يقدم خدمات كنسية ومدنية ومشروعات صغيرة مدرة للربح.. ويعلم الشباب مهارات الصيانة والبرمجة والحياكة ويصدر كتب توعية.
اهتمت الكنيسة الإنجيلية منذ نشأتها فى مصر وفى العالم أجمع بالعمل على تنمية الإنسان، والاستثمار فيه، من خلال العمل معه روحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، ولأن الإنسان محور التنمية الحقيقي، قررت الكنيسة والإرسالية ترسيخ قيم العمل مع الإنسان دون النظر إلى عقيدته أو جنسه أو لونه، فبدأت الكنيسة بتشكيل مجالس ومؤسسات خدمية تعمل على بناء الإنسان ومساعدته، على السعى للوصول إلى كامل إنسانيته والتحرر من القيود التى تضعها المجتمعات والظروف المحيطة به للوصول إلى حياة أفضل، لذا رصدت «البوابة» إحدى الخدمات التى تقدمها الكنيسة من خلال مجلس الخدمات والتنمية وتلقى الضوء على نشأته، وما يقدمه من أدوار لخدمة المجتمع.
أنشأ سنودس النيل الإنجيلى «المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر»، مجلس الخدمات والتنمية عام 1981، وترأسه الدكتور القس صموئيل حبيب، ثم الدكتور القس إكرام لمعى، ومن بعده الدكتور القس حلمى قادس، وتعاقب على رئاسته الدكتور القس أندريه زكى، والقس عاطف سامى، ثم رئيسه الحالى الدكتور القس راضى عطالله، ويقدم المجلس مساعداته للمصريين جميعا، خاصة الفقراء والمهمشين، ويخدم 300 كنيسة إنجيلية مشيخية، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدنى، وتتنوع أنشطة المجلس ما بين تقديم خدمات تنموية مجتمعية وخدمات كنسية.
خدمات كنسية ومدنية
فى مجال الخدمات الكنسية يتبنى المجلس مشروعات عدة، منها: مشروع ترميم الكنائس، تجديد وإحلال الكتب المقدسة، مكتبات للقساوسة وخدام الكنائس بالتعاون مع «دار الكتاب المقدس»، لبناء قدرة القساوسة وقادة الكنائس من أجل قيادة الكنيسة نحو مستقبل أفضل.
أما فى مجال خدمات تنمية المجتمع؛ فينصب عمل المجلس على ثلاثة قطاعات رئيسية: قطاع البرامج الصحية، قطاع بناء المهارات للقسوس والقادة الدينيين وقطاع المشروعات الصغيرة، وتأهيل الشباب لسوق العمل.
ففى قطاع الصحة، قدم المجلس مشروعا للتوعية الصحية وسبل الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، وقد تم الوصول إلى 25000 من قيادات المجتمع والكنائس، إضافة إلى تنمية وعى المصريين، وبخاصة الشباب بموضوعات الصحة الإنجابية، وكذلك التوعية بأنواع الإيذاء والعنف الجسدى والروحى والجنسى والنفسى، وتشجيع الأفراد على التعبير عن مشاعرهم وآلامهم التى نتجت عن علاقات مستغلة أو إيذاء فى الطفولة. كخطوة على طريق التعافى والعودة للانخراط فى المجتمع.
كما يهتم المجلس بالأطفال الأكثر تعرضًا للمخاطر الاجتماعية كالأطفال من أسرة أحد الوالدين فيها مدمن مخدرات أو معاقب بالسجن أو الفقر المدقع أو الانفصال أطفال المناطق العشوائية فى المدن، والأطفال الذين تعرضوا لإيذاء جسدى أو نفسى أو جنسى، والأطفال المتسربين من التعليم أو من دفعتهم أسرهم لأعمال غير مناسبة، والأطفال الهاربين من أسرهم وأطفال الشوارع، من خلال توفير تأهيل وتدريب نفسى وحياتى للطفل، يساعده فى التغلب على آثار التجارب السيئة والعنيفة ويعطيه الفرصة للدخول فى نسيج المجتمع كمواطن صالح، وعضوا عاملا فى كنيسته ومجتمعه، وقد تم الوصول إلى حوالى 300 مشير من 28 كنيسة و3 جمعيات أهلية، قادرين على التوعية والتعامل مع الحالات التى يتعرضون لها، ولهذا فهم سيكونون نواة لاستمرار المشروع بالجهود الذاتية.
ويستهدف المجلس قطاعات خدام الكنائس لتوصيل الأفكار والمناهج إلى مخدوميهم والمدرسين ليتواصلوا مع الطلبة وأولياء الأمور. والعاملون بالجمعيات الأهلية، والذين يقدمون خدماتهم لفئات متنوعة كالأطفال والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة.
أما عن قطاع المشروعات الصغيرة؛ فقد ساهم المجلس فى دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية انطلاقًا من إيمانه بأهمية المشروعات الصغيرة، وقام برنامج المجلس بتوفير التمويل اللازم لمشروعات صغيرة مدرة للدخل، وخلق فرص عمل حقيقية «دائمة ومؤقتة»، بهدف التخفيف من الآثار الناتجة عن البطالة، وفتح مجالات جديدة، ورفع الوعى المجتمعى بثقافة العمل الحر، ورفع كفاءة ومهارات الشباب ليصبح قادرا على إقامة مشروع صغير.. وكذا نشر قيم وإخلاقيات العمل الناجح.
برامج ومهارات
يشمل البرنامج العديد من المحافظات، وهى: القاهرة والجيزة والقليوبية.. من خلال الكنائس الإنجيلية المشيخية والإنجيلية غير المشيخية، «بنى سويف- الفيوم- مركز العياط- مركز مغاغة- مركز ملوى ودير مواس- مراكز بحرى أسيوط- سوهاج- قنا- الأقصر- أسوان- البحر الأحمر». كما شمل مشروع المجلس قرى برنامج إنجيل كامل (محافظة المنيا- وبعض قرى أسيوط - الكنائس الإنجيلية المشيخية التى بها العلمانيين المدربين من قبل برنامج إنجيل كامل لإنسان كامل).
أما المشروع الثانى الخاص بالتنمية؛ فيقوم المجلس بتأهيل الشباب لسوق العمل فى محافظة سوهاج؛ حيث تم تدريب عدد 66 شابا وشابة على عدة حرف منها: الكوافير، صيانة المحمول، ICDL برامج وصيانة الكمبيوتر، الخياطة، المخبوزات، تطريز، دبلومة فى الإدارة.
وعن بناء مهارات القسوس والخدام؛ فيهدف البرنامج إلى إعداد قيادات واعية قادرة على قيادة الكنيسة للخدمة الروحية والتنموية من خلال تدريبات خاصة على أهم الموضوعات التى تساعد قادة الكنيسة من القسوس والشيوخ والعلمانيين على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، لتكون الكنيسة المحلية قادرة على أن تقوم بدورها فى داخل المجتمع.
ويقيم المجلس 8 ورش عمل فى العام، تضم كل ورشة عدد 30 فردًا من القسوس والقادة الشباب إلى جانب المؤتمر العام الذى ينظمه المجلس فى إحدى القضايا المهمة والخاصة بالكنيسة والمجتمع، وفى هذا الصدد قام بتدريب حوالى 400 قسيس وخادم من خلال ورش بناء المهارات فى موضوعات مختلفة، مثل: إدارة الوقت، والتخطيط الاستراتيجى، والبرمجة اللغوية العصبية، وإدارة الصراعات والإدارة الفعالة..
كما أنتج المجلس عددًا من الكتب والمواد التوعوية والتعليمية، بهدف تدعيم برامجه المتنوعة، ومنها إصدار مجموعة كتب تتناول «الثقافة الجنسية، الصحة الإنجابية، فيروس نقص المناعة المكتسبة... وغيرها»..
