أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك.. رمضان فى القاهرة له طابع مميز وخاص جدًا، لاسيما فى منطقة الحسين والسيدة، لما لها من أجواء روحانية ويتوافد إليها المصريون والأجانب والعرب من جميع الأنحاء، وتستعد الهيئة العامة لقصور الثقافة فى كل عام بعمل مجموعة من الاحتفالات لإحياء ليالى رمضان.
قال الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة، إن الهيئة العامة لقصور الثقافة ستقدم مفاجآت كبرى فى هذا العام، وستشهد احتفالات وفرق تشارك لأول مرة منذ سنوات بإحياء ليالى رمضان، والتى سيتم تنفيذها بأكثر من موقع ثقافى وتراثي.
وأضاف أن احتفالات هذا العام ستقام تحت شعار «الثقافة للناس وبالناس» وقال: «حرصنا أن تكون احتفالات هذا العام فى الشارع وسط الناس، ولن تقتصر الاحتفالات على قصور الثقافة فقط، وإنما أمام القصور لتعريف الناس بأن هنا قصر ثقافة وأن هناك فنا يقدم، كما حدث فى مهرجان التحطيب فى دورته الثانية، والذى أصرينا على عملها خارج قصر الثقافة وأقيم فى ساحة أبوالحجاج، «تحت شعار الفن للناس وبالناس» وهو الشعار التى يتم جميع الفعاليات.
وكشف رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية عن أن الفعاليات تشهد لأول مرة عودة لفرقة الواحات البحرية «الباويطي» بعد توقف مشاركتها فى أى فعاليات مركزية لأكثر من ١٥ سنة، كما ستشارك جميع الفرق القومية بجميع الفعاليات من كافة المواقع والأقاليم الثقافية، كفرقة الفنون الشعبية، والكورال والغناء والعديد من العروض المسرحية وفرق الأراجوز والتحطيب والإنشاد الديني.. وغيرها من الفرق المتميزة بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
وعن المواقع التى سيتم عمل الفعاليات بها، قال الشافعى إنها ستشمل شارع المعز، والحديقة الثقافية بالسيدة زينب وسور النصر الشمالى ووكالة بزارعة ومسرح الشاعر، هذا بخلاف جميع المواقع الثقافية فى الأقاليم والقصور، كما سيتم تقديم برنامج احتفالى خاص طوال ليالى رمضان بحى الأسمرات، سيتضمن جميع فرق الثقافة الجماهيرية وورش رسم للأطفال، كما سيكون هناك برنامج لقصر ثقافة ٦ أكتوبر والعمال بشبرا الخيمة.
وأشار إلى أنه سيتم عمل معرض خاص بالهيئة العامة للكتاب على غرار جناحها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، كما تشهد وكالة بزراعة حفلات لتوقيع الكتب ولقاءات مع الكتاب وهدايا وحلقات نقاشية ثقافية وإلقاء للشعر.
أما مسرح الشاعر، فيستقبل جميع العروض الفنية، والتى ستبدأ بعروض مسرح الطفل والعرائس وعروض سينمائية وأفلام كرتونية للأطفال، وخيال الظل والموسيقى العربية والتنورة والإنشاد الديني، وفرق الموسيقى العربية.
وأكد أن الاحتفالات بشارع المعز ستبدأ من ٦ رمضان وحتى ٢٠ رمضان، أما الحديقة الثقافية والتى ستتضمن العديد من الفعاليات فستبدأ الاحتفالات بها من ٦ رمضان وحتى ٢٦ رمضان، وسيكون هناك برنامج مخصص للطفل.
وتابع الشافعى، أن ليالى رمضان تتضمن معارض للفنون تشكيلية فى شارع المعز بصور النصر، بالإضافة إلى معرض ذاكرة الوطن، والذى يحوى تماثيل مجموعة كبيرة من الرموز الوطنية والشخصيات المصرية الخالدة فى مختلف المجالات لتعريف المواطن برموزهم التاريخية ومدى تأثيرهم فى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية أيضًا.
كما كشف الشافعى عن أحدث المفاجآت التى أعددتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهى معارض ضخمة للحرف التراثية والبيئية والحرف المندثرة من مختلف الأقاليم، لم تقدم من قبل خاصة من منطقة الواحات وحلايب وشلاتين والأقصر وأسوان وأسيوط والوادى الجديد وسوهاج، وهى نتاج مشروع «حرفة فى كل بيت» والذى تقوم به الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية بكافة المواقع الثقافية، وهو عبارة عن ورش للحرف البيئية والفنون المهددة بالاندثار، والتى تمت بقصر ثقافة سوهاج ورشة سجاد محرر بالكوثر، نسيج بالقماش، ونحت على العاج، ورشة أشغال التلى.
كما سيتم عرض التوب الواحاتى والجوبلان والتوب المرصع بالفضة والسجاد والكليم وشغل الحرير، والنحت والحفر فى الخشب، والوشم بالحنة على الجلد ألبستر والخزف والصدف، هذا بخلاف باقى الحرف التقليدية والحرفية، وهذا لم يحدث من قبل.
وقال الشافعي: «إذا خرجت من منصبى هذا يكفينى شرفًا أننى قمت بتدشين هذا المشروع العملاق الذى يحفظ على التراث والهوية المصرية من خلال إعادة الحرف المندثرة بمختلف الأقاليم، وأن اتخاذ شعار الفن للناس وبالناس ليس من فراغ، وإنما هو الهدف المنشود من الهيئة العامة لقصور الثقافة».
وأكد أن الهيئة فى هذا العام شريك أساسى فى كافة الفعاليات الثقافية بمختلف القطاعات مثل قطاع الخارجية الثقافية، وهيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق وجمعيات المجتمع المدنى ووزارة الشباب والرياضة، والمجلس الأعلى للثقافة، إلى جانب احتفالاتها بشارع المعز والحديقة الثقافية بالسيدة زينب والتى تتولى الهيئة الإشراف عليها بالكامل دون شريك.
