لم يكن الرجل الخمسينى عماد سعد يتخيل أن عيشته الرغدة وتجارته الرابحة ستتحول يومًا إلى سبب فى انتهاء حياته وأسرته.
ففى مجال المقاولات عمل عماد سعد طوال حياته وكان عمله متمركزًا فى مدينة نصر وقرر الانتقال إلى مدينة الرحاب حتى عثر على جثته هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة مقتولين داخل فيلا مستأجرة لتترك العائلة الدنيا وتضع رجال المباحث فى حيرة من أمرهم فطريقة القتل تدل على الانتقام حيث عثر على الجميع مقتولين بطريقة بشعة.
ومن جهتها انتقلت "البوابة نيوز" إلى مكان الواقعة فى البوابة 19
و20 بمنطقة الفيلات الأولى بمدينة الرحاب حيث وقعت الجريمة المأساوية.
وقال أحد جيران
المجنى عليه: إن اكتشاف واقعة العثور على رجل أعمال وأبنائه الثلاثة وزوجته مقتولين
جاء بعد اكتشاف أقاربهم غيابهم وعدم ردهم على هواتفهم، وبعد إبلاغ أمن الحراسة تم
اكتشاف الواقعة حيث اكتشف أفراد الأمن وجود رائحة كريهة تخرج من الفيلا بسبب نبح
الكلاب.
وأضاف الشاهد لـ"البوابة نيوز" أن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها في المنطقة، مشيرًا إلى أن أفراد أمن الكمبوند يحكمون قبضتهم على مدخل ومخارج المنطقة فلا يسمح لأى شخص
غريب بالدخول أو الخروج إلا بعد التاكد من هويته جيدًا.
واستكمل الشاهد، أنه
فى يوم الواقعة فوجئ بعدد من أقرباء المجنى عليه يخبرون أمن الكمبوند بعدم استجابة
المجنى عليهم وانتقل معهم أفراد الأمن وبدخول الفيلا عثروا على جثث العائلة وكانت
رائحة الجثث كريهة فلم يستطع أحد الوقوف بجوارها وخلال دقائق حضرت الشرطة وقامت
بإبعاد الجميع وفرضوا كردونا أمنيا بمحيط الفيلا وبعدها بقرابة نصف ساعة حضرت سيارات
الإسعاف وتم نقل الجثث تحت حراسة رجال المباحث.
وقال مصدر أمنى أن المتوفى يتمتع بسمعة طيبة هو وأسرته كما أنه كان ميسور
الحال بحكم عمله فى مجال المقاولات حيث يدرس ابنه وابنته الكبرى فى إحدى الجامعات.
وأضاف المصدر أن
رجال المباحث يعملون على افتراضين، الافتراض الأول رجح قيام الأب بقتل أبنائه
وزوجته والانتحار بسبب مشكلات مادية تعرض لها فى الفترة الأخيرة حيث تراكمت عليه
الديون بينما ذهب الافتراض الثانى وهو الذى تعمل الأجهزة الأمنية التحقق منه وهو
قيام مجهولين بدخول الفيلا وقتل المجنى عليهم بسلاح غير مرخص ووضعة بجوار الجثث
لتضليل رجال المباحث خاصة أن هناك عددًا من الشواهد تؤكد ذلك ومنها وجود خزن السلاح
على الأرض ووجود مخدة فوق رأس الأب القتيل.
وتابع المصدر أن
الأجهزة الأمنية عثرت على رسالة على هاتف المجنى عليه مفادها أنه مطلوب منه تسديد
85 ألف جنيه إيجار للفيلا التى يقطن بها والتى دلت التحريات أن الأسرة المقتولة
انتقلت للعيش بها منذ عامين، وأشار المصدر إلى أن رب الأسرة يسدد إيجار الفيلا منذ 3
أشهر متواصلة.
وأضاف أنه كان لديهم كلب حراسة وخلال الأيام الأخيرة كان يصدر صوتًا مرتفعًا
مما جعلنا نتعجب ونتساءل.
بدأت تفاصيل الواقعة
بتلقى اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، إخطارًا من الرائد تامر عبدالشافى، رئيس مباحث قسم التجمع الأول، مفاده تلقيه بلاغًا من الأهالى بوجود رائحة كريهة
تنبعث من داخل إحدى الفيلات بمنطقة الرحاب، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان
الواقعة وعثر على جثث كل من عماد سعد، 57 سنة، مقاول، وزوجته وفاء ف، 45 سنة، ربة
منزل، وأبنائهما محمد 22 سنة، وعبدالرحمن 18 سنة، ونورهان، 20 سنة، وجميعهم طلاب وجميع
الجثث بها أثار طلقات نارية، وعثر بجوار الجثث على على طبنجة 9 ملى.
وبمعاينة الشقة تبين عدم وجود بعثرة فى
محتوياتها أو سرقة أى منقولات وهو ما يرجح فرضية الانتحار.
وقام رجال المباحث بالتحفظ على السلاح المستخدم وفوارغ الطلقات
وسؤال شهود العيان وجيران المجنى عليهم الذين أكدوا عدم مشاهدتهم لدخول أى شخص
وأنهم فوجئوا بالرائحة الكريهة تبعث من داخل الشقة، وأمر اللواء خالد عبدالعال، مدير
أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى من ضباط قطاع القاهرة الجديدة يشرف
عليه اللواء محمد منصور، شخصيًا للوقوف على ملابسات الحادث.
وكشفت معاينة نيابة القاهرة الجديدة، أن الجثث تم العثور عليها
بأماكن متفرقة بالفيلا، وليست بمكان واحد، وتبين من المعاينة الأولية وجود 11
طلقة فوارغ بموقع الحادث، كما تبين من المعاينة الأولية عدم وجود
"الخزنة" داخل السلاح المستخدم، مما يستبعد فرضية انتحار الجاني، طبقًا
لتقرير النيابة المبدئي، وتم تكليف ضباط المباحث بإجراء تحريات مكثفة ودقيقة حول
الحادث.
كما كشفت معاينة النيابة عن وجود "مخدة" على وجه
المجني عليه، وأن خزنة السلاح كانت ساقطة على الأرض، والدماء في أماكن اختلفت في بعض
الأوقات عن مكان وقوع الجثة كما أن السيارة الخاصة به مستأجرة وعجلاتها فارغة
الهواء.
