الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جدوى مؤتمرات كليات الإعلام!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسابقت كليات ومعاهد الإعلام الحكومية منها، والخاصة فى إقامة المؤتمرات السنوية لمناقشة العديد من القضايا الإعلامية، والتى تعتقد أنها تمثل عائقًا فى سبيل تنمية المجتمع الذى يحتاج إلى مناقشة قضاياه فى الإعلام وقضايا الإعلام نفسه الذى أصبح دوره مؤثرًا فى استقرار المجتمعات من عدمه! على اعتبار أن هذه المؤتمرات التى تعقد بشكل دورى بهدف إعادة المسار الصحيح للإعلام الوطنى والخاص على السواء، أو من أجل نشر مجموعة من الأبحاث العلمية فى مجلات دورية تصدر فى الغالب عن الجهة المنظمة للمؤتمر كالكلية أو المعهد أو الجامعة، وفى الحقيقة هذه الأبحاث لا يقرأها أحد من الجماهير والمواطنين والخبراء إلا الباحثون المتخصصون فقط الذين يسعون إلى إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه لنيل الدرجة العلمية والسلام!

والأبحاث المقدمة فى هذه المؤتمرات يسعى خلالها الباحثون إلى التقدم للترقية الجامعية فقط، ويقومون بمناقشة البحث أثناء المؤتمر وربما يضعون توصيات ولكنها فى الحقيقة لا تنفذ فى الواقع كما أن الهدف الحقيقى من هذه المؤتمرات لا يطبق بل يوضع على أرفف المكتبات، وتذهب أدراج الرياح انتظارًا لمؤتمر جديد! ربما كان من أهداف المؤتمرات الدورية لكليات الإعلام من أجل الدعاية الإعلامية للكلية أو المعهد الخاص أو الحكومى لجذب الأنظار نحوه وإظهار مدى اهتمامه بالبحث العلمى والجدية وليس مجرد كيان «سبوبة» الهدف منه مادى أكثر منه تقديم رسالة تعليمية بل لجلب أكبر عدد من الطلاب فى السنة الدراسية الجديدة، لذا فتحرص كل جهة خاصة أو حكومية إلى عقد المؤتمر وتخصيص ميزانية ما للإنفاق على المؤتمر والضيوف الحضور، وفى الحقيقة تجد أن هذه المؤتمرات لا تقدم شيئًا يذكر للمجتمع سوى شو إعلامى وتصوير أعضاء هيئة التدريس بابتسامات فاترة ومجاملة، وربما ساخرة أثناء المؤتمر، وينتهى الأمر دون أن يحدث شيء أو ربما كأن شيئًا لم يكن!

فهذه المؤتمرات قد أصبحت بأى حال من الأحوال أمرًا غير مستساغ ويطرح العديد من التساؤلات حول جدوى إجراء مؤتمرات الإعلام فى مصر ما دام ليس هناك جديد يقدم فى الإعلام على غرار كليات الطب على اختلافها التى من المنطقى والضرورى أن تعقد مؤتمرات تقدم فيه الجديد فى العلاج والعمليات وغيرها من الكليات العملية كالهندسة والعلوم والصيدلة، ولكن الإعلام لا يحتاج إلى كل هذه المؤتمرات التى أصابتنا «بالريالة» الإعلامية وليس الريادة كما نبتغى زورًا وبهتانًا! والتى ينفق عليها الكثير دون جدوى حقيقية ودون وجود قواعد وضوابط حقيقية وصارمة للإعلام بل هى فى الواقع قواعد بسيطة ومحدودة وليس فيها مسائل «مجعلصة» على غرار تجارب وأبحاث كليات الطب التى تحتاج فعلا إلى مؤتمرات ربما بصفة يومية

ومن ناحية أخرى فإنه حتى الآن لا توجد نظرية إعلامية عربية أو مصرية أو بحرانية حتى الآن يتم الاعتماد عليها فى بحوثنا الإعلامية فكل النظريات الإعلامية غربية وأجنبية ونكتفى نحن هنا فقط بترجمة هذه النظريات فقط ونقدمها لطلابنا، والغريب أننا نطبقها على مجتمعاتنا ونحصل من خلال هذا على درجات علمية من قبل نفس الدكاترة الذين حصلوا على الأستاذية ليمنحونا الدكتوراه والماجستير ويحكمون ويقيمون أبحاث الترقية الجامعية! والأمر الأكثر غرابة عندما تسمع كلمات فى مقالات من قبل قامات إعلامية أو أكاديمية ثم تفاجأ بأن هذه القامات الكبيرة وهم كثيرون فى الجامعات والإعلام والسوشيال ميديا، لم يقدموا نظرية إعلامية واحدة مصرية جدًا - بإعلامه وسلاطاته وبابا غنوجه - لذر الرماد فى العيون بالرغم من مرور أكثر من ٨٠ سنة على ظهور كليات الإعلام فى مصر حيث يرجع تاريخ الدراسات الإعلامية الجامعية فى مصر إلى عام ١٩٣٩، حينما تم إنشاء معهد الصحافة العالى الذى عُرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترجمة والصحافة فى كلية الآداب جامعة القاهرة! وفى ١٩ ديسمبر ١٩٦٩ تم تحويل القسم إلى معهد مستقل للإعلام فى مارس ١٩٧١، وفى ١٩٧٤ تحول معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أول كلية مستقلة للإعلام فى الشرق الأوسط، كان مكانها بالدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، توالى على رئاسة معهد التحرير والترجمة والصحافة، ثم قسم الصحافة، ومعهد الإعلام، وكلية الإعلام بجامعة القاهرة والآن في عدد من المحافظات مثل بنى سويف والسويس والأزهر وأقسام الإعلام فى كليات الآداب وكليات التربية النوعية ومعاهد إعلام الطفل والبيئة ناهيك عن كليات الإعلام والمعاهد العليا الخاصة، ورغم كل هذا وما يعقد من مؤتمرات لكليات الإعلام ليس له جدوى سوى الجدل البيزنطى والمناقشات وتناول الأطعمة الشهية والتصوير والتوصية دون التطبيق واقعيًا بينما واقع الإعلام لا يزال يعيش فى فوضى عارمة وعدم وجود تنظيم جيد له ويحتاج إلى ثورة حقيقية تعيد مسيرته بشكل صحيح حتى يثق الناس فى الإعلام وهو الهدف المنشود والمبتغى!.