ما أن تطأ قدمك منطقة مصر القديمة حتى تشعر بتلك الراحة، التى لا يمكن أن توصف بكلمة. خطوات قليلة حتى تكون فى جبل الفخار بين عبق التاريخ، حيث توجد الكثير من الورش، التى تعمل فى صناعة الفخار فقط، تلك الحرفة التى أوشكت على الاندثار، وذكرت فى القرآن الكريم فى سورة الرحمن «خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ».
يُشير محمود السيد أحد صانعى الفخار فى منطقة الفسطاط بمصر القديمة إلى أنه ينتظر شهر رمضان كل عام؛ لارتفاع نسبة الدخل والإقبال على شراء المنتجات الفخارية؛ ويلفت إلى أن منطقة الفسطاط من المناطق الرئيسية التى توجد بها صناعة الفخار منذ فترات طويلة، وتعرف بـ«جبل الفخار»، نظًرا لوجود كل شيوخ الحرفة بالمنطقة.
وأكد عم محمود إلى أن الفخار من الصناعات التراثية والتى ارتبطت بمصر القديمة من الدولة الفرعونية وذات ارتباط قوى بشهر رمضان؛ لما فيها من تراث روحى يرتبط به؛ حتى وقتنا هذا، ومازال الفخار له رونقه الخاص ويقبل عليه السائحون من كل مكان، متابعًا: «بشتغل فى المهنة من ٤٢ سنة، وورثتها عن أبويا وجدي، والفخار أساسه الطينة اللى بتيجى من أسوان، ومن هنا بتبدأ الصنعة».
ولفت عم محمود إلى أن الطينة - وهى العنصر الأساسى للعمل - يتم إدخالها فى مطاحن كى تصبح ناعمة تمامًا «وبعدها يتم عجنها وتدويرها حتى تصبح خالية من الشوائب»، مشيرًا إلى أنه يتم وضع الصلصال على الدولاب الخاص بتشكيل الفخار «ويتم تشكيل العديد من الأشكال، ورسمها ثم إدخالها فى الفرن، وتركها فى الهواء بعض الوقت، وهكذا يمكنك أن تحصل على الفخار».
واختتم عم محمود: أتمنى أن تهتم الدولة بنا، وتقيم ورشًا خاصة من أجل الحفاظ على التراث المصرى، وعلى رأى المثل صاحب الزير أفضل من الوزير».