الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"صدق أو لا تصدق".. ضرب وسحل رضيع بإحدى حضانات الإسماعيلية.. أستاذ طب نفسي: يجب أن تخضع المربية لاختبارات عقلية.. وأخصائي اجتماعي: أزمة مجتمع وعلينا معالجتها

الدكتور جمال فرويز،
الدكتور جمال فرويز، استاذ الطب النفسي، بجامعة القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضرب وسحل الأطفال في الحضانات، تكرر كثيرًا خلال الآونة الأخيرة، وذلك بعد انتشار الحضانات بشكل غريب دون رابط وضابط، وفي ظل غياب الرقابة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي.

طفل الإسماعيلية، الذي يبلغ من العمر عاما ونصف العام، تم ضربه في إحدى الحضانات، وكأنه في سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، فهل من عاقل يصدق أن طفلا هذا عمره يضرب؟ هذا حدث من مشرفة حضانة تجاه طفل بريء.
غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي تابعت الموضوع باهتمام شديد فور استغاثة إحدى الأمهات بمحافظة الإسماعيلية بمديرية التضامن الاجتماعي بعد ضرب طفلها الصغير، وقامت وكيل الوزارة بالإسماعيلية بالتحرك الفوري ببحث الشكوى، وتبين أن الحضانة غير مرخصة، وقامت أسرة الطفل بتحرير محضر في قسم الشرطة ضد الحضانة، وتم التواصل فورًا مع رئيس الحي من جانب المديرية بشأن اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية لإغلاق الحضانة.

في هذا السياق قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، بجامعة القاهرة إن عملية تربية الأطفال خاصة من الغرباء يجب أن تكون مناسبة وملائمة جدًا بحيث إن عملية التربية تكون حساسة للغاية وتحتاج لعناية فائقة، لأن الطفل لا يستطيع التعامل مع جميع الأشياء وحده، ويجب أن يكون المسئول عنه يستطيع التعامل مع كل شيء ويتحمل تصرفات الطفل أيا كانت.
وأكمل "فرويز": "يجب أن يكون هناك ملائمة للشخص نفسيًا للقيام بعمل ما أي كان هذا العمل، فمثلا في حال مربية الحضانة أو المعلمة فيجب أن تكون مؤهلة نفسيًا لتحمل الطفل بجميع تصرفاته بحيث إن شخصية الطفل من الممكن أن تكون مختلفة عن شخصية الطفل الآخر، فمثلا تجد طفلا عصبيا وكثير البكاء وتجد طفلا هادئا ويجلس ويلعب في صمت".
واضاف "فرويز": "من المفترض أن تخضع مربية الحضانة لاختبارات نفسية لاختبار مدي قدرتها على إدارة حضانة وتحمل الأطفال والتعامل معهم، كما يجب أن يكون باستطاعتها التحكم بالذات ضد الانفعالات، وفي حال الواقعة التي حدثت بضرب معلمة لطفل عام ونصف العام يدل أنها لا تستطيع التحكم في ذاتها ولا تمتلك أي قدرة للسيطرة علي نفسها". 

وقال محمد حسن، أخصائي اجتماعي، أنه من المفترض أن مشكلة إهمال دور الحضانة لن تُحل برقابة وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس الأعلى للطفولة والأمومة فقط، وإنما هي مشكلة اجتماعية بحتة يجب أن يعالج المجتمع نفسه بنفسه وأن نحافظ على القيم الأخلاقية التي نربي عليها أبناءنا، وأن يكون الضمير أساس تعاملنا مع أي شيء.
وأضاف "حسن" أن المعلمات والمربيات في الحضانات يتقاضون أجورا مقابل خدمتهم ورعايتهم للأطفال فيجب أن يكونوا علي قدر المسئولية وأن يتولوا رعايتهم كأنهم أهله، في هذا الوقت فقط سنكون مطمئنين على أبنائنا في الحضانات، كما يجب أن تكون الرقابة صارمة بالنسبة لإدارة الأسرة والطفولة بحيث لا يكون هناك مجال للتحايل على القوانين.
وأكمل "حسن": "عندما نلقي الضوء على وزراة التضامن الاجتماعي سنجد أنها تحتوي إدارة مهمة وهي "إدارة الأسرة والطفولة"، وهي المنوط بها استخراج التصاريح بدور الحضانة، إذًا مديرية التضامن الاجتماعي يجب عليها هنا ألا تستخرج التصريح إلا عند توافر الأسس والمبادئ المؤكدة أن مبنى الحضانة صالح من الناحية البنائية، ومن حيث القوى البشرية".