السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود السعدني.. الساخر الكبير

محمود السعدني
محمود السعدني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تميز أدب السعدني بالنقد اللاذع والسخرية الشديدة، وتعتبر مذكراته "الولد الشقي" من أروع ما كتب من أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وتم نشرها في سلسلة كتب في الفترة من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات، وحملت عناوين فرعية "طفولته وصباه في الجيزة"، "قصة بداياته مع الصحافة"، "الولد الشقي في السجن"، "الولد الشقي في المنفى".
السعدني، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الجمعة، حيث ولد عام 1928 بالجيزة، وبدأ العمل بالصحافة فور تخرجه، وكان يكتب في بعض الصحف والمجلات الصغيرة، ثُم انتقل للعمل في مجلة "الكشكول" التي كان يُصدرها الراحل مأمون الشناوي، وظل يكتب فيها حتى تم إغلاقها؛ ما اضطره للعودة إلى العمل كصحفي في جريدة "المصري" والتي كانت لسان حال حزب الوفد في ذلك الوقت، وعمل أيضًا في دار الهلال، ولم يلبث أن أصدر مجلة هزلية بالتعاون مع رسام الكاريكاتير طوغان، ولكن تم إغلاقها بعد إصدار أعداد قليلة، وظل على هذا الحال حتى قيام ثورة يوليو 1952.
أيّد السعدني الثورة منذ قيامها، وانتقل للعمل في جريدة الجمهورية، والتي أصدرها مجلس قيادة الثورة، واستمر السعدني في العمل بعد رحيل السادات عن الجريدة إلى رئاسة البرلمان، وتولي كامل الشناوي مسئولية تحريرها، ولكن سُرعان ما تم الاستغناء عن خدماته مع العديد من زملائه منهم بيرم التونسي وعبد الرحمن الخميسي، فانتقل للعمل مُديرًا لتحرير مجلة روز اليوسف الأسبوعية إبان تولي الراحل إحسان عبد القدوس رئاسة التحرير، وكانت لا تزال حينها مملوكة للسيدة فاطمة اليوسف والدة إحسان.
دخل في صراع مع الرئيس السادات، وتم اعتقاله عام 1971 وقت ما عرف بثورة التصحيح، وأدانته المحكمة وحكم بالسجن، ولقد حاول الرئيس الليبي معمر القذافي أن يتوسط له عند السادات إلا أن السادات رفض خروجه، وبعد عامين خرج إلى الحياة ليترك مصر مهاجرا إلى الخليج ليبدأ تجربة صحفية ناجحة وثرية واستمر هناك حتى استشهاد الرئيس السادات فعاد بعده بقليل فاستقبله الرئيس مبارك بالقصر الجمهوري وبذلك قد أنهى فترة كبيرة من الصراعات مع النظام.
كان للساخر الكبير العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها "مسافر على الرصيف" الذي حكي فيه عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها، "السعلوكي في بلاد الإفريكي" وكان رحلات إلى إفريقيا، الموكوس في بلد الفلوس" عن رحلته إلى لندن، "رحلات أبن عطوطة" عن رحلات متنوعة، "حمار من الشرق" وحمل وصف ساخر للوطن العربي، ورواية "قهوة كتكوت".
وقد رحل عن حياتنا الكاتب الصحفي والساخر الكبير محمود السعدني في الرابع من مايو لعام 2010.