الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ماذا يريد وزير التربية والتعليم؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نتابع منذ أيام ما يدور فى وزارة التعليم من قرارات جديدة بشأن التعليم فى مصر بدأت بالجدال حول مادة التربية الدينية، وهل تدخل فى المجموع أم تخرج منه؟ وهل تبقى أم يتم استبدالها بمادة المواطنة والأخلاق؟ وصولاً إلى قرار إلغاء المدارس التجريبية اللغات، وتحويلها إلى مدارس حكومية عادية، وهو القرار الذى أصاب الكثير من المواطنين فى مقتل، وفى آخر تصريحات لوزير التربية والتعليم، قال إنه وفقًا للنظام التعليمى الجديد المقرر تدشينه بدءًا من سبتمبر المقبل، بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، يجرى التركيز على تعليم الطلاب اللغة العربية، حتى يتمكنوا من لغتهم الأم حفاظًا على هويتهم. مؤكدا أنه بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الابتدائية، سيدرس الطلاب جميع المواد باللغة العربية بما فى ذلك العلوم والرياضيات، هذا بالإضافة إلى دراسة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية بدءًا من مرحلة رياض الأطفال. متابعًا، أنه بدءًا من المرحلة الإعدادية، سيدرس الطلاب مادتى العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، حتى يتمكنوا من الاطلاع على المصادر الخارجية فى هاتين المادتين، موضحًا أن هذا النظام سيجرى تطبيقه على جميع المدارس الحكومية الرسمية والتجريبية، أما بالنسبة للمدارس الخاصة لغات فيجرى توفير نسخة مترجمة للغة الإنجليزية من المناهج يدرسها طلاب هذه المدارس.

وبرر الوزير اتجاه الوزارة لتدريس المناهج باللغة العربية حتى نهاية المرحلة الابتدائية، إلى أن الطلاب لا بد أن يتمكنوا من لغتهم الأم، وهذا لا يتأتى إلا بدراستها لعدد من السنوات، متابعًا: «مفيش دولة فى العالم بتدرس المناهج بلغة أجنبية عن اللغة الأم مضيفًا «مفيش مدرسة فى فرنسا بتدرس مناهجها باليوناني، اللى عايز يعلم ولاده بالألمانى أو الفرنساوى يودى ولاده مدارس دولية ويدفع فاتورة ترجمة المناهج». التصريحات أثارت أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية والمتميزة، وهى مدارس حكومية يدرس طلابها مناهج العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بدءًا من الصف الرابع الابتدائي.

وقال أولياء الأمور إنهم اختاروا تعليم أولادهم بالمدارس التجريبية والمتميزة، على الرغم من أنها مدارس بمصروفات، وسن الالتحاق بها مرتفع مقارنة بالمدارس الحكومية العادية، وذلك لأن أبناءهم سيدرسون باللغة الإنجليزية بدءًا من الصف الرابع الابتدائي، إلا أنه وفقًا لتصريحات الوزير سيظل الطلاب يدرسون باللغة العربية حتى نهاية المرحلة الابتدائية، فلماذا إذا ألحقوا أبناءهم بهذه المدارس. وهنا أود الرد على تصريحات السيد الوزير فى أكثر من نقطة أثارها سيادته:

اللغة الإنجليزية هى لغة نقل العلم والتكنولوجيا عالميًا، ونحن لسنا كفرنسا لتقارننا بها، فهى دولة مصدرة للعلوم ونحن ما زلنا دولة نامية.

كيف تتخيل أن يتم تأسيس الأولاد فى الحساب والرياضيات بالعربية ثم يستكمل الدراسة بعد ٣ سنوات بالإنجليزية. طلاب المدارس التجريبية من أعلى الدرجات فى اللغة العربية فى الشهادات.

إذا كانت الدولة ترى أن التعريب هو الحل، فلماذا لا تعمم تلك التجربة على كل مدارس الجمهورية وكلياتها، وهل إذا احتجنا نقل للتكنولوجيا أو العلم من الخارج سنلجأ لمَنْ؟

ما أراه منذ فترة أن الحكومة المصرية عندها إصرار على عمل فجوة فى المجتمع المصرى تجعل الغنى هو القادر الوحيد على تعليم أولاده لغات، أما غير القادر فعليه أن يتعلم عربى فقط، ونضعه على الرف عندما يكبر ولا يجد فرصة عمل التى تشترط فى الأساس معرفة لغة.. حقيقةً لا أعرف هل نضحك على أنفسنا أم نضحك على مَنْ؟ عندما نطالب الشباب أن ينمى مهاراته ويتعلم لغات حتى يستطيع أن يجد فرصة عمل مميزة ثم نضرب هذه الفرصة له، ونتركها فقط لمن يستطيع أن يدفع ثمنها.

هل السيد الوزير مدرك أنه فى مثل تلك الظروف الاقتصادية الصعبة التى تأكل فى الطبقة المتوسطة من كل جانب عندما يخرج عليها بمثل هذا القرار الذى يحرم أبناءهم من مستوى تعليمى ارتضوا به واعتبروه مميزًا، ورضوا أن يدفعوا فيه أضعاف ما تأخذه المدارس الحكومية العادية رغبة فى تعليم أبنائهم لغات تنفعهم فى حياتهم العملية بعد التخرج ليتم حرمانهم من ذلك تحت زعم أن من يريد تعليم ابنه لغات فليذهب به إلى المدارس الخاصة أو الدولية، ولا أعلم ما تفسير سيادته لتلك المقولة، وهل هى خصخصة مقنعة للتعليم أم ماذا؟ ما معناه أن تجبر المواطن أن يذهب للمدارس الدولية لتعليم ابنه تعليمًا مقبولًا؟ وما مصير من لا يملك إلا القليل؟ هل سيادة الوزير مدرك كم الضغط الذى سيحدث على المدارس الحكومية جراء هذا القرار طالما أغلق الباب فى التجريبى؟ سيادة الوزير أتريد جيلاً عنصريًا طبقة تعلمت فى أروقة المدارس الدولية والخاصة هى فقط من تعلمت اللغات، وطبقة لا تستطيع ترجمة حتى لافتات الترحيب أو الإعلانات؟ 

تقترح ما تقترحه وتضرب عرض الحائط، وتتجاهل ثقافة شعب بأثره وأيدولوجياته حتى ديننا الحنيف أوصانا بأنه حتى نأمن عدونا علينا بمعرفة لغته

لا أعلم كيف تهيئ أجيالاً قادمة لتحمل شعلة المعرفة وتحدث بينهم الفرقة فى الثقافة والهوية، دع المدارس التجريبية وطور المدارس الحكومية العادية.

حقيقة ًالتعليم أصبح حقل تجارب وكبار المتحكمين فى التعليم أصحاب المدارس الدولية لن يجرؤ أحد على مخاطبتهم.

كان الله فى عون الشعب المصرى، وفى عون الرئيس السيسى الذى يتم شحن الشعب ضده من داخل حكومته.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.