السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فريدريش شيلر.. الشاعر الثائر

فريدريش شيلر
فريدريش شيلر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأرواح العظيمة تعاني في صمت".. هكذا عبَّر الشاعر الألماني الكبير فريدريش شيلر، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، عن معاناة اختبرها على مستويات عدّة، فمثله مثل كل فنان كان يعاني روحيًا بسبب قلبه الظاميء إلى الحرية، والخلود، والجمال اللا نهائي، فضلًا عن معاناته الاجتماعية، فلم يكن شيلر هو شاعر البلاط الذي يستحسنه الأمراء والنبلاء، كـ"جوته" مثلا، الذي حبته الطبيعة كل شيء، كما صرَّح شيلر، وإنما كان شخصًا في حاجة إلى الكفاح بنفسه.
ولد شيلر في 10 نوفمبر عام 1759 في "مارباخ"، تلك المدينة الواقعة علي نهر النيكار في جنوب ألمانيا، وكان والده ضابطا وطبيبا في جيش الدوق "كارل أويجين" في مدينة شتوتجارت، وكانت والدته ذات نزعة دينية، فرسَّخت في نفسه حب الدين والأخلاق والمثل العليا، وقد التحق في طفولته وصباه بمدرسة القرية في "لورش"، ثم التحق بعد ذلك بالمدرسة اللاتينية في "لودفيكسبورك"، وبعد أن أنهى دراسته فيهما أعرب عن إرادته في دراسة اللاهوت، ولكن آماله تلك فشلت بسبب الدوق "كارل أويكن"، الذى فرض عليه دخول الأكاديمية العسكرية.
بدأ شيلر بعد ذلك في كتابة مسرحيته الأولى "اللصوص"، تحت تأثير أفكار عصر الأنوار، وفي هذه المسرحية يجسِّد رفضه المطلق للسلطة المطلقة، ونزوعه نحو تحرُّر الإنسانية من الاضطهاد والظلم الاجتماعي، وبذلك بات من الممثلين الأساسيين لأفكار حركة العاصفة والاندفاع، تحت شعار "روحي ظامئة إلى الحرية".
وكان العرض المسرحي الأول لمسرحيته اللصوص في 13 يناير عام 1782 في "مانهايم"، وقد نجح نجاحًا أسطوريًا جعل من شيلر بين عشية وضحاها من ألمع الشخصيات الأدبية في ألمانيا، وحين أصدر الدوق كارل أويجين قرارًا سريعًا بمنع كتابات شيلر، لما تشتمل عليه من التحريض على الطغيان والاستبداد والدعوة إلي الحرية، قرر شيلر الهروب مع صديقه صانع آلات الكمان "شترايشر" إلي مدينة مانهايم، وهناك بدأ شيلر كتابة مسرحية جديدة هي "فييسكو"، والتي اكتملت وعرضت في عام 1984. وأصابت شيلر في هذه الفترة أزمة مالية ونفسية، وقد نجح في اجتيازها بفضل عمله في صحيفة "تاليا"، وتوالت بعد ذلك أعماله الدرامية التي انتقد فيها زيف المجتمع وقسوته.