الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتخابات العراق وليبيا تؤرق "داعش" و"الإخوان".. قيادي سابق بالجماعة الإسلامية: إيران وراء تمول تنظيم "البغدادي" لمصالح طائفية.. باحث سياسي: صراع الميليشيات يهدد أحفاد "عمر المختار"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عدد من الخبراء، أن الانتخابات تشكل خطرًا كبيرًا على التنظيمات الإرهابية، لأنها تجلب الاستقرار، ولذا زادت وتيرة تهديدات "داعش" باستهداف مراكز الاقتراع في كل من العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى قيامه بتفجير مقر المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس.



وقال عبدالشكور عامر، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات الإسلامية: إن أي استقرار أو استقلال تتمتع به البلدان يفسد على تنظيم "داعش" أي مخطط إرهابي، كان ينوى فعله، لذلك هو يستهدف الانتخابات.
وأضاف عامر في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن داعش يكره الانتخابات، ويكره الديمقراطية، ولا يعترف بها في العقيدة الإرهابية الخاصة به.
وتابع " داعش لا يريد أن تنعم الشعوب العربية بحرية التعبير ولا يحبذ أن يكون هناك حكومات ونظام مستقر ومستقل، لأن كل ما يرغب به هو تدمير العالم وتحويله لما يسمي بولايات".
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الانتخابات، سواء كانت تشريعية أو رئاسية تُشكل خطرا كبيرا على داعش، لأن الانتخابات تجلب الاستقرار للدول، والاستقرار لا يروق لداعش، خاصة أنه يريد أن تعم الفوضي لينمو ويزدهر.
واستطرد: " تنظيم داعش لا يرغب في استقرار دولة العراق، لأن نجاح العملية الانتخابية هناك تعني القضاء على داعش والإرهاب في آن واحد".
ولفت، إلى أن إيران تدعم تنظيم "داعش" الإرهابي، وتدفع له الكثير من الأموال ليخرب العملية الانتخابية، ويقصي الفئة السنية من الانتخابات، مقابل أهداف سياسية شيعية لصالح إيران.
وواصل " الميليشيات التابعة لحزب الله الشيعي في العراق، تتعاون مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي من أجل إفساد اللجان الانتخابية، ومنع السنة من الإدلاء بأصواتهم".

وبدوره، قال خالد الزعفراني، الإخواني المنشق والباحث في شئون الحركات الإسلامية: إن تنظيم داعش الإرهابي يعتبر الانتخابات "كفرا" وأمرا مخالفا لشرع الله، لذلك من الطبيعي أن يهدد باستهدافها.
وأضاف الزعفراني في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن إيران لها مصلحة في عدم استقرار العراق، لذلك تدعم داعش، وتأمره بشن هجمات على لجان اقتراع الانتخابات، ففي حال سير العملية الانتخابية على أكمل وجه، واستقرار العراق، فإن هذا سيمنع تغلغل إيران في العراق، وبالتالي تنتهي مصالحها هناك، لذلك داعش الذي تدعمه إيران لا يريد أن تكون هناك انتخابات عراقية.
وأوضح الإخواني المنشق، أن إجراء الانتخابات العراقية ونجاحها، سيحد من امتيازات بعض الأطراف الشيعية المسيطرة في العراق، وهذا الأمر يزعج إيران.
وأشار، إلى أنه بالنسبة للانتخابات في أفغانستان، فداعش يستهدفها لأنه يريد أن يحدث فتنا طائفية بين السنة والشيعة المتواجدين هناك.

وفي السياق ذاته، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بـ"الأهرام": إن تنظيم داعش الإرهابي، يسعى لعرقلة الانتخابات المقررة في أفغانستان في أكتوبر المقبل، كما يدفع باتجاه الانقسام الطائفي في هذه الدولة.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن ضعف إجراءات الحكومة الأفغانية، لمواجهة هجمات "داعش" ضد الشيعة، قد تسهم بالفعل في خلق جو من الانقسام الطائفي.
وتابع: "داعش يسعى للحصول على دعم الجماعات السنية الأفغانية المتطرفة، ولذا يستهدف الشيعة بكثرة، ويسعى لتأجيج النعرات الطائفية".
وبالنسبة لليبيا، قال النجار، إن ما يحدث في هذه الدولة، هو صراع بين الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن جماعة الإخوان الإرهابية ترفض إجراء الانتخابات في ليبيا، حتى لا يلفظهم الشعب مرة أخرى.
وشدد النجار على أن، الانفجار الانتحاري الذي وقع في 2 مايو في مقر مفوضية الانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس، يهدف إلى زعزعة أمن البلاد، وإيصال رسائل لأطراف أخرى، بأن الإرهابيين موجودون بأكبر مدينة في ليبيا.
وطالب النجار الشعب الليبي أحفاد عمر المختار بالوقوف صفًا واحدًا خلف الجيش الليبي، والأجهزة الأمنية الحقيقية.

وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، تبنى، التفجيرين الانتحاريين، اللذين استهدفا الأربعاء الموافق 2 مايو، مقر المفوضية العليا للانتخابات في حي غوط الشعال وسط العاصمة الليبية طرابلس.
وفي بيان عبر وكالة "أعماق" التابعة له، قال التنظيم الإرهابي:" انطلق الانغماسيان أبو أيوب وأبو توفيق نحو مقر المفوضية العليا للانتخابات الليبية في طرابلس، ونجحا في تفجير حزامين ناسفين ارتدياه داخله".
ونقلت "فرانس برس" عن مصادر ليبية قولها، إن الانتحاريين أرديا بالرصاص عنصري أمن عند بوابة المفوضية، ثم اقتحما مقرها، وهما يصيحان "الله أكبر"، وفجرا نفسيهما داخله.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم أدى إلى اندلاع حريق في جزء من مكاتب المفوضية، استغرق إخماده ساعات.

وبدوره، أعلن الناطق الإعلامي باسم المفوضية خالد عمر، أن بين القتلى ثلاثة من موظفي المفوضية، وأربعة من رجال الأمن، الذين تبادلوا النار مع الانتحاريين، اللذين نفذا الهجوم.
وتضاربت التقارير حول حصيلة الضحايا، إذ أعلنت مصادر رسمية ليبية أن التفجيرين أسفرا عن سقوط 12 قتيلا على الأقل و7 جرحى، فيما أشار شهود عيان إلى أنهما تسببا في سقوط حوالي 20 قتيلا و15 جريحا.
وفي 22 إبريل الماضي، قتل 7 أشخاص على الأقل، وأصيب 5 آخرون، في تفجير عبوة ناسفة قرب مركز لتسجيل الناخبين بولاية بغلان شمالي أفغانستان، وذلك في ثاني اعتداء من نوعه في يوم واحد.
وقالت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية: إن التفجير استهدف سيارة تقل مدنيين بمدينة بولي خمري، في بغلان".
وتابعت "الضحايا جميعهم من عائلة واحدة، بينهم أطفال ونساء، وكانت العائلة تمر بسيارتها أمام مركز تسجيل الناخبين، عندما انفجرت العبوة الناسفة".
وكان هجوم انتحاري، استهدف أيضا في 22 إبريل مركزا لتسجيل الناخبين في حي "دشت برتشي" ذي الغالبية الشيعية في غرب العاصمة الأفغانية كابول، ما أسفر عن حوالي 50 قتيلا، و112 جريحا، وبين القتلى، 21 امرأة، وخمسة أطفال، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيد مجروح.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن قائد شرطة كابول داوود أمين، قوله إن "الناس كانوا متجمعين عند مركز لتسجيل الناخبين على اللوائح الانتخابية، عندما وقع هجوم انتحاري عند مدخل المركز".
فيما أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش الإرهاب، مسئولية التنظيم عن الانفجار، وقالت: "عملية استشهادية بسترة ناسفة استهدفت مركزا انتخابيا بمنطقة دشت برتشي في كابول"، ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
وفي 25 إبريل الماضي، كشفت السلطات الأمنية العراقية، عن إحباط "مخطط داعشي"، كان يستهدف تنفيذ عمليات إرهابية في مدينة الموصل بمحافظة "نينوي" بشمال البلاد، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو.
وقال مصدر أمني عرقي، في بيان نشرته وسائل الإعلام المحلية، إنه "وفق معلومات استخباراتية، تمكنت قوة أمنية في نينوي من نصب كمين في جنوب شرقي الموصل، وأوقفت سيارة يستقلها 5 أفراد، كانوا ينوون دخول المدينة من جانب حي جديدة المفتي، وبعد أن تم التدقيق في أوراقهم الثبوتية، تبين أنها مزيفة".
وأشار المصدر، إلى أن التحقيقات الأولية مع الموقوفين أظهرت أنهم قياديون في تنظيم داعش الإرهابي، وكانوا يحاولون دخول الموصل من جديد، بعد أن فروا منها نحو الصحراء.
وتابع "الدواعش الخمسة كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو المقبل".
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، هدد مؤخرا في تسجيل صوتي على "التيلجرام"، باستهداف مراكز اقتراع الانتخابات البرلمانية العراقية، فيما لا تزال القوات العراقية تلاحق المشتبه في صلتهم بالتنظيم الإرهابي، واعتقلت آلافا منهم على مدى الأشهر الماضية منذ استعادة الموصل من قبضة التنظيم صيف 2017.