الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عند الخطر.. كثيرا ما تخلق الظروف الاستثنائية مواقف استثنائية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** ونبدأ موضوعنا بعدد من الأسئلة:
هل القضية أن هناك تسجيلات قد سجلت للبعض - أو لأكثر من هؤلاء البعض وقد تكون للكل – تسجيلات توضح حجم وكم وطبيعة المؤامرة التى تحاك لمصر ؟.. أم القضية أن هذه التسجيلات يتم اذاعتها والكشف عن محتواها الان ؟.. أم أن القضية أن هذه التسجيلات يتضح فيها ما هو حجم وطبيعة المؤامرة، ويستمع الناس إلىها الان ويعرفون ما قيل وممن قيل ولمن قيل وعمن قيل؟
هل لو أن هذه التسجيلات قد ظهرت فى وقت آخر وعرفنا بها هل كان الموقف منها هو نفس الموقف؟
والإجابة:
** هناك قواعد مبدئية تطبق ويتم اتخاذها فى كل الأوقات ما عدا الأوقات الاستثنائية.. وعلى رأس هذه الاوقات الاستثنائية، أوقات الخطر التى يمر بها الوطن.
فما نرفضه فى العادى سوف نقبله عند الاستثناء.. وما نرفضه والوطن مستقر وبعيد عن المخاطر، سوف نقبله والوطن يمر بحالة خطر أو حتى مجرد تهديد..
فى ظروف الحرب تتكسر كل القواعد والقوانين وتصبح القرارات الاستثنائية هى القوانين المنفذة والمفعلة.
وهكذا هى مصر الآن تمر بظروف هى الاقسى فى خطورتها، هى الأخطر من ظروف حالة الحروب التقليدية.. ففى الحروب التقليدية يكون العدو معروفا ومحددا، ويكون الهجوم ( تقريبا ) مدروسا ومحدد اتجاهه ومن أين يأتى.. أما الآن فالهجوم يحيط بمصر من كل صوب وحدب، والاعداء كثر يتربصون بها من الخارج ومن الداخل.
والخارج معروف منذ قديم الأزل.. معروف من الذى لا يريد لمصر أى تقدم، ومن الذى لا يريد لها أن تمثل قوة تمتلك الإرادة والقيادة والريادة فى المنطقة.. معروف من هو عدوها الذى يتربص بها وطامع فيها. 
والداخل كنا نعتقد أن عدو مصر قد تحدد فى هذه الجماعة الإخوانيه الإرهابية، التى وضحت الأحداث الأخيرة لمن كان لا يفهم ولا يعرف ما هو قدر وحجم الكراهية التى يكنها أعضاء هذه الجماعة لمصر، ووضحت مدى عمالتهم وخيانتهم لبلدهم !..
ولكن المفاجأة التى أوضحتها التسجيلات التى أذيعت على الشعب والذى من حقه أن يعرف الحقيقة، وهى المفاجأة التى أذهلت الجميع أن العمالة والخيانة لمصر لم تقتصر على أعضاء الجماعة الإخوانية الارهابية، وأن هناك طابور طويل من العملاء والخونة الذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم للغرب مقابل ما تدفق عليهم من الغرب من ملايين الدولارات وارتضوا أن يبيعوا وطنهم وأمن واستقرار وطنهم مقابل هذه الأموال الملوثة كما هو تلوثهم..
مجموعة من الأسماء النكرة أبرزها إعلام عميل متواطئ وجعل منهم نجوم شاشات بين يوم وليله، مجموعه لم نسمع بها من قبل أصبح كل منهم يحمل لقب ناشط سياسي وناشطة سياسية، وتحولوا إلى قادة سياسين، وأصبح من لم يقرأ صفحة من كتاب فى سياسة أو فى تاريخ محللا سياسيا ومفكرا وكاتبا لعمود سياسي يحتل مساحة ثابتة فى جريدة.. وأصبح منهم ممثلين عن الشعب فى مجلسه فى حقبة سيطرة الإخوان، وتقلدوا مناصب الرؤساء لأحزاب جديدة.
باتوا أمام الكاميرات كل منهم يجلس على مقعده يعبث بعقول البسطاء وغير البسطاء يرتدى ثياب الثورى المناضل المضحى، والناس تنبهر وتصدق ولا أحد يتخيل أن من يستمع إلىه ما هو إلا عميل خائن لوطنه يؤدى وينفذ دوره فى مخطط يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر وصولا الى خراب مصر. 
** منذ بدايات ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وهذا الطابور من العملاء والخونة يأخذ خطواته مختبئا تحت عباية الثورية والنضال والناس مخدوعة تذهب مع مايقولون يمينا ويسارا، والإعلام المتواطئ يلعب الدور المساند ويغرف مذيعيع ومعديه من بئر أموال الخيانة والوطن يحترق..
ومن يمتلكون الحقيقة صامتون عملا بالقاعدة التى تقول.. ( ليس كل مايعرف يقال واذا قيل ليس فى اى وقت يقال )..
** منذ زمن وطابور العملاء يمارس خياناته بإستمراء شديد، غير خائفين من شيء لأنهم يفسرون الصمت على أنه عدم معرفة بما يفعلون.. وتعالوا نتذكر أول بداية لهذا الاستمراء مع أول ظهور للثورى مناضل النت وائل غنيم يمارس خديعته على الشعب يقص باكيا حكاية خطفه وتعاونه مذيعة تتقن فن التمثيل بحرفية.. تجلس متأثرة الى حد البكاء، تحاول أن تمنع دموعها من التساقط.. والمؤلم أن عددا من المشاهدين بكوا معهما.. والمؤلم أكثر أن بعض من بكوا من المشاهدين كانوا ممن يطلق عليهم أهل السياسة!.
وبعدها بدأت الوجوه تتعاقب ويتوالى ظهورها عبر الشاشات كنواب عن الشعب فى مجلس الإخوان وعرفنا من هم على شاكلة حمزاوى ربيب قناة الجزيرة والنجار والعليمى.. وشاهد الناس وسمعوا عن سماء وإسراء وعلاء وأحمد وإنجى المناضلين السياسين أكثر بكثير مما شاهدوا أو سمعوا عن شاهندة مقلد التى كرست عمرها تعطى نضالا دون انتظار لأخذ!
** والان ظهرت التسجيلات وتم اذاعتها على الشعب كى يعرف حقيقة المؤامرة ومن العميل ومن الخائن.. ومعرفة الحقيقة هى ملك للشعب وليس منة عليه.. الشعب من حقه أن يمتلك الحقيقة وأن يعرف تفاصيل الحقائق.
وهذه التسجيلات تكشف للشعب عن حجم الخطر.. وإذا كانت هذه التسجيلات قد تم التكتم عليها لوقت ما لاعتبارات معينة، فالوقت الان قد حان ليتم الكشف عن هؤلاء العملاء الخونة لوطنهم، ليعرف الشعب حقيقتهم قبل أن يتسللوا كالجرذان ثانية إلى برلمان مفترض أن يكون معبرا تعبيرا عن حقيقيا عن وطن قامت فيه ثورتين نبيلتين فى 25 يناير و30 يونيو.. وهى الحقيقة ومهما حاول هؤلاء العملاء الخونة تشويههما وزرع حالة من الشك داخل الشعب فى ثورتيه، مرة بأن الأولى لم تكن ثورة شعبية بل صناعة أمريكية، والأخرى بأن الثانية انقلاب عسكري!
والحقيقة أن الاثنتين ثورتين شعبيتين نبيلتين حتى لو كانت الأولى استخدم الغرب فيها البعض من العملاء والخونة من جماعة الإخوان وطابور العملاء الخامس، لكنها صنعها وشارك فيها عدد كبير من شرفاء ونبلاء شعب مصر الذى خرج يطالب بخلاص مصر من فساد نظام مبارك واستعادة مصر كى تتواجد من جديد فى موقعها الطبيعى كقائدة ورائدة مستقلة ومتحررة الإرادة.
الان حان الوقت كى يعرف شعب مصر الحقيقة، ويعرف من خان ومن قبض ثمن الخيانة. 
حان الوقت ليعرف الناس الحقيقة والتى هى حق لهم، كى يزدادوا تمسكا بثورتيهما ويدافعون عنهما بالإرواح. 
** وأخيرا.. هذا هو رأيي الذى أعلنه بوضوح فى هذه الظروف ( تحديدا ).. والذى هو بالطبع كان سيكون مختلفا فى ظل ظروف أخرى.. وليس فى الأمر أى تناقض أو خروج عن مبادئ.. لكن هكذا هى الظروف الاستثنائية تخلق مواقف ورؤى استثنائية.