الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مفاجأة جديدة حول مكان اختباء أبو بكر البغدادي

 أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مفاجأة جديدة حول مكان اختبائه، قال ضابط برتبة لواء في جهاز الاستخبارات العراقية، إن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، موجود في منطقة على الحدود العراقية السورية، ويتنقل برفقة خمسة أشخاص، بينهم نجله وصهره.
ونقلت "فرانس برس" عن الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، قوله الأربعاء الموافق 9 مايو، إن "البغدادي موجود في منطقة الشريط الحدودي العراقي - السوري، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم وهي منطقة الهجين الشدادي والصور ومركدة".
وتابع "البغدادي يتنقل في هذه المناطق بالخفاء وليس بموكب، يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص بينهم ابنه وصهره، وأبو زيد العراقي، وشخص لا أستطيع الإفصاح عنه". 
ورجح الضابط العراقي استهداف البغدادي قريبا، بعدما تمكن جهاز الاستخبارات العراقي من اعتقال خمسة من أبرز قادة داعش، وقتل "حوالى 39 آخرين" بغارة جوية داخل سوريا.
واستطرد "الاعترافات التي حصلنا عليها تشير إلى ضعف كبير داخل صفوف داعش، وضعف في التمويل بعدما فقد جميع المصافي النفطية التي كان يسيطر عليها".
وجاءت تصريحات الضابط العراقي، بعد يوم من نفي المدير العام لإدارة الاستخبارات ومكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية أبو علي البصري، صحة تصريحات نسبت إليه، حول تحديد المكان المحتمل لاختباء البغدادي.
ونقل موقع "السومرية نيوز" العراقي عن البصري، قوله الثلاثاء الموافق 6 مايو، إن التصريحات التي نسبتها إليه قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، غير صحيحة.
وكانت "فوكس نيوز" نشرت الاثنين الموافق 7 مايو تصريحات على لسان البصري، جاء فيها أن أحدث المعلومات المتوفرة لدى الاستخبارات العراقية تشير إلى وجود البغدادي في بلدة هجين في محافظة دير الزور شرقي سوريا، على بعد 18 ميلا عن الحدود العراقية.
وفي فبراير الماضي، أعلن مسئول كبير في وزارة الداخلية العراقية، أن البغدادي "يعاني من كسور وجروح خطرة في ساقه وجسمه منعته من المشي بمفرده، وأدخل أخيرًا إلى مشفى لداعش في منطقة الجزيرة السورية". 
وبعد هزيمة "داعش" في العراق وسوريا، ظهرت علامات استفهام كثيرة حول مصير زعيمه أبو بكر البغدادي، وإن كان لا يزال على قيد الحياة، أم لا؟.
ومنذ 2015، لا يعلم أحد مكان البغدادي، الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، وترددت شائعات تفيد بأنه يتنقل مرارًا في المناطق، التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية - السورية.
وتوجد عدة سيناريوهات حول أماكن اختبائه المحتملة في العراق وسوريا، وحسب السيناريو الأول، فإن البغدادي متواجد في "جبال حمرين" بمحافظة ديالي شمالي العراق، لأن تلك المنطقة ذات طبيعة جبلية خطيرة، ولا تستطيع قوات الأمن أن تصل إليها، ومعظم عناصر داعش فروا إلى هناك عقب تحرير مدينة الموصل في صيف 2017.
أما السيناريو الثاني يرجح تواجد البغدادي في منطقة الحدود السورية - العراقية، لأن أغلب العناصر التابعة للتنظيم الإرهابي فروا إليها عقب خسارتهم مدينة الرقة في شمال سوريا. 
ويستند مؤيدو هذا السيناريو إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يطلق علي منطقة الحدود السورية - العراقية اسم " ولاية الفرات"، والتي تبدأ في الأساس من مدينة القائم العراقية وهي منطقة حدودية تطل علي نهر الفرات من الناحية الشرقية، امتدادا إلى مدينة البوكمال السورية، التي لها أيضا حدود مع العراق، وتطل على نهر الفرات من الناحية الغربية.
كما يستند هذا السيناريو إلى أن داعش كان أعلن منذ ظهوره في 2014 أنه يسيطر بالكامل علي ولاية الفرات التي تم ذكرها في الأعلى، بالإضافة إلى أن التنظيم يعتبر منطقة ولاية الفرات من أهم المناطق له، لأنها تربط بين سوريا والعراق، واستخدم داعش تلك المنطقة خلال السنوات السابقة كقاعدة عسكرية له، خاصة في ظل انعدام التواجد الأمني بها.
بل ورجح البعض تواجد البغدادي في البوكمال شرقي سوريا، استنادا إلى روايات البعض، حول رؤية اثنين من مساعديه هناك خلال هجوم القوات السورية على المدينة أواخر العام الماضي. 
وبالإضافة إلى ما سبق، يرجح سيناريو آخر تواجد البغدادي في مدينة "الرطبة" الواقعة في جنوب غربي محافظة الأنبار في غرب العراق، وكان تنظيم داعش سيطر على هذه المدينة في 22 يونيو 2014، وتم تحريرها في 2016، إلا أن تنظيم داعش يستهدفها من حين لآخر.
ومن جانبها، ذكرت وكالة " Reuters"، أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، كان متواجدا في الرقة في شمال سوريا ثم فر إلى الموصل شمالي العراق، لكنه تركهما، واختفى، ويتردد أنه متواجد حاليًا في صحراء العراق، لأن هذه الصحراء كبيرة للغاية ويصعب علي قوات الأمن الوصول إليها، وأوضحت الوكالة أن مسئولين عراقيين أكدوا لها هذا الأمر. وأشارت الوكالة إلى أن البغدادي في حال ثبت تواجده في الصحراء العراقية، فإنه قد يعيد صفوفه مرة أخرى، بالنظر إلى خبرته الإرهابية الطويلة.

أخطر إرهابي في العالم
ولعل إلقاء نظرة على السيرة الذاتية لزعيم داعش تكشف بوضوح مدى دهائه وأن بقائه حيا، يعني استمرار هذا التنظيم الإرهابي لسنوات، وحتى عقود. 
ولد البغدادي، واسمه الحقيقي، عواد إبراهيم البدري، في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين في شمال العراق عام 1971 لأسرة بسيطة وسنية، وعُرفت عائلته بتدينها، خاصة أنها تدعي أنها من نسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ودخل البغدادي جامعة بغداد ودرس العلوم الإسلامية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام 1996، ثم حصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عام 1999، وقضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي المتواجد في بغداد، مع زوجتين له، وستة من الأبناء.
وعرف عنه أنه كان محبا للغاية لكرة القدم، إذ أصبح نجما لفريق مسجد مديمة الطوبجي المتواجد في منطقته، إلا أنه سرعان ما انجذب إلى الأشخاص المتشددين، الذين يتبنون نهج العنف والقتل والخراب، وانضم إلى جماعات السلفية الجهادية، وأصبح تحت وصايتهم.
وفي 2003، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، ساعد البغدادي في تأسيس جماعة باسم "جيش أهل السنة والجماعة"، وفي فبراير 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه، في مدينة الفلوجة، وظل بالسجن عشرة أشهر.
وحسب رواية أحد رفاقه في السجن، كان البغدادي قليل الكلام، لكنه كان ماهرا جدا في التنقل بين الفصائل المتنافسة داخل السجن، الذي كان يضم مزيجا من عناصر سابقة مقربة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجهاديين.
واستغل البغدادي فترة سجنه في تحقيق أهدافه الإرهابية، إذ شكل تحالفات مع العديد من المعتقلين، وظل على اتصال بهم، حتى بعد الإفراج عنه.
واتصل البغدادي، بعد إطلاق سراحه، بأحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، الذي كان يقوده حينها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وحينها انضم للقاعدة.
لكن سرعان ما تغيرت الأمور، إذ قتل الزرقاوي عام 2006 في غارة جوية أمريكية، وحينها، خلفه أبو أيوب المصري.
وفي أكتوبر من نفس العام، قرر أبو أيوب المصري حل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، وأسس تنظيما يُسمي بـ"الدولة الإسلامية "في العراق، وكان معهم في هذا التنظيم أبو بكر البغدادي وقام بالعديد من العمليات الإرهابية حينها، خاصة أنه كان لديه ميول إرهابية، كما تم تعيين البغدادي رئيسا للجنة الشريعة، وتم اختياره عضوا في مجلس الشورى للتنظيم، والذي كان يضم 11 عضوا.
وعام 2010، حدث تحول إرهابي كبير في تاريخ أبو بكر البغدادي، إذ تم تنصيبه قائدا لتنظيم القاعدة في العراق وأصبح أمير التنظيم، كما يقولون الإرهابيون، وحينها استطاع البغدادي بعقله الإرهابي أن يعيد بناء التنظيم.وعام 2011، استغل البغدادي الاضطرابات المتزايدة في سوريا، وأصدر أوامره لأحد النشطاء التابعين له بسوريا ليؤسس فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي عُرف بـ" جبهة النصرة." 
وحينها حدثت خلافات كبيرة بينه، وبين محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، والسبب كان التعاون مع الجماعات السنية المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعام 2013، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة في العراق، وحينها طلب أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الأم، من البغدادي منح جبهة النصرة استقلالها وإعطائها الحرية الكاملة في قراراتها، لكن البغدادي رفض هذا الأمر، ودخل في صدام مع الظواهري، إذ أعلن انفصال تنظيمه عن التنظيم الأم.
وعقب ذلك، قام رجال البغدادي في العراق وسوريا بقتال عناصر جبهة النصرة، وحينها فرض البغدادي سيطرته وقبضته على شرق سوريا، ووضع مجموعة من القوانين والتشريعات الخاصة به.
وبعد أن عزز البغدادي مقاتليه في شرق سوريا، أمرهم بالتوسع في غرب البلاد، وفي يونيو 2014، أعلن البغدادي بشكل رسمي عن ولادة تنظيم "داعش" الإرهابي، وحينها سيطر بشكل كامل على مدينة الموصل في العراق، وعلى ما يقارب من ثلث مساحة بلاد الرافدين، كما أعلن سيطرته على أراض في سوريا، واتخذ الرقة معقلا له، إلا أنه في 2017، تعرض التنظيم لهزائم قاسية في العراق وسوريا، وقتل أيضا قادة كبار في صفوفه، بينهم الناطق باسمه، أبو محمد العدناني، الذي قتل في 30 أغسطس 2016 في حلب شمالي سوريا، وتضاربت الروايات حول كيفية مقتله، إذ أعلن التحالف الدولي لمحاربة داعش، مصرعه في غارة جوية، فيما زعمت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أنه قتل خلال متابعته لما سمتها العمليات العسكرية في حلب.