الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أقدم صانع فوانيس في مصر: "إحنا أول من صنعنا فانوس الملك فاروق"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فقط أغمض عينيك وأطلق لخيالك العنان، تلك الليالى التى كنت تنتظر فيها شهر رمضان الكريم حتى تحصل على فانوس رمضان بداية من الفانوس الشمعة مرورا بتطور أشكاله عبر الزمن، ويجتمع الأطفال قبل صلاة المغرب وعقب الإفطار بالفوانيس يغنون «وحوى يا وحوي»، وسط حالة من البهجة والسعادة التى ليس لها مثيل، والشوارع المليئة بزينة رمضان وكأن الشوارع نفسها ترقص وتغنى فرحة بالشهر الكريم. 
يقول «عم سلامة»، البالغ من العمر ٦٩ عاما، وأقدم صانع فانوس فى منطقة الصليبية بالدرب الأحمر، إنه يعمل فى تلك المهنة منذ أن كان عمره ٧ سنوات، كما أنه ورث المهنة من أجداده.
ويروى عن بداية فكرة ظهور الفانوس: «اتعرف وقت دخول الخليفة الفاطمى المعز لدين الله القاهرة، ودا كان فى شهر رمضان سنة ٣٥٨ هـ، وقتها الأهالى خرجوا بالليل للترحيب بيه وهما شايلين الفوانيس عشان ينوروا الطريق، ومن وقتها وبقت الفوانيس بتزين الشوارع كل رمضان».
ويتابع «عم سلامة»: «الفانوس مرتبط بشهر رمضان، زى ما عروسة المولد مرتبطة بالموالد، والبيض والرنجة بشم النسيم، وكل الناس ما بتصدق الشهر يهل عشان يشتروا الفوانيس، سواء اللى يعلق فى بيته أو اللى بيشترى لأولاده».
«إحنا أول ناس عملنا فانوس «تاج الملك»، والفانوس دا كان للملك فاروق، عمله جدى ووالدي، وكمان فانوس الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية، وفانوس علامة النصر والطائرات ودا بعد الانتصار فى حرب أكتوبر ٧٣، ووقت ظهور التروماى عملنا فانوس على شكله لأنه كان حاجة جديدة وكل الناس فرحانة بيها»، لافتًا إلى أنه وقت نكسة ٦٧ امتنعوا عن تصنيع الفوانيس بسبب حالة الحزن التى كانت تخيم على المصريين وقتها، ولكن عاد الفرح بعد انتصار ٧٣.
ويسترجع «عم سلامة» بذاكرته ليالى مصر زمان، قائلا: «مفيش أحلى من أيام زمان كنا بنحس بطعم رمضان إنما دلوقتى مش زى الأول، الأطفال وقتها كانوا بيجيبوا الفانوس الشمعة ويغنوا (وحوى يا وحوي)، لكن دلوقتى الفانوس مبقاش ليه قيمة زى زمان، حتى الأطفال مبقوش بيهتموا بالحاجات دي».
ويضيف: «أنا ابنى بيساعدنى فى الشغل، وبيجيلنا كل رمضان طلبيات على الفوانيس، وبنعمل الفانوس الصاج ودا أكتر نوع بيطلب، لأن فى ناس بتحب تعلقه فى الشوارع طول الشهر أو المحلات أو البيوت»، مشيرًا إلى أن أشكال الفانوس تتطور عبر الزمان لتواكب العصر، والمصرى هو القادر على الإبداع فيما يخص صنعته.
ويختتم «عم سلامة» كلماته: «رزقنا على الله، وشهر رمضان دا شهر كريم ومفترج بنستناه من سنة للتانية عشان أكل عيشنا، لأنى مبعرفش أعمل حاجة غير الفانوس، وكفاية عليا أنى بقدر أبسط الناس بحاجة من ريحة زمان».