الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"السهروردي" المقتول باسم الدين على يد ابن صلاح الدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشق الحب الإلهي، وهام عشقا في بيت آل رسول الله، كان وقتها الدولة الأيوبية تلاحق فلول الدولة الفاطمية، وبدأ يذاع بين الناس أن «السهروردي» يتجرأ على الله بأشعاره الصوفية الأقرب للفاطمين.
ولد «السهروردي» سنة 1155 في سهرورد في أذربيجان، والبعض يعتبره كرديا، في بلدته سهرورد تلقّى ثقافته الأولى الدينية والفلسفية والصوفية، ولم يكتف فقام برحلات علمية عديدة، وكان كلما حل ببلد يبحث عن العلماء والحكماء فيه فيأخذ عنهم ويصاحب الصوفية ويأخذ نفسه بما كانوا يمارسونه من مجاهدات ورياضات روحية.
غير أنه لم يكن بالطالب السهل، ولا بالطالب الذي يأخذ كل شيء، يقول السهروردي في كتابه “المطارحات”: “ها هو ذا قد بلغ سنّي تقريبًا ثلاثين سنة وأكثر عمري في الأسفار والاستخبار والتفحص عن مطّلع على العلوم، ولم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة، ولا من يؤمن بها.
ازداد عداء علماء ومشايخ أهل حلب ناحية «السهروردي» واتهموه بالهرطقة واشتكوه للظاهر الأيوبي بأنه يتجرأ على الله، وهو ابن صلاح الدين، فأرسل الابن لوالده كيف يتعامل معه، فرد عليه «صلاح الدين» ناصحا أن يعقد مناظرة بين «السهروردي» وفقهاء حلب، حتى يتبين إذا كان عاشقا لله أم خارج على الدين، وبعد المناقشة قال الفقهاء أن السهروردي يتبنى منهج القرامطة وهم فصيل شيعي.
وذكر الكاتب إبراهيم عيسى أنه حين أتى إلى حلب وناظر فقهاءها لم يجاره أحد فطلبه الظاهر وعقد له مجلسا فغلب كل من ناظره، فقربه الظاهر الأمر الذي أثار غيظ علماء حلب وحفيظتهم فشنعوا عليه، وانتهى الأمر بأن يتم قتله، لحمله أفكار صوفية.
خير «الظاهر» السهروردي لاختيار طريقة موته؟، اختار القطب الصوفي أن يتم قتله من خلال منع الطعام والماء عنه حتى تعذب نفسه في حب الله، واختار طريقة فيها تصوف ومنع النفس من الطعام.
ولم تنته هذه الحرب بين فقهاء الدين ورجاله وبين المتصوفة، بين أهل الشرع وأهل القلب، إلى اللحظة، حرب راح ضحيتها كبار أقطاب التصوف والعلم، كان يقف أهل السلطة والسلطان فيها إلى جانب الفقهاء وأهل الشرع خوفا من تأليبهم الشارع على السلطان بحجة التعاطف مع المتصوفة الخارجين.