الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ضحى عاصي في حوار لـ"البوابة نيوز": لا أجيد الكتابة عن "الجنس".. والأدب الروسي ويوسف إدريس الأقرب لي.. وأعيد قراءة "ألف ليلة" لأعود للخيال الطفولي

ضحى عاصى
ضحى عاصى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رواية ومجموعة قصصية ودراسة، هى مجمل أعمال الكاتبة ضحى عاصي، إلا أنها استطاعت أن تكون أحد الأصوات الروائية المهمة فى المشهد الثقافى الحالي.. فى روايتها «القاهرة 104» الصادرة عن بيت الياسمين عام 2016، تقدم فيها لوحة اجتماعية شديدة التشابك والكثافة، تكتشف الحياة الاجتماعية المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى العقد الأول من القرن الحالى، وتصهر ثقافات الأولياء والمتصوفة مع عالم الحكمة والفلسفة اليونانية والغناء والحكى مع حضارات التبت ووصفات السحر الشعبي. تلك العوالم التى من خلال تفاصيلها تقودك إلى فلسفة الطبيعة الإنسانية الممزوجة حتما ما بين عالم الروحانيات وأرض الواقع، إضافة لإبداعها فى أعمالها الروائية السابقة «سعادة السوبر ماركت» مجموعتها القصصية الأولى، التى صدرت عام 2012، وكتاب «محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفسية» عام 2012 عن دار نهضة مصر، تكشف عن عالم فنى لروائية متفردة، تملك أدوات الكتابة بنعومة وشاعرية وخلفيات ثقافية متعددة الروافد، "البوابة نيوز: أجرت الحوار التالى مع «عاصي» حول علاقتها بالكتب..

■ ماهو الكتاب الذى تقرأينه حاليا؟
- أقرا حاليًا عددا كبيرا من الكتب ولكن يمكن أن اختار منها عنوانا واحدا وهو «فى فقه التوحيد».
■ ما هو أفضل كتاب قرأته خلال الأشهر الماضية؟ لماذا؟
- ليست لدى فكرة «أفضل كتاب»، لأننى أتعامل مع كل كتاب بنهم شديد، ولكننى من الممكن أن أختار السيرة الذاتية لقس يدعى لارون كابودج، وهو قس فلسطينى كان يعيش فى فترة السبعينيات، وكان يستغل عمله كمطران للقدس فى نقل أسلحة للمقاومة الفلسطينية عبر سيارته، ولكنه انكشف أمره فى النهاية.
■ ما هو المجال «الموضوع» الذى تعتقدين أنه يمثل تحديًا لك ولا تستطيعين الكتابة عنه؟ لماذا؟
- كل الموضوعات تمثل للكاتب تحديًا كبيرًا، أعرف أن هناك «تابوهات» لا يحب بعض الكتاب التطرق إليها، ولكن الأمر مختلف بالنسبة لي، لأنه قد تلح عليّ فكرة أريد كتابتها ويضطر الكاتب للتطرق إلى أى من التابوهات الثلاث «الدين أو الجنس أو السياسة»، ولكن من الممكن أن أجد نفسى لا أجيد التعبير جيدًا فيما يخص كتابة مشهد أو نص صريح، فيما يتعلق بالجنس لأنه يخالف طبيعتي، ولكننى أتدرب جيدًا على كتابة كل الأشكال الأدبية، حتى لا يكون هناك مشهد أو نص يستعصى عليّ ككاتبة.
■ كاتب عربى تعتقدين أنه لم يأخذ «حقه» أو لم تلق أعماله جماهيرية كبيرة، ولم تحظ كتبه باهتمام النقاد؟
- لا أتفق مع هذه الرؤية، حيث إن لكل كاتب لونا وطعما مختلفا يميزه عن غيره، كما القراء لا يمكن أن يتفقوا على شخص واحد، فالأمر يتطلب قراءة كل أعمال الكاتب ومتابعة ردود الفعل على مستوى القراء، والنقاد فيما يخص كتابته، وقد يكون التقييم بعد ذلك غير دقيق أيضًا.
■ على النقيض.. كاتب تعتقدين أنه حظى بشهرة وجماهيرية لم يستحقها؟
- هناك أسماء كثيرة، ولا أحب أن أذكر الأسماء.
■ كتاب تعيدين قراءته من فترة لأخرى؟
- كلما وجدت أن الحياة أصبحت ضاغطة جدًا، وأننى أصبحت شخصا عمليا جدًا، أعيد قراءة كتاب «ألف ليلة وليلة»، حيث أعود إلى الخيال الطفولي، وأحلق بعيدًا مع الأساطير.
■ كيف تختارين الكتب التى تقرأينها؟
- هناك طرق عديدة، أولها: الاستجابة إلى الرغبة فى المعرفة بداخلى حيث يكون لدى شغف لقراءة موضوع ما أو أبحث عن تفاصيل أكثر لموضوع ما، الأمر الثانى: الكتب التى يرسلها الأصدقاء من الكتَّاب، وهو جزء من حق الصداقة أن نقرأ أعمالهم، الأمر الثالث: هو التعرف على الكتاب من المصريين والعرب من خلال كتاباتهم، وأنا أحب أن أحكم على الأشخاص من خلال أعمالهم.
■ أفضل نصيحة تلقيتها ككاتبة؟
- تلقيت نصيحتين مازلت أذكرهما جيدًا، الأولى من الكاتب الكبير الراحل إبراهيم أصلان وقال لي: «من الجيد أن تكتبى عن القضايا التى تمس الأشخاص مهما كانت خصوصيتها، والثانى هو الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد وقال لي: «أنتِ لست مضطرة أن تقولى صراحة للقارئ ما تريدين، لأن الكتابة ليست خطابة».
■ هناك انتشار كبير لورش الكتابة الأدبية؟ ما رأيك فيها؟
- على خلاف الرأى السائد أنا أرى أن هذه الورش الأدبية هامة للغاية فى نقطة واحدة، وهى كسر حاجز الخوف من فعل الكتابة، وأن يكون جريئا، وكذلك يستوعب أن هناك قواعد ونظريات للكتابة، فالأمر ليس لعبة ولا فانتازيا أو خيال مائة فى المائة؛ كما أنها لا تصنع مبدعا لكنها تساعده كى لا يكون متخبطًا.
■ هل هناك نصيحة يمكن أن تُقدميها لهم؟
- تعامل مع الكتابة بجدية، لا تخف منها، ولا تنبهر بنفسك.
■ ما هو مقياس نجاح الكتب فى رأيك؟
- مقياس نجاح العمل لدى هو حالة الرضا التى أشعر بها فور انتهائى من كتابة رواية أو قصة، طالما شعرت بها أعتبر أن هذا مقياس نجاح.
■ هل ترين أن قوائم «البيست سيلر» مقياس للنجاح؟
- لا نستطيع أن ننكر أنه نجاح، ليس بالضرورة على المستوى الأدبى، ولكن على المستوى التجاري، وربما المستوى التسويقي، على سبيل المثال هناك كاتب من الكتاب الأكثر مبيعًا لعدة شهور متوالية، الأمر الذى استفزنى لقراءة أعماله ولكنها لم تعجبني، واعتقدت أن العيب ربما يكون لدى، ولكن عندما تعرفت على جمهور هذا الكاتب، تيقنت أنهم مختلفون عن قرائى وقراء غالبية الكتَّاب، وقلت، لا أتمنى أن يقرأوا لي، أو بمعنى آخر، هم فى عالم آخر، ربما لا يمكن أن نتلاقى فى نقطة تواصل على الأقل فى اللحظة الراهنة.
■ الكاتب العربي، الأجنبى الأكثر تأثيرًا لديك؟
- الكتاب الروس ولا سيما «دوستوفسكى» و«تشيخوف» حيث كنت أقرأ لهم منذ طفولتى، هو ما ينعكس على كتاباتي، الأمر الذس قد يعطى انطباعا بأنها مترجمة، ومن الكتاب العرب، أنا أميل لمدرسة يوسف إدريس، ويحيى الطاهر عبدالله.