الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف أوقعت المخابرات العراقية بمقربين من "البغدادي"؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمرارا للضربات الموجعة للإرهابيين في بلاد الرافدين، كشف المستشار الأمني للحكومة العراقية، هشام الهاشمي، تفاصيل الإيقاع بعدد من كبار القادة في تنظيم "داعش" في الأيام الأخيرة.
ونقلت "رويترز" عن الهاشمي، قوله، الخميس الموافق 10 مايو، إن ضباطًا في الاستخبارات، استخدموا تطبيقا على هاتف أحد مساعدي زعيم داعش أبو بكر البغدادي، للإيقاع بأربعة آخرين من كبار قادة التنظيم.
وتابع "السلطات التركية ألقت القبض على إسماعيل العيثاوي المعروف كذلك بكنيته أبو زيد العراقي في فبراير الماضي، وسلمته إلى مسئولين في الاستخبارات العراقية".
وأضاف "العيثاوي مساعد مباشر للبغدادي، وكان مسئولا عن التحويلات المالية إلى الحسابات المصرفية لفروع التنظيم الإرهابي في عدة دول".
وأوضح الهاشمي أن "ضباط الاستخبارات العراقية استخدموا تطبيق تليجرام للرسائل على هاتف العيثاوي للإيقاع بقادة آخرين من التنظيم، واستدراجهم لعبور الحدود من سوريا إلى العراق، حيث ألقي القبض عليهم".
وتابع "العملية تمت بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، والاستخبارات التركية"، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" على جانبي الحدود السورية العراقية.
وأشار المسئول العراقي، إلى أن "من بين المقبوض عليهم، صدام الجمل، وهو سوري كان والي منطقة شرق الفرات في التنظيم الإرهابي"، واصفا العيثاوي والجمل بأنهما أبرز شخصيتين يتم اعتقالهما من داعش.
وتابع أن ضباط الاستخبارات العراقية والأمريكية تمكنوا، بعد القبض على العيثاوي، من الكشف عن الحسابات المصرفية للتنظيم، وجميع الشفرات التي كان يستخدمها.
وإلى جانب العيثاوي والجمل تم اعتقال ثلاثة قادة ميدانيين هم السوري محمد حسين القدير والعراقيان عمر شهاب الكربولي وعصام عبد القادر الزوبعي.
وأشار الهاشمي إلى أن "الحبل يضيق حول البغدادي زعيم داعش واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي".
وكان جهاز المخابرات العراقي، أعلن الأربعاء الموافق 9 مايو، إلقاء القبض على 5 قيادات في تنظيم داعش الإرهابي، بعد استدراجهم من سوريا.
وقال الجهاز، في بيان نشرته وسائل الإعلام العراقية، إنه "استدرج 5 قيادات داعشية من سوريا إلى داخل العراق، وألقى القبض عليهم، إلا أنه لم يكشف تفاصيل أخرى. 
وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن في 19 إبريل الماضي، عن تنفيذ سلاح الجو العراقي ضربات ضد مواقع تعود لتنظيم "داعش" في سوريا، قرب الحدود مع العراق.
وكشفت وزارة الداخلية العراقية، في 22 إبريل الماضي، أسماء بعض قيادات تنظيم "داعش"، الذين لقوا مصرعهم في الضربة الجوية داخل سوريا.
ونقل موقع "بغداد بوست" عن الوزارة، القول في بيان حينها، إن بين القتلى الدواعش الـ36 في الضربة الجوية، قياديون، هم "أبو إسلام – أبو طارق الحمداني – أبو مريم العكاوي – أبو حسين وهو مصاب مبتور الساق– أبو ياسر – أبو جعفر".
وأضافت الوزارة أن "القوة الجوية العراقية وجهت عبر طائرات إف - 16 ضربات ضد داعش داخل الأراضي السورية، أسفرت عن مقتل 36 إرهابيا".
ويبدو أن الضربات السابقة أربكت كافة مخططات داعش، الذي كان يراهن على تكثيف عملياته الإرهابية لعرقلة الانتخابات البرلمانية العراقية في 12 مايو.
وزاد من وطأة هذه الضربات، أن خسائر التنظيم في الأيام الأخيرة لم تقتصر على اعتقال وقتل عدد من كبار قادته وعناصره، بل إنه أذرعه الإعلامية، تلقت هي الأخرى صفعة قوية. 
ففي 27 إبريل الماضي، أعلنت الشرطة الأوروبية "يوروبول"، ومقرها لاهاي في هولندا، أنها شنت الأربعاء والخميس الماضيين، عملية إلكترونية "غير مسبوقة"، أتاحت شل الوكالات الدعائية الرئيسية، لتنظيم "داعش" الإرهابي، على الإنترنت.
ونقلت "فرانس برس" عن الشرطة الأوروبية، القول في بيان، إن العملية الإلكترونية نفذتها الشرطة الأوروبية والأمريكية، وأتاحت شل المواقع الإلكترونية للتنظيم الإرهابي، لوقت عير محدد.
وتابع البيان "عبر عملية التعطيل هذه، التي استهدفت منصات إعلامية كبرى تابعة لتنظيم داعش، تم اختراق قدرة التنظيم على بث ونشر المواد الإرهابية""، موضحا أنه تم التركيز على استهداف وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، والتي يستخدمها لإعلان تبني اعتداءات والدعوة إلى تنفيذ هجمات.
وأشار البيان إلى أنه تم تنسيق عملية "التعطيل المتزامنة والمتعددة الجنسيات"، عبر مقر "يوروبول" في لاهاي، وبدعم من "يوروجاست"، وهي الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في الملفات الجنائية.
وقال روب وينرايت رئيس "يوروبول" في البيان: "بهذه العملية غير المسبوقة سددنا ضربة كبيرة لقدرة تنظيم داعش على نشر الدعاية عبر الإنترنت ودفع الشباب في أوروبا إلى التطرف".
وأفادت "يوروبول" أن عناصر شرطة بلجيكيين وكنديين وفرنسيين وهولنديين ورومانيين وبريطانيين وأمريكيين ساهموا في هذا "المجهود المنسق الرامي إلى منع تنظيم داعش من نشر دعايته الإرهابية لوقت غير محدد".
وتابعت "الهدف هو زعزعة الجهاز الدعائي التابع لتنظيم داعش بشكل قوي، والتعرف على المشرفين على هذه الخوادم، والقبض عليهم من خلال مصادرة الخوادم المستخدمة لبث دعاية التنظيم، وإغلاقها"، مشيرة إلى أن العملية الإلكترونية، التي جرت الأربعاء والخميس، هي المرحلة الأخيرة من حملة بدأت عام 2015.
واستطردت "بينما ضبطت الشرطة في كل من هولندا وكندا والولايات المتحدة خوادم، تمت مصادرة مواد رقمية في كل من بلغاريا وفرنسا ورومانيا".
وجاء تعطيل المواقع الداعشية في وقت يئن فيه التنظيم تحت وطأة مقتل عدد كبير من العاملين فيما يعرف لديه بـ"ديوان الإعلام"، على إثر المعارك، التي خاضها التنظيم في العراق وسوريا العام الماضي، ومني فيها بخسائر فادحة، ما دفعه لإطلاق حملة عبر "التليجرام"، لجذب عناصر جديدة في مجال الدعاية والإعلام.
ففي 20 يناير الماضي، نشر التنظيم الإرهابي تعميما عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، دعا فيه للالتحاق بصفوفه في مجالات الدعاية والإعلام، أكد أنه يجب على المتقدم أن تكون لديه خبرة في كل من "التصميم، والمونتاج، وكتابة المقالات، والسيناريو، بالإضافة إلى الإعلان عن حاجته لمدققين لغويين، وتقنيين، ومنشئين حسابات في مواقع التواصل، وذلك وفق ما أطلق عليه "أنه من باب طاعة لله ولولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرقة والتشتت"، حسب زعمه.
وبالاضافة إلى ما سبق، لجأ التنظيم لما يسمى النت الأسود أو شبكة النت السوداء، في محاولة لامتصاص الضربات المتتالية لمنابره الإعلامية وعلى رأسها وكالة أعماق.
فالتنظيم الإرهابي لديه نوعان من وسائل الإعلام، الأول، يعرف بـ"المتاح"، كمواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك وتويتر وتليجرام وسناب شات"، والنوع الثاني، الإعلام غير المتاح للجمهور بصفة عامة، ومن يستطيع التعامل مع هذا النوع، هم المحترفون للتكنولوجيا ويسمى، لدى التنظيم "دارك نت"، أي النت الأسود أو شبكة النت السوداء.
وتطبيقات شبكة الإنترنت السوداء، التي يمتلكها "داعش" سرا، عبارة عن تطبيقات تواصل اجتماعي، لكنها غير متاحة للأشخاص العاديين، لأنهم لا يستطيعون التعامل معها، ومنها تطبيق يسمى Alrawi، وآخر يسمى apk، وثالث يسمى the alrawi app"، وهذه التطبيقات سرية، لأنها غير متداولة، ويستخدم التنظيم الإرهابي "داعش" تلك التطبيقات في الدعاية ونشر أفكاره المتطرفة، وتجنيد مجموعة من العناصر الإرهابية وضمهم في صفوفه.
وقال مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن داعش خسر كما هائلا من الوسائل الإعلامية، التي كان يعتمد عليها في إرهابه.
وأضاف غباشي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن داعش كان يعلم أنه من الممكن أن يخسر وسائله الإعلامية، فأعد بديلا إعلاميا سريا له، وغير متداول، حتى يستطيع أن يمارس طقوسه الإرهابية بحرية تامة بعيدا عن أعين الأمن، إلا أنه لن ينجح في ذلك.
وبدوره، قال عبدالشكور عامر، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "داعش" أصبح تنظيما هشا وضعيفا لا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى التهديدات. 
وأضاف عامر في تصريحات لـ" البوابة نيوز"، أن "داعش" لديه عجز كبير في العناصر الإرهابية، وأن محاولاته للعودة إلى الساحة من جديد ستفشل.