قال الشيخ أحمد محمد حسين، من علماء الأزهر وعضو نقابة العاملين بالتعليم والبحث العلمى، كان النبى صلى الله عليه وسلم، يصوم الاثنين والخميس، فلما سُئل لماذا تصومهما، قال أصوم يوم الاثنين لأنه يوم ولدت فيه، وأصوم الخميس لأن الأعمال ترفع فى هذا اليوم، وأنا أحب أن يرفع عملى وأنا صائم.
وأوضح أن هذا يدل على أن المسلم يجوز له أن يحتفل بميلاده بالطاعة لا بالمعاصى وما حرم الله. أما صيام يوم الخميس الذى ترفع فيه الأعمال، فانظر لعملك إن عرضت هذه الصحيفة على الله، ما يوجد فيها، تخيل إن رفعت أعمالك كل خميس وبها كل هذه الطاعات نسأل الله القبول، وإن رفعت الأعمال وبها كذب وغيبة ونميمة وأكل حقوق الناس وبهتان وسب وشتم احفظ لسانك واحفظ نظرك وأذناك.
من جانبه قال الأب يوسف فرج الله، كاهن كنيسة العذراء مريم بالحدائق، ليس معنى الصوم هنا، تناول الطعام الخالى من اللحوم والألبان، وإنما هو فترة تقربنا من الله، فالصوم والصلاة يطردان الشيطان وبهمها نحيا حياة مع الله.
وأضاف: نصوم يوم الأربعاء نستنكر كل أوجه الخيانة والغدر، «فقد غدر يهوذا الأسخريوطى بالمسيح وخانه وسلمه للأعداء يوم الأربعاء»، ونتسلح ضدها بأن نحذر نحن أن نفعل مثل يهوذا الخائن مع الله أو مع الكنيسة أو مع أى شخص آخر. ولأننا فى حياتنا قد نتعرض للخيانة، ونكران الجميل من الآخرين فى صور مختلفة، لذلك فنحن بهذا الصوم نتسلح، فتمر علينا هذه الأمور إذا حدثت معنا دون أن تنال منا وتتعبنا نفسيًا
وتابع: نضع ثقتنا فى الله وحده لأن كل البشر تحت الضعف، إذا فنحن فى احتياج أن نصوم يوم الأربعاء لفائدتنا.
واستطرد قائلا: أما صوم يوم الجمعة من كل أسبوع، فهو لتذكار آلام السيد المسيح عنا وصلبه على الصليب، وتعرضه لكل صنف من الاستهزاء والعار والألم، ونحن فى حياتنا قد نتعرض للألم والاستهزاء والاحتقار وكل صنوف الاضطهاد، إذ نتذكر سيدنا يسوع المسيح، وما قاساه من آلام عنا تهون آلامنا ونقبلها كمشاركة منا فى آلامه عنا، وتقديرًا لحبه الذى جعله يقبل كل هذا لأجلنا، وتمر علينا الآلام هينة معه.
