«الفانوس».. ككل حكايات المصريين، لها جذور تضرب فى عمق التاريخ، صفحاتها الأولى تختلط ما بين الحقيقة والأسطورة، ولكنها عَاشت وستَظل باقية لتكون الوجه المُبهج لذكريات شهر رمضان.
يحمل كل مصرى «ذكرى خاصة» ترتبط بالفانوس الأول الذى حمله بين يديه مارًا فى الشوارع والأزقة أو بين العمارات الضخمة. ورغم تَعرض الفانوس فى الآونة الأخيرة، لخطر الاستيراد خاصة من الصين، الذى أفقده جوهره وروحه، لكن كان قرار وقف استيراده من الخارج بردًا وسلامًا على أولئك الذين توارثوا المهنة جيلا بعد جيل، وعلى ملايين المصريين والعرب، بعودة الروح للفانوس.
لا توجد رواية حول طريقة ظهور الفانوس، لكن الفاطميين هم أول من أدخلوه إلى مصر، ذلك على الرغم من وجود عدة روايات تاريخية حول ظهور الفانوس فى مصر، أولها أن الخليفة الفاطمى المعزلدين الله الفاطمي، كان يخرج ليلة استطلاع هلال رمضان يحمل فانوسًا ومعه حاشيته يحملون أيضًا فوانيس، وكان الأطفال والعامة يتجمعون حوله، وأنه من هنا أخذ الفانوس طريقه إلى الانتشار، بحسب الدكتور رأفت النبراوى أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار الأسبق.
ويقول، إن الفانوس ظهر لأول مرة فى العصر الفاطمي، وأن رمضان عام 358 هجرية، كان البداية الحقيقية، كما ذكرت المخطوطات والوثائق التاريخية.