الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الموسيقى".. أسسها "الفراعنة" ورسختها الكنيسة

هاني شنودة
هاني شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هانى شنودة: لحن زفاف العروسين أصله فرعونى.. وهناك خلط بين العقيدة والثقافة.. وداود النبى أول موسيقى فى الكتاب المقدس

«أغنى للرب فى حياتى، أرنم لإلهى ما دمت موجودًا فيلذ له نشيدى، وأنا أفرح بالرب».. بهذه الكلمات تغنى داود النبى فى سفر المزامير بالكتاب المقدس، ويعد النبى داود الشاعر الأول والمرنم فى المسيحية، وكان يجيد العزف على الأوتار وفق ما ذكر بالكتاب المقدس، ولكن بعد توليه المُلك صارت لديه فرقة موسيقية من العازفين والمرنمين.. استعان كثيرون من المتابعين للملف القبطى بهذه الكلمات للرد على ما أثير مؤخرًا على الساحة القبطية حول الألحان القبطية، وما إذا كان بعضها مأخوذًا عن الفراعنة، وهو الأمر الذى أثار حفيظة البعض، حيث أكد الموسيقار هانى شنودة أن هناك ألحانًا أصلها فرعونى، مشيرًا إلى أن الكنيسة حفظت الألحان وتداولتها منذ ألفى عام.

النبى داوود
يقول الموسيقار هانى شنودة، إن الألحان القبطية تعتبر من التراث الروحى الخالد، وهى من المعجزات التى يقف التاريخ أمامها بالرغم من مرور ألفى عام عليها، فإنها ما زالت متأصلة فى أفواه المترنم.
وأضاف أن النبى داواد يعتبر أول من لحن فى الكتاب المقدس، وكان لديه أكثر من 60 شخصًا يساعدونه، وهذا العدد يفوق عدد الملحنين فى الأوركسترا، فهؤلاء جميعًا مجدوا الرب بالمزمار وبصنوج حسنات الصوت، وقد استخدموا النحاس الصافى فى صناعة الدف مضافًا عليها جرامات قليلة من الذهب؛ وهذه الخلطة هى السر وراء الصوت النقى الصادر من الدف، وحتى لا ننسى تراثنا ففى العصر الفرعونى كانت هناك الألحان الفرعونية التى جاءت قبل دخول المسيحية إلى أرض مصر ونتيجة لاتباع «التواتر» نظام التوارث أدى إلى حفظ تلك الألحان، وتم نشرها عن طريق العريف «وهذا الشخص يرجع له الفضل فى نشر هذه الألحان»، حيث كان يعلنها فى شكل مجموعات تتكون من 3 أو أربعة أشخاص بالتتابع، وكان له العديد من السمات، أهمها أن يكون حسن الصوت، ويتميز بآذان موسيقية يستطيع من خلالها تمييز «النوت» أى الألحان الصوتية.

الفرعونية ملك للمسيحى والمسلم
وأضاف شنودة، أن هناك خلطًا ما بين العقيدة والثقافة، فالألحان الفرعونية ملك للمسيحى والمسلم، لأنها تراث مصرى، والعقيدة تختلف عن التراث الفكرى، وهذا التراث إذا تخلينا عنه يؤدى إلى اختفاء مصريتنا من العالم، وهناك عبارة مشهورة تقول: «إن مصر هبة النيل»، ولكن هذه العبارة خاطئة «فمصر هبة الموروث الثقافى»، وليست هبة النيل، لأننا ما زلنا متمسكين بتراثنا المصرى، وهناك الكثير من الألفاظ الفرعونية ما زلنا نستخدمها إلى اليوم، مثل «حتتك بتتك، لحم وعظم، كانى ومانى، سمن وعسل».
وعن تطور الألحان والترانيم الكنسية قال شنودة: كان كل شىء جميلًا قبل ظهور الكاسيت، ولكن مع ظهوره قلل من شأن الأغانى والألحان، حتى إن هناك الترانيم التى اختلفت من طائفة إلى أخرى ما عدا الطائفة الإنجيلية، التى تتميز بأن لديها ترانيم موحدة يتم تعميمها على مستوى كنائسها واختلافها، وفى الطائفة الأرثوذكسية يرجع إلى زخم المنشدين والمرتلين، والبعض منهم اتخذها مصدر رزق أى أنه لا يهتم بالجوهر أكثر من الاهتمام بالبيع والكسب من ورائها.
مؤكدًا أن الألحان التى وجدت منذ العصر الفرعونى لم تختلف عن ألحان اليوم فى القرن الواحد والعشرين بالكثير، ومنا لا يعرف أن اللحن الذى يستخدم فى زفة العريس والعروسة فى الأفراح هو اللحن منذ العصر الفرعونى. 

لا للحلال والحرام
وأشار شنودة إلى أن الألحان فى العام لا يجب تمييزها بالحرام أو الحلال، فاللحن فى العموم لا يقبل هذا التصنيف، وليس عليه عيب فلا توجد ديانة لا تقوم على الألحان، لأنه يعتبر من الركائز لأى ديانة، فالمسيحى ينشد إسلاميًا، ويمدح فى الرسول، كما أن الإسلامى ينشد مسيحيًا، ويمدح فى العذراء مريم وجمالها وصفاتها، وهو ما يسمى بـ«الإنشاد الدينى».