السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تستعرض تفاصيل تكنولوجيا "الهوت ديسك" لاستخدام المخلفات الزراعية كـ"وقود بديل".. وزير البيئة: الحكومة تدعم التقنيات الحديثة للبحث عن وسائل جديدة للطاقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، إن خطوة استخدام تكنولوجيا "الهوت ديسك" بالشركة العربية للأسمنت ﻷول مرة على مستوى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، تستهدف استبدال مصادر الطاقة التقليدية بأخرى من المخلفات الزراعية والمخلفات البلدية، لتصل كميتها إلى 185 ألف طن سنوى، والتى تمثل نسبة تصل إلى 35% من إجمالي حجم الوقود المستخدم، الأمر الذى سيسهم فى تقليل فرص حرق مثل هذه المخلفات فى غير مكانها، وبالتالي خفض نسب تلوث الهواء، خاصة وقت نوبات التلوث الحادة خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام.
وأكد فهمى، أن تلك التجربة لها ايضا العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية، منها الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى (غاز ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 90000 طن/ سنة)، مما يجعل الشركة تحقق التوافق مع قانون البيئة رقم 9 لسنة 2009 ولائحته التنفيذية من خلال استخدام الوقود البديل دون أي تغيير يذكر في طبيعة الانبعاثات الغازية وتجنب دفن النفايات البلدية التي تؤدي إلى انبعاث غازات الميثان الضارة واستبدال الوقود الاحفورى بوقود بديل، والذى يكلف الدولة مبالغ طائلة، بالإضافة إلى ثبات تكلفة إنتاج الكلنكر نظرا لاستخدام وقود أقل تكلفة مع زيادة أسعار الطاقة.
وأضاف فهمى، أن هذا المشروع يحقق ميزة اقتصادية مهمة، حيث تبلغ نسبة العائد على الاستثمار 15% وفترة استرداده تبلغ 5 سنوات ويوفر (20) فرصة عمل بالشركة، كما يوفر فرص عمل إضافية نتيجة عملية نقل المخلفات بواقع (100) فرصة عمل.
ولفت فهمي، إلى أن هذه الخطوة تأتى بدعم من مشروع التحكم فى التلوث الصناعي "المرحلة الثانية"، والذي يعتبر أحد أهم مشروعات وزارة البيئة ويسعى إلى دعم ومساعدة الصناعات المصرية لتحقيق التوافق البيئي والالتزام بالقوانين، من خلال تقديم الدعم الفني والمالي للشركات الصناعية، ويساهم فى تنفيذ المشروع بجانب الوزارة مجموعة من الجهات الممولة منها البنك الدولي للإنشاء والتعمير، الهيئة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، الحكومة الفنلندية (Government of Finland)، الاتحاد الأوروبي (EU).
وأعلن وزير البيئة أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بلغت 90 مليون جنيه، قام مشروع التحكم فى التلوث الصناعي بتمويل 68.3 مليون جنيه (80 % قرض و20% منحة لا ترد).
وأوضح فهمى، أن الخبرة العملية أثبتت سهولة استخدام هذه التكنولوجيا وعدم وجود أى تأثير لها على جودة المواد الخام لتصنيع الأسمنت "الكلنكر"، مشيرا الى ان تكنولوجيا الهوت ديسك تعتمد على استخدام الهواء الناتج من تبريد الكلنكر والتسخين الأولى للمواد الخام إلى تلك الناتجة من الوقود البديل مما يحقق مستويات أعلى لكفاءة استخدامات الطاقة.
ونوه فهمى، إلى أن تلك التكنولوجيا المستخدمة تتميز بوجود جهاز حرق فعال يمكنه حرق جميع أنواع المخلفات الصلبة بحجم قطر يصل إلى 1.2 متر، مما يقلل من تكاليف الاستثمار والتشغيل الخاصة بالمعالجة الوسيطة للمخلفات وتخزينها.

من جانبه قال المهندس محمد شهاب، رئيس جهاز شئون البيئة، إن تقنية الهوت ديسك الجديدة، التى تستخدمها أفران مصانع الأسمنت، للحصول على المخلفات المطلوبة، للحصول على الطاقة الحرارية، ذات أهمية عالية؛ مشيرًا إلى أن مصانع الأسمنت هى المرشح الأول فى استخدام الطاقة البديلة، واستخدام المخلفات الزراعية فى الحصول على الطاقة الحرارية اللازمة لمصانعها.
وأوضح «شهاب» لـ«البوابة نيوز»، أن مصانع الأسمنت تحتاج إلى المخلفات، للحصول على الطاقة الحرارية، ونحن نحتاج مصانع الأسمنت للتخلص من القمامة والمخلفات؛ لافتًا إلى أن هناك نفعا اقتصاديا متبادلا بينهما، وأن أى مصنع للأسمنت قادر على استخدام تقنية الهوت ديسك، حيث كانت العربية للأسمنت سباقة باستخدام تلك التقنية، للقضاء على القمامة والمخلفات بالبلاد.
وأضاف، أن الشركة العربية للأسمنت ستسترجع أموالها، التى أنفقتها على تقنية الهوت ديسك، المستخدمة فى القضاء على المخلفات والقمامة، خلال 5 سنوات؛ مشيرًا إلى أن الشركة توفر نحو 120 فرصة عمالة مباشرة وغير مباشر.
وأشار إلى أن البيئة ليست عدوًا للاقتصاد، بل إنهما ضلعان أساسيان لمثلث التنمية المستدامة؛ لافتًا إلى أن وزارة البيئة، بمشاركة الشركة العربية للأسمنت، افتتحت خطًا جديدًا لتكنولوجيا استخدام المخلفات، كوقود بديل، بجانب الفحم لمصانع الأسمنت؛ معتبرًا أن الطاقة الإنتاجية للتكنولوجيا الجديدة، تُقَدَر بـ6 آلاف طن كلينكر، فى اليوم الواحد.
وقال إن هذه الخطوة تستهدف استبدال الوقود التقليدى والأفحورى، بالوقود البديل، من المخلفات البلدية والزراعية، بإجمالى 185 ألف طن مخلفات، فى العام الواحد، وهو ما يعادل 35% من الوقود، ومن كمية الطاقة، التى تستخدمها الشركة.

ومن جانبها، أكدت المهندسة ميسون نبيل مدير برامج التحكم في التلوث الصناعى، أن الشركة العربية للأسمنت أسست بطاقة إنتاجية 4.2 مليون طن وتقوم الشركة حاليا بتشغيل خطين للإنتاج كل منهما بطاقة 6000 طن كلنكر/ يوم، ويعمل الخط الأول منذ عام 2008، والخط الثاني يعمل منذ عام 2010، ويشمل خط الإنتاج على الفرن الدوار ويستخدم الوقود الأحفوري في تشغيل الفرن.
وأشارت إلى أن المشكلة البيئية تتمثل فى ان المصنع يعمل بالفحم الحجري ويتم استخدام السولار في الحالات الطارئة ويبلغ متوسط استهلاك الطاقة 780 ك كالورى/كجم كلنكر، ومتوسط الانبعاثات من المدخنة الرئيسية أقل من 50 مجم/ م3.
وأشارت ميسون، فى هذا الصدد الى رغبة الشركة في خفض اعتمادها على الوقود الأحفوري من خلال الاستخدام الجزئي لبدائل الوقود والتي تشمل هذه البدائل المخلفات الزراعية والمخلفات البلدية، ويعمل استخدام الوقود البديل في أفران الأسمنت على الحد من حرق المخلفات، مما يساعد في خفض التلوث في القاهرة. 
وأضافت ميسون، أنه يتم استخدام أنواع الوقود البديل من المخلفات الزراعية والوقود المستخلص من المخلفات المنزلية (RDF) وتختلف الكميات شهريا، وتم خلال العام الأول من التشغيل استخدام 75 ألف طن من المخلفات (35% من الاستبدال الحراري) وتزيد لتصل 185000 طن من المخلفات سنويًا خلال السنوات القادمة.
وأوضحت أن العائد البيئى يتمثل فى استخدام نحو 75 ألف طن/ سنة من المخلفات البلدية والزراعية بطريقة آمنة، ويؤدى ذلك إلى خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بما يزيد عن 90000 طن/ سنة، وقد تمكنت الشركة من التوافق مع قانون البيئة من خلال استخدام الوقود البديل.