الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جمال الغيطاني.. شاهد على العصر

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«هذا زمان الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين».. هكذا عبَّر الروائي الراحل الغيطاني، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء 9 مارس، في روايته التاريخية «الزيني بركات»، عن روح عصر كامل، تعرَّضت قيمه، ومقدَّساته، للتآكل والتفتّت، ذلك العصر الذي سمّى ثقافيًا بعصر «ما بعد الحداثة»، القائم على أنقاض قيم الحداثة التي أدركها التهتّك والانحلال، مبرهنًا على أنه لم يكن يعبِّر بكتابته عن مرحلة تاريخية بعينها، وهي مرحلة "مصر ما قبل المملوكية"، وإنما كان يصوِّر روح عصر كامل بنظرة نافذة.
جمال الغيطاني ولد في التاسع من مايو عام 1945 بمركز جهينة في محافظة سوهاج، عاش نحو ثلاثين عامًا في منطقة الجمالية برفقة أسرته، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة «عبدالرحمن كتخدا» الابتدائية، ومدرسة الجمّالية الابتدائية، وتعليمه الإعدادي في مدرسة محمد علي الإعدادية، قبل أن يلتحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها لمدة 3 سنوات فن تصميم وتصنيع السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وقد تخرَّج فيها عام 1962، ليعمل بعد ذلك في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي رسامًا للسجاد الشرقي، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، كما عمل مديرًا للجمعيّة التعاونية لخان الخليلي، وأُتيحت له بذلك فرصة معايشة العمال والحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.
أصبح محررًا أدبيًا لجريدة الأخبار منذ عام 1985، ثم أصبح كاتبًا بها، قبل أن يغدو رئيسًا لتحرير «كتاب اليوم»، السلسلة الشهرية الشعبية، ثم رئيسًا لتحرير أخبار الأدب بعد أن أسسها في عام 1993.
نشر الغيطاني أول قصة له في يوليو 1963 بمجلة الأديب اللبنانية، وحملت اسم «زيارة»، وفي الشهر نفسه نشر مقالا في مجلة «الأدب» التي كان يحرِّرها الشيخ أمين الخولي، وكان موضوعه حول كتاب مترجم عن القصّة السيكولوجية.
صدرت للغيطاني عشرات الكتب بين الرواية والقصة القصيرة وأدب الرحلات، أشهرها «الزيني بركات»، التي تحوَّلت بعد صدورها إلى مسلسل تلفزيوني، و«أوراق شاب عمره ألف عام»، التي ذكَّر اسمها بأبيات الشاعر صلاح جاهين، و«هاتف المغيب»، و«كتاب التجليات»، و«وقائع حارة الزعفراني»، وقد عرف بقربه وصداقته بالأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث كان مواظبًا على حضور جلسات محفوظ لأعوام طويلة.
توفي الغيطاني في 18 أكتوبر 2015، مخلِّفًا الكثير من الأعمال التي أثرت المكتبة المصرية والعربية.