الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل بالجولان تستحوذ على آراء كُتاب المقالات

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حازت الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط على اهتمامات كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم /الجمعة/، حيث سلط الكتاب الضوء على المواجهة العسكرية التي نشبت بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية وتناولوا بالتحليل تداعياتها على تعقيد المشهد في المنطقة.
كما سلط كتاب المقالات الضوء على الانتصار الدبلوماسي الذي حققته جامعة الدول العربية، بقيادة أمينها العام أحمد أبو الغيط، على إسرائيل ومنعها من التقدم للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
وتحت تساؤل (هـل تخطط إسرائيل وأمريكا لمحاربة إيران على الأرض السورية؟) وصف الكاتب الصحفي جلال دويدار، في عموده المعنون بـ"خواطر" في صحيفة "الأخبار"، ما أقدمت عليه إسرائيل من عدوان إثر إطلاقها صواريخ ضد سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس بأنه "جر شكل نحو حرب عاتية جديدة في الشرق الأوسط".
واعتبر الكاتب أن إسرائيل بهذا العمل الذي وصفه بـ"الإجرامي الفاجر" تضع إيران أولا ثم روسيا في موقف محرج لا يحسدان عليه، وذلك انطلاقا من تواجد هاتين القوتين علي الأرض السورية لدعم وحماية النظام السوري الذي يدافع عن وجوده وعن وحدة وسيادة الدولة السورية.
ورأى أن إسرائيل - بهذا العدوان - تتعمد أن تدفع منطقة الشرق الأوسط إلى حرب مدمرة جديدة، قائلا: "لا يمكن أن يكون لدى إسرائيل هذه الجرأة الخطيرة إلا إذا كانت قد حصلت على الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية التي يقودها ترامب باستراتيجية وفكر المغامرة والمقامرة والعشوائية وعدم المسئولية".
واستطرد بالقول: "ليس من تفسير لهذا التوجه الجنوني سوى الدفع بالشرق الأوسط، بل والعالم إلى مواجهات لا يعلم إلا الله وحده ما يمكن أن تصل إليه تداعياتها. 
وعبر الكاتب عن أسفه لغياب الشرعية الدولية في ضوء تلك الممارسات، مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية استهدفت تغييب الشرعية الدولية وعدم المبالاة بمواثيقها على مدى عقود لصالح نزعات إسرائيل العدوانية، متسائلا عن طبيعة هذا العدوان الإسرائيلي المدعوم بالطبع أمريكيا.
كما اعتبر أن هذا العدوان الإسرائيلي يندرج تحت بند الاستفزاز لكل من إيران وروسيا بهدف جرهما إلى مواجهة مع إسرائيل وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية، محذرا من أن "السكوت على هذا العدوان وعدم الرد عليه سوف يؤدي إلى مزيد من العدوانية الإسرائيلية القائمة على مزيد من التمزق والضياع للدولة السورية".
ولفت إلى أن ما تقوم به إسرائيل يؤكد -بما لا يدعو لأي شك- دعمها ومساندتها لجماعات الإرهاب والمتمردين الذين يعملون ضد النظام السوري ويخدمون في نفس الوقت المصالح الإسرائيلية، وقال: "هذا الموقف يتوافق مع توجهات أمريكا وبعض الدول الأوروبية وتركيا بالإضافة وللأسف إلى بعض الدول العربية أيضا".
ونبه الكاتب إلى أن هذه التطورات المأساوية يتحمل خسائرها موتًا وخرابًا الشعب السوري إذا لم يتم لجمها والسيطرة علي مجرياتها.
وأجمل الكاتب كلامه بالقول: "إن إسرائيل تستهدف من هذه الممارسات الخرقاء ليس حماية نفسها.. إنها بذلك تعمل على تفعيل للحقيقة التي تقول إن أي كارثة تلحق بالعالم لابد أن تكون وراءها الصهيونية العالمية التي كانت المخطط والداعم لوجودها.. وهل هناك فرصة لإنقاذ العالم من هذا المخطط الأهوج".
وفي عموده بعنوان (غدًا.. أفضل)، قال الكاتب الصحفي ناجي قمحة، في صحيفة (الجمهورية) "لم ينتظر نتنياهو طويلًا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني. وبدأ - على الفور - في تنفيذ مخطط جرى إعداده مسبقًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة تتقدمهم إسرائيل بهدف تحويل ميزان القوى الحالي في سوريا من انتصار مؤكد للجيش العربي السوري على الجماعات الإرهابية التابعة لأصحاب هذا المخطط إلى موقف عسكري معاكس يعطي قبلة الحياة لما تبقي من هذه الجماعات خاصة في الشمال السوري، ويسمح لها بامتلاك موقف مؤثر في المفاوضات المقبلة حول تقرير مصير سوريا".
ورأى الكاتب أن إسرائيل تتولى - في الوقت نفسه - عملية تصفية ما يسمي بالوجود العسكري الإيراني في سوريا وتقليص قدرة الجيش العربي السوري على الانطلاق لتحرير بقية الأرض السورية من سيطرة الجماعات الإرهابية بعد معاناة 7 سنوات من الحرب والقتل وتشريد الشعب السوري وتدمير مقدراته وقدراته العسكرية والاقتصادية لصالح إسرائيل وحلفائها وعملائها في المنطقة. 
وأردف قائلا: إن هذا المخطط يراعي - حتى الآن - عدم الاصطدام بالوجود الروسي في سوريا لما قد يسببه هذا الصدام من أخطار حرب عالمية، مكتفيًا بإظهار عجز روسيا عن حماية الوجود الإيراني إذا كانت لديها النية في ذلك، وهذا ما أظهرته زيارة نتنياهو المفاجئة لموسكو ولقاؤه بالرئيس بوتين وتصريحه عقب اللقاء بأنه لا يقلق من رد روسي على حربه ضد إيران على الأراضي السورية، بينما تكتفي التصريحات الروسية بالتعبير عن الاستياء".
وختم الكاتب مقاله بالقول "إن ذلك يأتي في وقت تتبادل فيه الصواريخ عبر الجولان بين إيران وإسرائيل بعد أن "أشعل ترامب النار وأطلق الرصاصة الأولي في حرب جديدة المستفيد الوحيد فيها هو نتنياهو ما دام العالم العربي ممزقًا ".
أما الكاتب الصحفي علاء ثابت، رئيس تحرير صحيفة (الأهرام)، فأعرب - في مقال بعنوان (ماذا بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؟!) - عن قلقه من طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارة الملفات التي تخص المنطقة العربية، منها قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران.
ورأى الكاتب أن الرئيس الأمريكي "لا يمتلك رؤية واضحة للخطوات التالية، ولا يلقى بالا بحلفاء أمريكا سواء في أوروبا أو المنطقة، بل لم يلتفت إلى منتقديه والمعترضين على الانسحاب من الاتفاق داخل الولايات المتحدة"، معتبرا أنه إذا كانت دول المنطقة قلقة من السلوك الإيراني وتمدد نفوذها، فإن طريقة احتواء هذا النفوذ، خاصة برنامجها الصاروخي، يجب أن تتم بالتنسيق مع الدول المعنية في المنطقة، وأن تكون هناك حزمة من الإجراءات البديلة التي تضمن تحقيق الهدف، وليس مجرد إلغاء اتفاق قد يسهل لإيران امتلاك السلاح النووي أو يزيد من معدل التوتر الخطير، ويمكن أن يؤدى إلى اندلاع حرب واسعة تلحق الدمار بالمنطقة، بدلا من إنقاذها وإزالة مخاطر التهديد عنها.
ونوه الكاتب ببيان الخارجية المصرية الذي أشار إلى هذا القلق المشروع، ونبه إلى مخاطر الانزلاق إلى صراعات دولية وإقليمية لا تحتملها المنطقة، ولهذا فإن على الدول العربية ألا تكتفى بالتأييد أو الرفض أو الصمت، وإنما عليها أن تسعى لوضع رؤية شاملة، وتأخذ بأيديها زمام المبادرة في القضايا المتعلقة بأمن ومستقبل المنطقة، لأن المزيد من الانقسام الدولي والإقليمي سوف يلحق الضرر بشعوب المنطقة التي لا يبدو أن ترامب يضعها في حساباته، خصوصا أنه سيقدم قريبا على تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس غير عابئ بمواقف الدول العربية، وهو ما سيصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة، بينما فرص السلام تتراجع، في ظل هذه السياسة الأمريكية المتخبطة وغير المدروسة.
وأكد الكاتب ضرورة وجود توافق عربي ودولي من أجل نزع السلاح النووي في المنطقة، ووقف التدخلات الإقليمية والدولية، وحل الأزمات بالمفاوضات، استنادا إلى القانون الدولي ومصالح شعوب المنطقة. 
وتحت عنوان (انتصار سياسي عربي جديد على إسرائيل) كتب ثابت في صحيفة الأهرام - أيضا - "قصة حقيقية دارت أحداثها في عدد من قارات العالم، وأدارتها الجامعة العربية ونجحت في إسقاط الحلم الإسرائيلي، بالحصول على عضوية مجلس الأمن لأول مرة، لتحصد انتصارا يكرس احتلالها للأراضي العربية ويقوى شوكتها في أي جولة مفاوضات قادمة، لتستثمر وجودها في مجلس الأمن، وتعتلى منصته لتروج لصورة إسرائيل الداعمة للأمن والسلم الدوليين، وهو رسالة وهدف مجلس الأمن.
وأضاف أن القصة تبدأ بتكثيف إسرائيل جهودها الدبلوماسية في إفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا، لتأييد طلبها بالحصول على العضوية الدورية لمجلس الأمن مقدمة إغراءات لهذه الدول، سواء في المشاركة في المشروعات أو منح وعود أو تسهيل حصولها على قروض أو بعض المنح من دول وجهات دولية تحظى إسرائيل بمكانة فيها، وترتبط بها بعلاقات وثيقة، وتستغل روابطها بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول القوية والداعمة لإسرائيل، لتضفي على نفسها قوة أكبر، وتستغلها لاكتساب المزيد من النفوذ والتأثير.
وتابع إن الجامعة العربية لاحظت ذلك ورأت فيه خطرا يهدد بحصول إسرائيل على المزيد من المكاسب على حساب الحقوق العربية، ونسقت الجهود بين دولها لتغطى الساحة التي تتحرك فيها إسرائيل، وأجرت اتصالات بالدول، التي تركز على الاتصال بها، وتوضح ضرورة منع إسرائيل من اعتلاء منصة مجلس الأمن، بينما تحتل أراض عربية، وتعرقل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وتماطل لسنوات طويلة، تواصل فيها بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتستهلك المزيد من الأراضي، وتحاول ضم الجولان السوري، وتهويد مدينة القدس، التي حاولت مع الولايات المتحدة تكريس احتلالها، وفرض أمر واقع جديد على القدس، ينزع هويتها العربية الفلسطينية.
واستطرد الكاتب قائلا: إنه رغم الخلافات العربية فقد نجحت الجامعة، بقيادة أمينها العام أحمد أبو الغيط، في تحقيق واحدة من أهم العمليات الدبلوماسية الناجحة، أهم ما يميزها هو اشتراك العديد من الدول العربية الشقيقة في تحقيق هذا النجاح، وتناسى الخلاف عند وجود هدف مشترك، ومنعت إسرائيل من التقدم للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن بعد أن تأكدت من نجاح الجهود العربية في إحراجها، وسحب البساط من تحت أقدامها، وربط التزام إسرائيل بالمواثيق الدولية، وقرارات مجلس الأمن بأي خطوة للتقدم نحو هذا المقعد، لتتحول أحلام إسرائيل وأملها في حصد مكسب جديد إلى خسارة أعادت طرح الخروقات الإسرائيلية للقوانين الدولية، وعدم تنفيذ القرار 242 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وما تلاه من قرارات تؤكد الحقوق العربية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المناهض للقرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس باعتبارها مدينة فلسطينية محتلة.
وخلص الكاتب إلى أن العرب يمتلكون الكثير من القدرات، ويمكن أن يحققوا المزيد منها "لو أحسنوا التنسيق واستفادوا من تجمعهم ووحدتهم، ولو حدث لقدموا ما هو أكثر لمصلحة بلدانهم ولجموع العرب"، معتبرا أن الانتصار السياسي على إسرائيل يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لاستعادة التماسك العربي الضروري لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، ليكون للعرب كلمتهم الموحدة والقوية، التي ستعمل لها القوى الدولية ألف حساب، إذا ما استثمر العرب نقاط قوتهم.