الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف ليوم الأحد 6 مايو 2018

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كبار كتاب مقالات صحف القاهرة الصادرة اليوم /الأحد/ عددا من القضايا العربية والمحلية، أبرزها الجريمة المستمرة التي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين الذين يتظاهرون سلميا في مسيرات (حق العودة) من "تفتيت عظامهم"، إضافة إلى ما تردد عن نية إرسال قوات عربية إلى سوريا وتداعيات ذلك على الأمن القومي العربي.
كما استعرض كبار كتاب الصحف، بالتحليل، الأزمة التي حدثت داخل الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل على خلفية استقالة رئيسة الأكاديمية سارة دانيوس بسبب "فضائح جنسية"، وفي الشأن الداخلي، تناول الكتاب قضية الإصلاح السياسي للحياة الحزبية وكيفية إثراءها للحفاظ مؤسسات الدولة إقرار التداول السلمي للسلطة.
ففي مقاله بعنوان (السيقان المبتورة.. جريمة جديدة وصمت مريب) تحدث الكاتب الصحفي ‬عبدالمحسن‭ ‬سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام) عن جريمة جديدة ابتكرتها إسرائيل وهي "تفتيت عظام سيقان" الشباب الفلسطيني، الذى يتظاهر سلميا، ويطالب بحق العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال الكاتب إنه خلال الفترة الماضية سقط ما يزيد على أربعين شهيدا فلسطينيا وآلاف الجرحي، وبين هذا وذاك استهدفت القوات الإسرائيلية 2200 من الشباب الفلسطينى بإطلاق نيرانها على الأطراف السفلية لهم، وهو ما أدى إلى بتر سيقان 17 فلسطينيا على الأقل خلال المرحلة الماضية.
وأشار الكاتب إلى تقرير نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تحت عنوان (أطراف مبتورة وأحلام محطمة) والذي جاء فيه أن الاحتلال رفض نقل المتظاهرين الجرحى إلى المستشفيات، ما استدعى بتر أطرافهم للحفاظ على حياتهم، ومن بين هؤلاء العديد من الشباب الذى كان يمارس رياضة العدو وحصل على ميداليات محلية وعالمية فيها، ووصف الكاتب هذه الجريمة بـ "العنصرية القبيحة".
وأضاف الكاتب أن التقارير تشير إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم أسلحة محرمة فى ضرب المتظاهرين مثل "الدمدم" (الرصاص الانشطاري المتفجر) رغم أنه محرم دوليا، وقال "إن الجنود الإسرائيليين يطلقون هذا الرصاص بواسطة قناصة محترفين مركزين على المناطق العلوية والسفلية من جسم الإنسان، فإذا أصاب المناطق العلوية فإنه يؤدى إلى تهتك الأحشاء والوفاة، وإذا أصاب الأجزاء السفلية فإنه يؤدى لتهشم العظام بشكل حاد مما يجعل العلاج مستحيلا إلا ببتر الطرف المصاب حفاظا على حياته ليعيش مبتور الساق أو الساقين بقية عمره".
واستنكر الكاتب الصمت الدولى الذي وصفه بـ"المريب"، رغم مطالبة السفير الفلسطينى لدى الأمم المتحدة رياض منصور الأمم المتحدة بإجراء "تحقيق مستقل وشفاف" فى ملابسات مقتل المتظاهرين الفلسطينيين خلال المظاهرات والاحتجاجات على طول الحدود الفلسطينية الإسرائيلية.
ودعا الكاتب ، الولايات المتحدة إلى مراجعة سياستها في المنطقة التي وصفها بـ"الخاطئة"، وذلك "بعد أن فشلت سياسة الكيل بمكيالين"، قائلا "مازال الصمود الفلسطينى يزداد يوما بعد يوم رغم مرور 70 عاما على قيام دولة إسرائيل عام 1948، ثم ابتلاع باقى الأراضى الفلسطينية عام 1967".
واستطرد الكاتب قائلا إن أحداثا عصيبة تعيشها دول المنطقة منذ فترة طويلة لا تستفيد منها سوى إسرائيل، ولأول مرة تصبح إسرائيل في المنطقة الدافئة تماما فى حين تشتعل الأزمات والأحداث الإرهابية داخل دول المواجهة خصوصا والدول العربية عموما، ولذلك فمن المهم أن تفيق الفصائل الفلسطينية من غيبوبتها، وتتخذ ما يجب من إجراءات لإنهاء الفرقة والتشرذم داخل صفوفها، فلا يصح إطلاقا أن تكون هناك دولتان وحكومتان وفصائل متنوعة وعديدة، فى وقت تقوم فيه قوات الاحتلال الإسرائيلى بقتل الشباب الفلسطيني وبتر أطرافهم".
ونوه الكاتب بالجهود الضخمة التي بذلتها مصر من أجل المصالحة الفلسطينية، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود أطراف تعرقل استكمال خطوات المصالحة، فى قت تزداد الأمور تعقيدا على المستوى الدولى، خاصة مع قرب إتمام نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
واختتم الكاتب مقاله بدعوة الفلسطينيين إلى "العودة لمصر، واستكمال ملف المصالحة، والالتزام بكامل بنودها، وإنهاء الفرقة والتشرذم، لتوحيد النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، والانحياز الأمريكي، والصمت العالمى المريب على الجرائم الإسرائيلية".
وفي شأن عربي آخر، تناول الكاتب الصحفي محمد بركات في عموده (بدون تردد) بصحيفة (الأخبار)، ما تردد بشأن إرسال قوات عربية في سوريا، واستعرض تأثير ذلك على منظومة الأمن القومي العربي، قائلا "سواء كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،‬ المثير للجدل منذ انتخابه وتوليه المسئولية وحتى الآن، قد طلب بالفعل من بعض الدول العربية إرسال قوات عربية إلى سوريا أو أنه لم يطلب ذلك بصفة رسمية واكتفى بالإشارة إليه في سياق تصريحاته أو"‬تويتاته" - تدويناته على موقع التواصل (تويتر) - المتعددة والمتدفقة صباحا ومساء محدثة الكثير من اللغط والصدمة، فمن الواضح أننا أمام أمر جد خطير".
واستطرد "إننا أمام حقيقة قائمة على أرض الواقع السياسي بالمنطقة سيكون لها تأثيرها وانعكاساتها على الساحة العربية والإقليمية والدولية أيضا، ما يحتم النظر إليها بعين الدراسة والتدقيق والحذر أيضا... إننا أمام رغبة أمريكية باتت معلنة، وهي الزج بالدول العربية إلى حلبة الصراع الدموي الدائر علي الأرض السورية، بصورة مباشرة ودون لبس أو إبهام".
ورأى الكاتب أن هذا الأمر يعد متغيرا يحمل في طياته الكثير من "الاحتمالات الوعرة والمنزلقات غير الآمنة، ما يستوجب أن توضع في الاعتبار".
وأردف الكاتب بالقول "قد يري البعض أنه لا جديد في هذا الأمر، خاصة أن بعض الدول العربية متورطة بالفعل في الصراع الدموي علي الأرض السورية طوال السنوات السبع الماضية، من خلال وكلاء عنها من بين التنظيمات المتعددة المتصارعة والمتقاتلة هناك، ومن خلال دعمها المباشر لبعض فصائل المعارضة المسلحة التي هي طرف أساسي في الحرب القائمة هناك، ولكن تلك الرؤية مردود عليها، بأن ما هو ظاهر هناك حتى الآن يمكن التنصل منه أو نفيه والادعاء بعدم صحته من جانب القائمين به، أما الوجود الرسمي لقوات تمثل جيوش دول عربية فهو أمر آخر، فيه جانب كبير من الخطورة".
واعتبر الكابت أن "مكمن الخطورة" في أمر إرسال قوات عربية لسوريا "لن يكون سهلا، في ظل الأجواء الضبابية والأوضاع المعقدة على الساحة السورية، محذرا من احتمالية تورط هذه القوات في الحرب الدائرة في سوريا؛ ما يعني أن الحرب ستصبح عربية عربية بصورة مباشرة وواضحة، وهذا منزلق خطير بل بالغ الخطورة".
وأبرز الكاتب - في ضوء هذا - التوضيح الذي أكدت فيه وزارة الخارجية المصرية أن "مصر لا ترسل قوات مصرية خارج أراضيها، إلا وفقا لآليات وضوابط وقواعد الدستور المصري، وفي مثل الحالات الخاصة بقوات حفظ السلام".
وفي شأن الأزمة التي ضربت الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل، قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد في عموده الصحفي (نقطة نور) بصحيفة (الأهرام)، "في هذا الزمن الغريب الذى لا يعفى أى مؤسسة من مرض الفساد مهما يكن عُلو اسمها، ضرب الفساد الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل، وأعلنت الأكاديمية امتناعها عن منح جائزة نوبل للآداب لعام 2018 عقب نشر الصحافة السويدية أنباء عن فضائح تحرش جنسى داخل الأكاديمية، عطلت إعلان جائزة نوبل فى الآداب هذا العام، وإن كانت الأكاديمية قد أكدت فى بيان مختصر أن باقى جوائز نوبل التى لم يلحق بها أى أذى سوف يتم إعلانها فى الوقت المحدد".
وأضاف الكاتب: "نشرت الصحافة السويدية أن المصور الفرنسى جان كلود أرنولد زوج إحدى العضوات الأكاديميات، الشاعرة السويدية كاترينا فروستين عضو لجنة المحلفين فى الأكاديمية التى تضُم 18 شخصية، يشكلون لجنة ترشيح الجائزة، متهم بالتحرش الجنسى بأكثر من 18 سيدة داخل الأكاديمية وخارجها، كما أنه متهم بتسريب 7 أسماء فازت بالجائزة، لكنه أنكر الاتهامين، وقد اضطرت الشاعرة كاترينا إلى التخلى عن عضويتها فى اللجنة، وبسبب هذه الفضيحة أعلنت رئيسة الأكاديمية سارة دانيوس استقالتها، وثمة أنباء عن أن الأميرة السويدية فيكتوريا ولية العهد لم تسلم من تحرش المصور الفرنسى، كما توقف عن عضوية لجنة المحلفين للجائزة عدد آخر من الأكاديميين غير زوجة المصور الفرنسى الشاعرة السويدية بحيث لم يبق من أعضائها الـ18 سوى 11 شخصاً".
ورأى الكاتب الصحفي الكبير أن امتناع الأكاديمية السويدية عن إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب عن عام 2018 يعتبر حدثاً فريداً لم يتكرر منذ عام 1949، لأن الأكاديمية السويدية علقت إعلان جائزة نوبل للآداب 7 مرات على طول تاريخها بسبب الحرب أو إخفاق المحلفين فى الاتفاق على اسم مرشح يفوز بالجائزة.
وأشار الكاتب إلى ترحيب الحكومة السويدية بقرار تأجيل إعلان جائزة نوبل للآداب، كما أعلن ملك السويد كارل جوستاف أن الامتناع عن إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 2018 سوف يمكن الأكاديمية من التركيز على محاولة استعادة مصداقيتها، لأن ما حدث أثر بالسلب على الجائزة، لكن الملك السويدى - والكلام للكاتب مكرم محمد - حض الأكاديمية على أن تعمل دون كلل من أجل استعادة سمعة الجائزة ومصداقية الأكاديمية التى تضررت كثيراً بسبب هذه الحوادث.
واستطرد بالقول "لقد تسببت الأضرار - التى لحقت بسمعة الأكاديمية - فى غضب فئات عديدة من المجتمع السويدى خرجت فى مظاهرة حاشدة، أحاطت بمبنى الأكاديمية يحتجون على عدم طرد الشاعرة السويدية كاترينا فروستين عضو لجنة المحلفين وزوجة المصور الفرنسى بطل فضيحة الأكاديمية.
ونوه بما جاء في بيان الأكاديمية بأن "الأزمة تعتصر الأكاديمية من داخلها، وأن الخلافات والاتهامات المتبادلة تسيطر على مناخ الأكاديمية وعلاقات أعضائها"، وأنه في غضون عام "تأمل أن تعيد (الأكاديمية) النظر فى عضوية لجانها، وتحدث نظم الأداء وإحكام الرقابة على أنظمة تصنيف المعلومات السرية، والقيام بعملية إصلاح شامل تستهدف إعادة تقنين نظم الإدارة والرقابة والمتابعة؛ بما يمنع تكرار ما حدث، ويسمح لأعضاء اللجان والمحلفين بأن يغادروا الأكاديمية مختارين ليحل مكانهم آخرون يجددون دماء الأكاديمية ويعملون على تطويرها مع المزيد من الانفتاح على العالم الخارجى".

أمام الكاتب الصحفي كرم جبر فاستعرض في صحيفة (الأخبار) شأنا محليا، وكتب تحت عنوان (ضوء أحمر للأحزاب القادمة): إن "أهم من (الحزب الحاكم)‬ هو (‬الحزب المعارض)، لأن أناسا بطبيعتها تكره التأبيد وتحب التغيير، ودرس الحزب الوطني يجب أن يكون ماثلاً في الأذهان.. الحكومة تحتاج لحزب يقف في ظهرها، ويدعمها ويساند سياساتها، والديمقراطية لا تستقيم إلا بحزب معارض، يراقب ويحاسب ويثري الحياة السياسية، ولن تنجح التجربة إلا إذا تم الاتفاق علي العمل تحت مظلة وطنية، يلتزم بها الجميع، وأهم بنودها المحافظة علي مؤسسات الدولة، وإقرار التداول السلمي للسلطة عن طريق صندوق الانتخابات".
وأكد الكاتب الصحفي أهمية الضوابط الدستورية والقانونية لعودة الحياة الحزبية على "أرضية نظيفة تثري التجربة وتدفعها للأمام، وتؤمن البلاد من آتون الصراع، وإيقاع الرأي العام في دوامة الاختلاف، أكثر مما هو حادث الآن".
ورأى الكاتب أن من أهم الضوابط لتأمين الحياة الحزبية: سد الثغرات أمام عودة الأحزاب الدينية، مثلما حدث مع حزب العمل (‬الاشتراكي) الذي انقلب إلي "‬إسلامي"، وكذلك ضرورة الاتفاق على المظلة الوطنية التي لا تخرج عنها الأحزاب، وتحفظ أمن البلاد واستقرارها، ووفقاً لما هو معمول به في الأنظمة الديمقراطية في الدول المتقدمة، وترسيخ مبدأ الانتخابات النزيهة الشفافة التي استقرت في السنوات الأربع الماضية، وعدم التضييق على أحزاب المعارضة في مزاولة أنشطتها شريطة احترام القانون.
وتحدث الكاتب عن كثرة الأحزاب التي تأسست بعد 25 يناير حتى الآن والتي لا يتجاوز عدد أعضائه أرقاماً هزيلة، وليس لها مقار، مؤكد في الوقت ذاته على أهمية أن "تدب الحياة في الجثة الكائنة في غرفة الإنعاش"، و"أن يشعر الناس برغبة حقيقية في تبني قضاياهم والتعبير عنهم، لملء الفراغ السياسي الذي تشغله الاتجاهات المتطرفة، والسماح لأجيال الشباب التواقين للمشاركة، بالعمل تحت أطر مظلات شرعية، تعيد اكتشافهم وتدفعهم في الشرايين المجمدة".
وخلص الكاتب إلى ضرورة "تطهير الأرض قبل البناء عليها"، وذلك لإحياء الحياة الحزبية التي يحلم بها الناس.