
تبلغ من العمر 50 عامًا.. وحكايات الستات دفعتها لتنظيم أول جمعية

مزنوق اعمل جمعية، و«الجمعية».. هى الفكرة التى اخترعها المصريون للتغلب على معاناتهم المادية وضغوط الحياة، ربما تكون الفكرة من الخارج بسيطة، ولكنها؛ تحوى معاناة الكثير من الداخل، كما أن تنظيمها يحتاج لمعاناة أكبر لا يستطيع أى شخص أن يتولى هذه المسئولية فلا بد من مواصفات معينة.
ويعود الفضل فى الأساس، إلى النساء للتغلب على ظروف معيشتهم ومصاريف منازلهم، حيث إن أغلب الأزواج يعتمدون على عقل المرأة المدبر فى حل أزمات مصاريف البيت. وجاءت فكرة «الجمعية» لتحل مثل تلك الأزمات.
الحاجة زينب، سيدة لم تحصل على مؤهل دراسى غير الابتدائية، تكاد تستطيع أن تفك الخط، وتبلغ من العمر ٥٠ عاما. يذهب الأهالى إلى الحاجة زينب بحكم علاقاتها الجيدة بالجميع، حيث جاءت فكرة أول جمعية لـ«الحاجة زينب» من خلال؛ «كلام الستات»، حيث جلساتها المستمرة التى تجمع النساء فى أوقات الفراغ لتروى كل واحدة منهم معاناتها مع الحياة ومشاكلها المادية، لتأتى الحاجة زينب بالحل؛ الجمعية أو «البنك الشعبي».
تقول الحاجة زينب: «مش أى حد يعرف يمشى الجمعية.. هى مش قصة تعليم، قصة عقل وخبرة فى الحياة.. بقدر أعرف مين ينفع يدخل جمعية ومين لا». استطاعت السيدة الحاصلة على الابتدائية حل الأزمات المادية لبعض جيرانها من خلال الجمعية.
وأضافت الحاجة زينب، أن الجمعية تتكون من مجموعة من الأشخاص التى تكون مصدر ثقة، ويربطهم مكان أو علاقة ما على الأقل مع مسئول الجمعية، ويتم تحديد أولوية من يحصلون عليها أول كُل شهر لأكثر شخص بحاجة إليها وتحكمه ظروف مادية أكثر صعوبة.
«فى قوانين بحطها كله بيمشى عليها».. قالتها الحاجة زينب، موضحة أن إدارة الجمعية تكون وفق شروط مُحددة حتى تتمكن من التغلب على المشكلات التى تواجهها فى الجمعية، على رأس تلك الشروط؛ أن من يريد الخروج من الجمعية لا يحق له استرداد ما تم دفعه إلا بعد انتهاء آخر اسم فى الجمعية، وأيضًا أن من يريد الاشتراك بأكثر من اسم، يأخذ اسمًا فى بداية الجمعية واسمًا فى آخرها.
وتؤكد الحاجة زينب، أن من أهم المشاكلات التى تسهم «الجمعية» فى حلها؛ تلبية متطلبات الشباب المقبل على الزواج، خاصة بعدما أصبحت تكاليف الزواج باهظة وتفوق قدراتهم، كما تُسهم الجمعية فى مساعدة الشباب لاستكمال شقته أو استكمال نواقص الفرح، كما أن هناك أيضًا سيدات يرغبن فى تجهيز بناتهن، وهناك من يحتاج إليها فى مواسم الأعياد والمدارس لكى يستطيع توفير متطلبات أولادهم لأن راتبهم لا تكفي.
وتنوّه الحاجة زينب، بأن بعض المرضى الذين فى حاجة إلى دواء أو إجراء عملية جراحية، فيضطرون الاشتراك فى جمعيات لحل تلك الأزمات، كما أن هناك أشخاصًا ينتظرون انتهاء الجمعية الأولى لتكرار واحدة أخرى لسد حاجتهم.
تنظم الحاجة زينب، جمعيات تصل ميزانيتها إلى ١٠٠ ألف جنيه. تقول: «بالكراسة بكتب كل حاجة». وبهذه الأشياء البسيطة استطاعت الحاجة زينب أن تحل أزمات العديد من الأشخاص فى قريتها، وهذا هو حال البنك الشعبى الذى اخترعته عقول النساء المصرية المدبرات. فكرة خرجت من عقول نساء بسيطة، ولكنها استطاعت التغلب على أزمات مادية كبيرة لبعضهم