الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

ثلاثي ألبوم "الإخفاء": أغنية "تسكر تبكي" غير خادشة للحياء.. ونرفض الرقابة على أعمالنا.. ولا ننظر للتحديات التي تواجه فناني "الأندرجراوند"

الثلاثي
الثلاثي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الثلاثي «مريم صالح و تامر أبو غزالة وموريس لوقا»، تحقيق شهرة ونجاحا واسعا بعد صدور ألبوم «الإخفاء» مطلع هذا العام، حيث قدموا الكثير من الحفلات الحية بمصر ولبنان، لاقت حضورا جماهيريا كبيرا.
ألبوم «الإخفاء» أخذ جهد 3 سنوات من التحضير والتجهيزات وجلسات العمل والبروفات، ليخرج إلى النور فى النهاية، بموسيقى مجنونة غير تقليدية، مواكبة لما يستمع إليه جمهور ومتابعو الفن المستقل، فى العالم العربي، وطرح الألبوم أيضا، كلمات سوداوية كئيبة، لكنها بألحان مبهجة وأصوات قوية، ليعد «الألبوم» فى النهاية الأبرز فى عالم الغناء والموسيقى لهذا العام.
التقت «البوابة نيوز» بالملحن الفلسطينى تامر أبو غزالة، والمطربة مريم صالح، ووجهت لهما مجموعة من الأسئلة حول الألبوم فى الحوار التالي:

■ البداية كانت مع «أبوغزالة».. ومتى بدأ التحضير للألبوم؟ وما فكرته؟
- بدأ الموضوع بشكل منفصل ودون ترتيب منذ فترة طويلة، فنحن دائما ما نتابع مشاريعنا الموسيقية المختلفة، بداية، كان الاتفاق بين مريم وموريس على العمل معا، تلا ذلك رغبتى فى العمل مع موريس، فقمنا بعمل موسيقى متنوعة وبعد الأغنية الثالثة قررنا العمل معا على ألبوم واحد حتى ظهر فى النهاية ألبوم «الإخفاء».
■ لماذا اخترت مريم تحديدا لمشاركتها فى الألبوم؟
- الموضوع يعود إلى المرة الأولى التى استمعت لغناء مريم على الجيتار، وقعت فى حالة غريبة من الانبهار والصدمة؛ لأنها صاحبة حضور قوى وحالة غنائية استثنائية، فهى تستطيع توصيل إحساسها بطريقة سهلة للمتلقي، رغم صعوبة الكلمات والألحان والحالة الغنائية كلها.
ومع الوقت والتعاون معا، بدأت اكتشف جوانب أخرى فيها، كبساطة الأسلوب وعمق الأفكار واختلاف الحالة التى تقدمها، كما تعلمت منها أن هناك دائما بُعدا ثالثًا للكلام والإحساس غير المعانى المقصودة والموضحة.
■ ما الجديد الذى يقدمه الألبوم؟
- الجديد هنا يكمن فى اختيار الكلمات الحزينة والألحان الصاخبة وامتزاج الإيقاعات المبهجة مع المحتوى الكئيب، الألبوم ككل حالة غير مفهومة وجديدة وصادمة بالنسبة للمستمع، ولكنه يحوى فى الوقت نفسه مقاطع موسيقية متنوعة تذهب بك إلى مساحات مختلفة.
■ الألبوم استخدم الكثير من الآلات الموسيقية، فكيف حددتم ذلك؟
- فى البداية لم نقم باتخاذ أى قرارات بشأن تحديد الآلات الموسيقية المستخدمة فى الألبوم، حتى أننى لم أكن أعرف ماهية الآلات التى يلعبها موريس لوقا، ولكن بدأنا التحضير من خلال إقامة عدة جلسات بالقاهرة عام ٢٠١٢ خرجنا منها بـ ٣ أغان توصلنا من خلالها لفكرة الألبوم، ثم أقمنا جلسات أخرى فى عمّان بنهاية عام ٢٠١٣، تلاها جلسات أخرى ببيروت عام ٢٠١٥، وعندما ذهبنا إلى مقر «الكابينة» فى الإسكندرية، أخذنا معنا كل الأدوات والآلات الموسيقية التى نستطيع العزف بها، فأطلقنا لأنفسنا العنان لتجربة الآلات كافة واختيار المناسب منها.
■ هل تعمدتم تقديم ألفاظ صادمة فى أغنية «تسكر تبكي» للمساعدة فى الدعاية والتوزيع؟
- الموضوع له جانبان، أولا جانب فنى، وهو أن كلمات الأغنية تعبر عن حالتها، وأن ألفاظها «الخادشة»- كما يسميها البعض- تؤدى وتوضح غرض الأغنية، وليست بغرض السب والشتيمة، بينما الجانب الثانى هو التوزيعى، وهو تابع للشركة المنتجة وهذا خارج عن تحكمنا، وحاليا الأغنية موجودة على المواقع الإلكترونية بنسختين مثلما يحدث عالميا، والمستمع حر فى اختياره أن يسمع النسخة الأصلية أو النسخة المشفرة، وفى الحالتين ستجد دائما من يهاجم إحداها بشكل مستمر.
■ ما الدولة التى تحققون فيها أعلى شعبية؟
- بالتأكيد مصر.. لأنها ديموغرافيا تحتوى على أكبر عدد من المستمعين وجمهور الحفلات، يليها بالتوازى لبنان وتونس والأردن وفلسطين.
■ كيف ترى حركة الموسيقى العربية المستقلة فى المنطقة؟
- بدأت الموسيقى المستقلة تظهر وتتبلور منذ عشرين عاما مضت، ولعب الإنترنت دورا فعالا فى التعريف بتلك الحركة الموسيقية، بعدما لم تكن قادرة على الانتقال عبر المنطقة وتكوين قاعدة جماهيرية كبيرة.
■ لماذا اخترت مشاركة تامر فى «الإخفاء»؟
- مريم: أنا من الأساس كنت إحدى مشجعى ومتابعى تامر، ومدمنة الاستماع إلى أغانيه وألحانه على العود والبزق، كنت أشعر أن صوته «يحتضن» المتلقي، وكلما كنت أستمع إليه كنت أعتقد فى داخلى أن هناك «شيخ» قرر فجأة أن يقدم أغانى تشبه روحه ولا تشبه الابتهالات.
■ كيف نجحتما فى تكوين هذا المزيج بين الموسيقى وكلمات الأغاني؟
- الموضوع جاء بشكل عفوى بعد أغنية «تسكر تبكى»، عندما اتضح لنا أن تلك الكلمات شكلت هوية وشكلا للألبوم بسبب الكلمات الحزينة والألحان المبهجة.
■ كل أغنيات الألبوم من كلمات الشاعر ميدو زهير، فلماذا وقع الاختيار عليه تحديدا؟
- اعتدت منذ بداية مشوارى على متابعة كل ما يكتبه «زهير» واستخدامه بشكل دائم، فأنا أحتفظ عندى بكل أعماله المنشورة وغير المنشورة، فهو يمتلك موهبة خاصة تؤهله للتعبير عن المشاعر بطريقة موجعة وبسيطة، وحتى اختياره للكلمات يضعك فى حالة من الحيرة بين السهولة فى اختيار الكلمات المعتادة والمتداولة والتعقيد الذى يعبر به عن حالتنا بطريقة الكوميديا السوداء، فهو لا يبذل مجهودا عند الكتابة فى بناء وتكوين قصيدته، بل تتدفق الكلمات والألفاظ إلى مخيلته لتخرج بسلاسة على الورق، وأعتقد أن هذا ما جعله واحدا من أفضل شعراء جيله.
■ كيف استطعتم التوفيق بين المقاطع الغنائية بينكما؟
- فى البداية لم يكن تامر يريد الغناء، ولكن أنا وموريس اعترضنا بشدة وأقنعناه بضرورة الغناء معي، لأننى رأيت أن التناقض بين صوتى وصوته سيكون أحد العناصر التى يعتمد عليها نجاح الألبوم، فهذا الاختلاف بين الأصوات والتحكم المتنوع فى استخدام النفس أدى إلى ظهور مزيج صوتى جديد فى الألبوم.
■ هل كانت هناك نية للاعتماد على ألفاظ خادشة للحياء العام لجذب الجمهور؟
- لا بالعكس.. الأسهل أننا نختار قصيدة عادية، ولكننا وجدنا القصيدة مؤثرة وتحمل قصة ومعنى، واخترناها كما هى وقدمناها، لأننا مقتنعون بها لأننا «مش هنعمل رقابة على نفسنا».
■ لماذا أرفقتما الفنون البصرية مع الألبوم بدلا من الجرافيك المعتاد؟
- بعدما استمع جورج إلى ألحان الألبوم، بدأنا فى التفكير بضرورة استخدام الرسومات والفنون البصرية بدلا من الجرافيك المتعارف عليه، حتى يخرج الألبوم ككل بصورة مثيرة وغير واقعية وصادمة للجمهور، فبدأنا نأتى ببعض كتب الأطفال التى تعرض أشكال المدن الصغيرة رغبة منا فى العودة إلى مفاهيم الطفولة الجميلة، وحاولنا القيام بالمزج بينها وبين الشجاعة والقسوة، لنخرج فى النهاية برسومات توضح فكرة الألبوم وأغانيه المقدمة بأصوات جميلة ولكنها فى الوقت نفسه بكلمات مزعجة.

■ «الإخفاء» اسم على مسمى.. فما الخفى بداخله؟
- أسلوب بناء الأغانى غير تقليدي، فهو «ألبوم» مخادع إلى حد ما، فهو يدعوك للانغماس والغرق فيه، كأنه إلى جانبك، لكن هذه ليست الحقيقة، لأن كلا منا كانت لديه أفكاره الخاصة التى تتصارع وتلتوى داخل رأسه، لذلك كان من الطبيعى أن يخرج الألبوم إلى النور وهو يحتوى على الكثير من الغموض.
■ كيف يستطيع الفنان قياس شعبيته فى دولة أخرى؟
- الموضوع لا يقاس بالورقة والقلم، ولكنه محسوس أكثر من خلال الاستماع والتحميل الأون لاين والتفاعل من جمهور الحفلات، ولكنى أمتلك الطموح الدائم للنجاح والسعى نحو تحقيقه، لأن مقدار جهدى المبذول يفوق أى شىء، ولذلك أرغب دائما فى تحقيق نتائج مرضية.
■ هل جمهورك الآن هو نفس جمهورك المتابع لكِ حينما كنتِ تغنين للشيخ إمام؟
- هناك قطاع عريض من جمهورى الآن منتمٍ للمجموعة التى كانت تتابعنى، حينما كنت أغنى للشيخ إمام، وبالرغم من صعوبة حصر متابعات الجمهور، فإننى أؤمن بأنه دون تلك المتابعات المستمرة والمتراكمة لم أكن سأتمكن من صعود سلم مسيرتى الفنية وتكوين تاريخ غنائى كبير.
■ لاحظنا أن أغانيك بها حالة مسرحية.. فهل هذا له علاقة بخلفيتك الأسرية؟
- بالفعل.. تربيتى وانتمائى لأسرة موسيقية ومسرحية أثرت كثيرا فى اختيارى وتعبيرى عند الغناء؛ لأن المسرح هو العنصر الأساسى المكون لشخصيتى الفنية، فمن خلاله استطعت معرفة المناطق التى تمكننى من أخذ الجمهور معى فى حالة مغايرة تماما عما هو معتاد.
■ لماذا ترفضين تصنيفك كمطربة مستقلة أو مطربة أندرجراوند؟
- بداية فكرة «الأندرجراوند» ليست لها علاقة بالتصنيف الموسيقى، ولكنها فكرة طرح مشاعر وموضوعات جديدة غير الموجودة على الساحة كالحب والولع، ولكن هذا التصنيف حدث من المتلقى لأنه رأى أن هناك مجموعة من الفنانين لا تلجأ إلى الاستسهال عند اختيار أغانيها، ولكنهم يقدمون محتوى فنيا مختلفا معتمدا على طرح كل المشاعر الإنسانية بشكل غير تقليدي.
■ كيف تجدان وضع الفن البديل فى مصر اليوم؟
- بالنظر أولا إلى المنطقة العربية فالفنان البديل لا يمتلك فيها أى دعم من أى شخص، لذلك فمن الصعب مقارنة أى فريق عربى بنظيره الأوروبي، من حيث المنح العامة والتمويل وتوفير المساحات والأماكن الغنائية، ولكن فى مصر تتوازن تلك المعادلة لأننا نجد هنا اهتماما كبيرا بالعمل الذى نقوم به، وهذا ما يساعدنا على استغلال الفرص الصغيرة والموارد التى علينا أن نطورها ونقدم بها فنا جيدا، وعندما افتتحت مصر عام ٢٠٠٥ ساقية الصاوي، كان هذا بمثابة نقلة كبيرة لفنانى الموسيقى البديلة والفن المستقل فى العالم العربى ككل.
ومن السذاجة أن ننظر للتحديات التى تواجه فنانى «الأندرجراوند» بشكل محبط وكئيب، لأننا لا نملك خيارا آخر سوى المكافحة والمحاربة للوصول إلى ما نريد، فنحن نخسر أنفسنا لتحقيق تطور هذه المهنة، وهذا ما يجعل الموسيقى تتطور، نتكلم أكثر وأكثر عنها، نتقبل أكثر ونتعاون مع الآخرين، محاولة منا أخذ خطوة إضافية للأمام فى هذا الطريق، وأيضا من المهم أن نذكر أن جميع الفرق المستقلة والبديلة كافحت فى كل أنحاء العالم، بالطبع الأمر فى مصر أكثر صعوبة، ولكن ما زال هناك تحدٍ عالمى يواجه الفنان المستقل، وهو أنه دائما عكس التيارات السائدة والمعتادة.