الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"البوابة نيوز" ترصد معاناة قرية "الوادي" بطور سيناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من قيمتها التاريخية والأثرية والسياحية، ورغم أنه لا يفصلها عن العاصمة طور سيناء سوى بضعة كيلومترات، فإن الإهمال كان من نصيبها.. إنها قرية " الوادي " التابعة لمدينة طور سيناء ومدخل القرية الرئيسي المليء بالحفر والتكسير والخدمات المعدودة داخل القرية تجعلك تجزم بأن القرية لم يدخلها أحد من المسئولين.
وقرية الوادي يقطنها نحو 5 آلاف أسرة تعاني العديد من المشكلات، والتي تبدأ بالمواصلات والتي تظهر جليا في فترة المدارس وتنتهي بعدد غير قليل من المشكلات اليومية.
تقول إحدى السيدات والتي تقيم بقرية الوادي منذ أكثر من 18 عاما، أن أهالي الوادي طافحين الكوتة لقلة المواصلات، ولا يوجد وسيلة مواصلات بالوادي سوى التاكسي الذي يستغل الموقف وارتفعت أجرته من 20 إلى 25 جنيها، مشيرة أن الكثير من الأبناء لا يستكملون تعليمهم ويكتفون بالابتدائية والإعدادية فقط، بسبب قلة المواصلات وتكلفتها وعدم وجود مدارس مرحلة ثانوية بالوادي، ومعظم أهالي الوادي ناس غلابة ومتوسطي الحال، مضيفة أنها تنفق 30 جنيها يوميا على المواصلات في الموسم الدراسي لتوصيل حفيدتها إلى منطقة توشكى أقرب المناطق للوادي والتي تبعد نحو كيلو متر لتأخذ الدرس، لأنه لا يوجد مدرسين في الوادي، لافتة إلى أن أي مواصلة للوادي بالتاكسي لا تقل عن عشرة جنيهات وقديما كان لدينا صحة كنا نمشي ولكن الآن لم تعد لدينا صحة للمشي. 
لافتة أن أصحاب التاكسيات ترفض دخول الوادي خوفا على سياراتهم، لوجود تكسير بالطريق والشوارع لدخول المجاري، مطالبة المسئولين بالمرور إلزام سائقي التاكسي بضرورة وحتمية تشغيل عداد التاكسي.
وتساءلت: هل عجزت المحافظة عن توفير وسيلة مواصلات لأبناء الوادي من الطلبة والموظفين؟ فالقرية لا يوجد بها محال تجارية، مما يضطر الجميع للتوجه إلى المدينة لشراء مستلزمات الحياة اليومية، فهل يُعقل أن تكون هناك قرية كبيرة مثل الوادي ولا توجد بها سوق تجارية صغيرة.
وأضافت: أن الوادي ظلام دامس عند دخول المغرب والكل يسكن منزله حتى الصباح، ولا يستطيع الخروج، لقلة الأعمدة المضاءة فلا يوجد سوى 4 أعمدة عند مدخل الوادي ومثلهما في نهاية الوادي وباقي الوادي " كحل ".
وفي الوحدة الصحية والتي يوجد بها خدمة صحية تقدم على أكمل وجه رغم وجود 3 تخصصات فقط بالوحدة وهي الباطنة والأسنان والأطفال، إلا أن الوحدة تفتقد لوجود فرد أمن بالوحدة مما يعرض العاملين للمخاطر وخاصة في الليل من الفئة الضالة أصحاب الكيف الذين يسطون على الوحدة ليلا لأخذ السرنجات منها عنوة، فضلا عن أن مدير الوحدة الدكتور محمد حكيم يشغل وظيفة مدير وإداري يقطع التذاكر للمرضى بنفسه، وطالب أهالي القرية بضرورة زيادة التخصصات الطبية بالوحدة الصحية وخاصة تخصص النساء.
وأكد النائب غريب حسان عضو مجلس النواب عن دائرة طور سيناء أن قرية الوادي مهملة ولا أحد ينظر إليها رغم أن الجهاز التنفيذي وعد بحل مشاكل الوادي خلال 3 شهور ولم تحل حتى الآن، مطالبا المسئولين بسرعة رصف مدخل قرية الوادي المتهالك منذ أكثر من 4 سنوات ودعا المسئولين أيضا لإنارة الأعمدة.
وتضيف أم سعيد من أهالي الوادي قائلة «إن القرية تحتاج لفرن آخر بجانب الفرن الوحيد بالقرية وسوق خضار موضحة أن كل من يحتاج الخضار أو الفاكهة عليه أن يتوجه إلى المدينة وعليه أن يبحث له عن وسيلة مواصلات وفي أغلب الأحيان يضطر لأخذ تاكسي أجرته وصلت إلى 25 جنيها لافتة أن أهالي قرية الوادي ظروفهم صعبة ومعظمهم محدودي الدخل، كما طالبت بضرورة إنشاء إسكان اقتصادي مثل قرية الجبيل ولا يكتفي بالإسكان البدوى، بل يجب أن يتم إنشاء عمارات سكنية للشباب المقبل على الزواج.موضحة أن هناك مئات البيوت تتعرضت للدمار في الشتاء بعد أن تعرض الوادى لسيل خفيف، فهل ننتظر أن تقع كارثة وتهدم بيوتا فوق رءوس ساكنيها، كما طالبت بعمل سدود حماية وإعاقة للسيول لأن الوادي يقع فى مخر السيول.
وفى سياق متصل، يقول الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان المدير العام للبحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، إن قرية الوادي بها آثار ترجع للعصرين الإسلامي والقبطي، وأضاف أن دير الوادي بطور سيناء أجمل الأديرة المكتشفة بسيناء فهو بحق تحفة معمارية فريدة ويقع بقرية الوادي التي تبعد 6كم شمال مدينة طور سيناء، ويجاوره على بعد 200م بئر ذي مياه عذبة يطلق عليها بئر يحيى وعلى بعد 3كم من هذا، ويوجد بمكتبة دير سانت كاترين قطعة من الرق (الجلد) جاء فيها (أن المهندس الذي أنشأ دير القديسة كاترين بنى أولا كنيسة مار أثناسيوس ودير راية وكنيسة على رأس جبل المناجاة، ثم دير طور سيناء
والمقصود بدير راية هنا هو الدير الموجود بمدينة رايثو القديمة (طور سيناء) وهو دير الوادي بطور سيناء الذي بنى في عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادي.
ويشير ريحان إلى أنه من الضروري استغلال الدير الموجود في قرية الوادي سياحيا لخلق مزار سياحي جديد في جنوب سيناء ينعش القرية ومدينة طور سيناء.